الأقباط متحدون - الهوية المصرية لا تنحاز لأحد
  • ٢١:٥٤
  • الأحد , ٢٩ يوليو ٢٠١٨
English version

الهوية المصرية لا تنحاز لأحد

د. نجيب جبرائيل

مساحة رأي

٥٢: ٠١ م +02:00 EET

الأحد ٢٩ يوليو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
 د. نجيب  جبرائيل 
تكلم الرئيس السيسى أثناء المؤتمر السادس للشباب الذى يعقد بجامعة القاهرة عن الهوية المصرية وحسنا تحدث الرئيس السيسى فى هذا الموضوع لأن هوية الدولة تعبر عن حضارتها وتراثها وعلمها وتاريخها وعراقتها وثقافتها فهناك فرق كبير بين من أن نتكلم عن الهوية المصرية التى حفرت فى التاريخ منذ أكثر من سبعة ألاف سنة و الهوية الأمريكية التى لا يستطيع المواطن الأمريكى مثلا التحدث عنها لأن الدولة عمرها لا يتجاوز ثلثمائة سنة وتجمع مهاجرين من شتات العالم . كيف يكون لها هوية . ومع ذلك فالمواطن الأمريكى يتمسك ويعتز بالعلم الأمريكى ذوى الواحد وخمسون نجمة والتى تمثل واحد وخمسون ولاية أمريكية . لكن اذا تحدثنا عن هويتنا ومجدنا وتاريخنا العريق فنتساءل كيف ويمكن أن تكون هذه الهوية المصرية قرأت فى ذلك كتابا للراحل العظيم المفكر الدكتور ميلاد حنا حينما وصف الهوية المصرية بالسبيكة التى تتكون من سبع طبقات ( كتاب الطبقات السبع )وقال ان الهوية المصرية تتكون من الحضارة المصرية القديمة ( الفرعونية ) والحضارة البيزنطية والحضارة القبطية والحضارة الأسلامية وربما الفينقية والأشورية التى عاش أهلها فى مصر لزمن . كبير ولكن اليوم حينما يتحدث البعض وللأسف المثقفين ربما يتحدثون عن أجدادنا الفراعنة 
 
وربما الحضارة البيزانطية ثم نجدهم ينطون نطا للوصول الى الحضارة الأسلامية متجاهلين تماما الحضارة القبطية كمكون أساسى للسبيكة المصرية وللهوية المصرية فحقا قد غضبت كثيرا أن أحد الأعلاميين فى أحدى القنوات الفضائية وهذا الأعلامى لا أشك لحظة انه من أكثر المناضلين من أجل المواطنه أتى بفيلم تسجيلى أمس للتعبير عن الهوية المصرية من أوائل ثلاثينات القرن الماضى فكان من عمالقة تحرر المرأة مثل سميرة موسى وهدى شعراوى ونبوية موسى وتناسى ان المرأة القبطية أيضا لعبت دورا فى الثقافة المصرية فلا ننسى على سبيل المثال المدارس القبطية التى تخرج منها فطاحل مصر من علماء المسلمين والأقباط فكان الرئيس الراحل كان يفتخر بأنه تخرج من مدرسة الأقباط فى شبين الكوم وهل ننسى من مؤسس مدرسة الأسكندرية أو مكتبة الأسكندرية ( حاليا )أليس الكنيسة القبطية .ولا يفوتنا أمر هام قرأتة فى كتاب الأستاذ الدكتور محمد الزناتى أستاذ تاريخ القانون فى كلية الحقوق جامعة عين شمس والذى تتلمذت على يدية فى أوائل سبعينات القرن الماضى حينما كتب فى كتابة بالحرف " أن كنيسة الأسكندرية كانت تقرض الدولة .
 
ويا للعجب ان القائمين على الأمر فى هذا الوقت يتجاهلون عن عمدا أو جهل المكون القبطى فى إرساء قوام الشخصية المصرية أو الهوية المصرية فهو يتصور أن جميع كليات الاداب على مستوى جامعات مصر تخلو من وجود أى قسم للغة القبطية وأدابها كثراث مصرى بينما جميع كليات الاداب بها أقسام للغة العبرية  ( لغة العدو ) وللغة الفارسية " أردوجان " هل تعلم ان الأستاذ الدكتور السياسى البارز مصطفى الفقى حصل على درجة الدكتوراه فى تاريخ الأقباط من جامعة لندن . وحيث يوجد بها قسم للدراسات القبطية وكذلك الجامعة الأمريكية فى مصر .
 
فالظلم كل الظلم ان نتجاهل الحقبة القبطية كموكون أساسى فى الهوية المصرية .
وللحديث بقية 
 
 
 
                                                                                 
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع