الأقباط متحدون - نوال السعداوي: المرأة بمجتمعاتنا لا تملك جسدها.. الختان والإجهاض السري بالقرى أصابني بالهلع
  • ٠٢:٣١
  • الثلاثاء , ٧ نوفمبر ٢٠١٧
English version

نوال السعداوي: المرأة بمجتمعاتنا لا تملك جسدها.. الختان والإجهاض السري بالقرى أصابني بالهلع

١٣: ٠٤ م +02:00 EET

الثلاثاء ٧ نوفمبر ٢٠١٧

الكاتبة الروائية والطبيبة المصرية نوال السعداوي
الكاتبة الروائية والطبيبة المصرية نوال السعداوي
كتبت – أماني موسى
حلّت الكاتبة الروائية والطبيبة المصرية نوال السعداوي، ضيفًا في برنامج "ضيف ومسيرة" المقدم عبر شاشة فرانس 24، وتحدثت حول الكثير من الأمور التي شكلت فكرها وخاصة أسرتها وجدتها.
 
تقول السعداوي، أستطيع أن أقول أن من أثر عليّ أكبر التأثير هي جدتي الفلاحة البسيطة، ثم والدتي المتعلمة في مدارس فرنسية، ثم أبي، ولولاهم ما كنت أنا.
 
وتضيف، جدتي علمتني أول درس في الفلسفة بالفطرة، فجدتي كان لديها حس كبير في العدالة، وأبي في المساواة والعدل الذي ورثه عن أمه.
جدتها: "مين قال إن ربنا هو القرآن.. ربنا هو العدل عرفوه بالعقل"
 
وتحكي موقف حين قال العمدة لجدتها "بقى أنتي يا فلاحة مقرتيش القرآن تعرفي ربنا منين، فأجابته: "ومين قالك إن ربنا هو القرآن.. ربنا هو العدل عرفوه بالعقل".
 
وأن والدها على الرغم من تخرجه من الأزهر ودراسته بدار العلوم، إلا أنه كان دائمًا يقول ربنا ليس كتاب يخرج من المطبعة".
 
وأردفت، أنها كانت ترى في المدرسة معاملة تميزية ضد الفتيات، وكانت تستنكر هذه التصرفات وتتمرد، ما ترتب عليه معاقبتها من قبلهم، مشيرة إلى أن فكرتها عن المساواة جاءت من البيت وأنها لم ترى هذه التفرقة.
 
بالمدرسة لقنونا أن المسيحيين هيدخلوا النار ولا نأكل معهم لأن طعامهم نجس.. ووالدي أكدا لي خطأ هذه المعتقدات
 
وأوضحت أنها تلقت في المدرسة أفكار تمييزية ضد الأقباط، حيث لقنوهم أن المسيحيين هيدخلوا النار، ولا تأكلي معها لأن أكلهم نجس، وحين توجهت بالسؤال لوالديها حول حقيقة ما تتلقاه بالمدرسة، أكد لها والدها وهي في سن صغيرة المسيحيين مش هيدخلوا النار، وقالت لها أمها: مفيش حاجة اسمها نار، دي حاجة رمزية، والمسيحيين لن يدخلوا النار.
 
ما سر نوال زينب؟
توضح السعداوي أنها وهي طفلة صغيرة طلب منها المعلم كتابة اسمها كاملاً، فكتبت نوال، فطالبها بكتابته كله، فكتبت نوال زينب، وهو اسم والدتها، باعتبارها هي من تعلمها وتربيها وعلمتها أن تكتب اسمها، فقام المعلم بشطب اسم الأم بـ غل –على حد وصفها- فشعرت وكأنما قام بقتل أمها.
أضافت أنها عاشت بالكثير من دول العالم ورأت ثقافات عديدة ما مكنها من أن تدرك أن العالم ليس هو الكيان المحدود الذي يعيش فيه البعض ويعتبره أنه العالم، لافتة إلى أن العالم العربي يحقر من شأن المرأة ويسلبها حقوقها.
 
الشعب الجاهل يسهل حكمه والتعليم قائم على التلقين
وأكدت على أن الشعب الجاهل يسهل حكمه، وأنظمة التعليم لا تنتج شعب مثقف أبدًا، والنظام التعليمي يعطي معلومات للمواطن لكي يتوظف بالدولة، فالمتعلم لا يعني بالضرورة أن يكون مثقف أو مطلع، فالتعليم أحيانًا يكون قاتل لبذرة الإبداع، لأنه قائم على التلقين ويقضي على الشجاعة أو التمرد.
دخلت كلية الطب لإرضاء والديّ
 
وأشارت إلى أنها دخلت كلية الطب فقط إرضاءً لوالديها، وأنها كانت تحلم أن تصبح راقصة باليه أو عمل له علاقة بالموسيقى والمجال الفني، وأنها كانت ابنة مطيعة لهم بالبيت، وترعاهم وتقوم بمهام تنظيف المنزل وخلافه، لافتة إلى أن والدها قبل وفاته قال لها: نوال أنتي هتكوني مسؤولة عن إخواتك بعد وفاتي، وأنه كان يثق بها أكثر من بقية أبنائه.
 


أردفت أنها حين تخرجت من كلية الطب وذهبت للعمل بإحدى القرى رأت بعينيها حجم البؤس الواقع على النساء، من حيث ممارسة الختان، وعمليات الإجهاض السري، وكذا الدخلة "البلدي" وربط الشرف بالكثير من الدماء.
 
بالقرى وجدت ختان الإناث وعمليات الإجهاض السري ما أصابني بالهلع
وكذا الحال في ختان الذكور، وحجم الوفيات الناتجة عن هذه العمليات التي تتم على أيدي حلاق الصحة، وأن بعضهم كان يقوم بقطع رأس القضيب تمامًا وحالات أخرى أصيبت بعدوى بكتيرية نتيجة قلة النظافة في الأشخاص أو الأدوات المستخدمة.
 
المرأة في مجتمعاتنا لا تملك جسدها
وأضافت أنه إذا تحررت المرأة جسديًا وعقليًا سيتحرر المجتمع كله، ومن ثم يخاف أولي الأمر من حدوث هذا، حتى أصبحت المرأة لا تملك جسدها الذي بات يملكه الدولة وزوجها.