الأقباط متحدون - جذور الرهبنة المسيحية
  • ٠٨:٠٢
  • الخميس , ٣٠ اغسطس ٢٠١٨
English version

جذور الرهبنة المسيحية

أوليفر

مساحة رأي

٤٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٣٠ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
Oliver كتبها
- إذا كانت الرهبنة هي تكريس الحياة بأكملها لله فقد عاش آدم أبونا راهباً لفترة من الزمن قبلما يخلق له الله حواء.كان آدم يعيش وحده.كانت الجنة ديره.كانت الملائكة أصدقاء آدم الراهب.كان يعمل ليس لأنه يريد أن يتوسع أو يمتلك إذ لم يكن ينافسه أحد لكن عمله كان تعبيراً عن محبته لمن أوصاه أن يعمل في الأرض و يثمر.كانت أعمال آدم أبينا ممارسة بتلذذ بوصية المسيح فلم يشعر بنقص و لا إحتياج  سوى لله وحده.هذه الحياة المبنية على الإنتماء للثالوث الأقدس في كل يوم و عمل و فكر.هي جوهر حياة الرهبنة.لم تكن الرهبنة فكرة إنسان بل صنعة إلهية أعطت آدم نموذجاً لفترة ما ثم تبدل  النموذج إلي حياة تكريس و بتولية  و حياة شركة لما صارت حواء لآدم  كنيسة أسرية  مكرسة بذكريات رهبانية.صارا زوجين منذورين للرب.متبتلين تماماً قبل الخطية.هكذا نموذج التكريس و التبتل مقدساً ناجحاً ما دام نقياً من أي شهوة خالياً من صراعات الحياة. السلام يسود فوق كل الأشواق.
 
- سقطت رهبنة آدم و تكريس حواء حين إنفتحت أعينهما علي العالم.حين دخلت شهوة ليست من عمل الروح القدس فيهما.ضاع الجوهر و تعرى المقدسين حين سمعا لصوت الغريب و قادتهما الحية خارج ديرهما أي الجنة.لو علم أي راهب أن ديره فردوساً بالحقيقة ما طاق أن يغادر قلايته.
 
- مع أن آدم كان يعمل في الجنة إلا أن عمله خارج الجنة كان عملاً شاقاً.و حبلت حواء مثقلة بأوجاعها.فالخروج من دائرة الحب الإلهي هو إتجاه للأشواك و التعب و الأوجاع بغير جدوي.
 
- ثم أنجب الراهب قاتلاً.قايين خرج من تعليم أبيه و إله أبيه.ترك أمه و إنساق وراء الفرائس يقفز من هذه لتلك و هي تركض به بعيداً عن ذكريات المحبة الإلهية فصار بالجسد إبناً و بالحقيقة وحشاً.يتربص ليس بذبيحة يستدرجها للعبادة بل بأخيه هابيل البار يستدرجه للموت من أجل أن الله قبل ذبيحته و رفض ذبيحة قايين الذى ترك الصيد لأجل الله و إكتفي بثمار أقرب شجرة إلي يده ليقدم منها ذبيحة كسل و إستهانة و تعدي ثم يشتكي الله لأنه رفض ذبيحته و يتبجح و يتخطي كل الحدود و يقتل البار و يكذب لكي ينجو لكن علي من سيكذب.هكذا تضيع خبرات الروح حين يتملك كسل قايين في النفس و تتحول الذبيحة التي من أجلها خرج إلي عبء ثقيل.مات البار و عاش القاتل غصة في قلب أبيه و مرارة لأمه.
 
-ثم جاء أخنوخ.ليعيد شكل العابد الناسك.رجل لم تشغله أسرته عن شيء.لم يحب أبا أو أما أو إبنه أو إبن أكثر من الله فسار معه لا ندري سره تك5: 25.لكن الرهبنة أخذت منه تعريفاً جديداً هي ( السير مع الله)  فإستحق أن يختطفه الله فلم يوجد أخنوخ لأن الله أخذه.بهذا كانت الرهبنة الحقيقة رحلة حياة مع الله تصل حتي إلي السياحة.فيختطف الله أخنوخ إلي زمان ليؤهله لرسالة آخر الزمان ثم يرسله.فالذي يسير مع الله يوجد مؤهلاً لأصعب الأيام دون أن يهتز إيمانه.بل هو يثبت أخوته.ليت لنا في كل دير أخنوخ البار.
 
-كما سار أخنوخ مع الله قيل عن نوح البار أنه سار مع الله تك6: 9.أخنوخ سار حتي الفردوس و نوح البار سار حتي الفلك و كلاهما دخلا السماء الثانية.وصل أخنوخ إلي سماء جديدة و وصل نوح إلي أرض جديدة.فكل من سار مع الله له السماء و الأرض الجديدتين.طالما أغلق الرب علي نوح و بنيه لا يستطيع أحد أن يفتح.فلك النجاة للراهب هو ديره.فإذا فتح بابه أغرقه الطوفان.فلك النجاة للمكرس هي الفلك فإذا فارق الكنيسة فارقته الحياة.السير مع الله أهم جذور الرهبنة المسيحية.
 
-سكان بابل صنعوا برجاً.تبلبلت ألسنتهم.فالله لا يحتاج أبراجاً.الله يطلب قلباً متضعاً.الأبراج تفرق و الإتضاع يجمع.الرهبنة بلا أبراج لكن بالإتضاع تثمر.الأبراج شتت الأرض حتي اليوم.تفرقت الأسلنة هناك و صار لكل واحد لغته.هذا يجني مالا و ذاك ينهب أرضاً و ثالث يتعب هباءاً فكل أعمال الأبراج جهالة..بسبب الأبراج لم نعد شعب واحد و لا لسان واحد و لا قلب أو رأي واحد.فإهدموا الأبراج قبل أن يهدمها الله بنفسه.
 
- كلما تهدمت الأرض بالخطية أرسل الرب من يعمرها روحياً.فهوذا إبراهيم أب الآباء يأمره الرب أن يرتحل. يسير نفس المسيرة مع الله.هذه فكرة جديدة للرهبنة.إذهبمنارضكومنعشيرتكومنبيتابيكالىالارضالتياريك. تك12: 1.هنا الدعوة و الإختيار.السير مع الله لا يمكن أن يتم بغير الله.ليس بالقدرة و لا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود.من له أرض الموعد إلا السائر تاركاً ما له ليأخذ ما لله.هذا يفتح باب الرهبنة للجميع إذا كانت بهذا المعني,دع قلبك يتبع قلب الله.
- فيما كان أبونا إبراهيم نموذجاً للتارك بيته و أرضه و عشيرته.تقابل مع رجل غامض تارك مملكته حاملاً في قلبه طقساً لم يسبق أحد أن مارسه مثله.يأخذ من الكبير عشوره و يكسر له خبزا و يسقيه خمراً و يباركه؟ من أنت أيها القادم من المجهول؟ أنت الذى ينتظر عودة لوط المأسور ثم تحتفل به روحياً.كأنك أحد سكان المغاير و أنت ملك.تعلم ما لا يعلمه أحد إلا بشركة الروح القدس.ملكي صادق أيها المختفي في مغاير التاريخ.غيرت التاريخ في حادثة ليس سواها.هكذا رجال الله الأتقياء.يضعوا معالم الرهبنة في بطون الأرض.و أعماق الكتاب.ملكي صادق المتوحد المتفرد صنع للرهبنة شكلاً آخر.جذور الرهبنة محفورة علي صخور الأرض لا تنمح مغموسة بوحي الروح القدس لا تزول و للموضوع بقية.
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع