الأقباط متحدون - نشوى الحوفى تكتب.. عاش السادات وماتت الجولان
  • ٠٨:٢٠
  • الاثنين , ٢٥ مارس ٢٠١٩
English version

نشوى الحوفى تكتب.. عاش السادات وماتت الجولان

مقالات مختارة | نشوى الحوفى

١٠: ٠١ م +02:00 EET

الاثنين ٢٥ مارس ٢٠١٩

الجولان
الجولان

نشوى الحوفى
بينما بدأ مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكى، زيارته لإسرائيل والكويت ولبنان منذ أيام، مؤكداً على تصريحات ترامب بأن الوقت حان لإسقاط كلمة «محتلة» عن هضبة الجولان والاعتراف بسيادة إسرائيل عليها، وضاغطاً على لبنان لقبول تنازلها عن حقوقها فى التنقيب عن الغاز فى مياهها الإقليمية على مساحة نحو 800 كم لصالح إسرائيل، وبينما يعلن البنك الدولى أن خسارة العالم العربى فى حروبه وثوراته وفوضاه فى الفترة من 2010 إلى 2018 بلغت 900 مليار دولار كحد أدنى. بينما يحدث كل ذلك، تمر غداً ذكرى 40 عاماً على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل (26 مارس 1979).

تأتى الذكرى لتؤكد لنا كيف عاش السادات، وإن رحل، بما حققه لبلادى من نصر أعاد الكرامة وأذل إسرائيل وقضى على غطرستها، رغم قلة إمكانياته وإدراكه لتحالفات السياسة الدولية التى لم يكن لها مصلحة فى تغيير واقع الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة بعد هزيمة يونيو 1967. فلم يكن الأمريكان وحدهم من يريدون إبقاء الوضع على ما هو عليه بل السوفييت أيضاً. لم تكن انتصارات أكتوبر فقط هى ما حققه السادات بخطى ثابتة على الأرض، ولكن كان استرداد الأرض من عدو أدمن الاستفزاز بدعم أمريكى غربى. فيذهب لهم عارضاً السلام فى موقف لم يكن أجرأ الناس يقدر على الإقدام عليه ولكن هذا هو الفارق بين أن تجلس لتتحدث عن رجل الدولة وأن ترى فعله على الأرض. وقد كان السادات رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة فى الحرب والسلام فاستحق أن يعيش.

لقد جلس رغم مقاطعة عربية واضعاً أعلام الدول فى المنطقة على طاولة مفاوضات، مؤكداً أنه لا تنازل عن ثوابت تاريخ وأرض فأعاد سيناء بينما لم تعد بقية الأرض العربية التى يطالبون اليوم بعودتها! أعاد الأرض برؤية مستقبلية تنصفه كل يوم رغم رحيله عام 1981، فينتصر على أقلام لم تفعل سوى الجلوس فى مكاتب مكيفة تحلل وترفض دون علم أو بهوى ذات أو بغياب رؤية. بينما كافح هو فى هدوء وصبر وإصرار على رفع علم مصر على أرضها كاملة، فتحية له على صبره وفهمه ورؤيته.

نعم، تهل علينا ذكرى المعاهدة التى رفعنا فيها شعار السلام مع عدو ندرك أنه كان وسيظل عدواً، بينما الجولان ليومنا حبيسة سلاحه ومستوطناته وتغييره لهويتها الديموجرافية وانتماء سورييها، بقانون فرضت به إسرائيل واقعاً عام 1981 يعلن سيادتها على الجولان ويعتبر القدس الموحدة عاصمة إسرائيل! فقط اليوم تعلن أنه لم يعد هناك مكان ولا مجال لكلمة «الجولان المحتل»! كما فعلت مع القدس الشرقية العام الماضى برعاية أمريكية. هم يفرضون عليكم واقعهم بينما هناك من العرب من يعلن خطأ ما تربوا عليه بأن إسرائيل عدو، وعرب يغنون النشيد الإسرائيلى ويُحيون علم الصهاينة على أراضيهم فى قطر، وعرب يتفاوضون على بقاء عروشهم مقابل تصفية إيران، بينما إيران ليست إلا وسيلة أمريكية للقضاء عليهم ببقائها فزاعة. فإيران تعهدت لروسيا بأن تظل قواتها فى سوريا بعيدة مسافة 140 كم عن هضبة الجولان لضمان أمن إسرائيل!!!

ولذا عاش السادات يا سادة. عاش من تحمل هم تحرير الأرض وإعادتها فتفاوض فى العلن أمام العالم وأدرك ما تخبئه الكواليس وعشق الأرض حتى روت دماؤه ترابها بيد تجار دين حركتهم أمريكا وإسرائيل. فالرجل كان يدرك أكثر مما ينبغى وكان قد حان وقتها موعد القضاء عليه. عاش السادات وإن مات وماتت الجولان وإن شجبوا واستنكروا ونددوا.

وتحيا مصر برجال لا يعبأون بأقلام الخانعين والفارغين وأصحاب الهوى.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع