الأقباط متحدون - رجل و4 ستات.. والنتيجة: 21 ابناً والـ22 «جاى فى السكة»
  • ١٢:٤٤
  • السبت , ٢٨ اكتوبر ٢٠١٧
English version

رجل و4 ستات.. والنتيجة: 21 ابناً والـ22 «جاى فى السكة»

أخبار مصرية | الوطن

١٤: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ٢٨ اكتوبر ٢٠١٧

«عمرو» و«ياسمين» يشكوان قسوة الأب وغيابه عنهما
«عمرو» و«ياسمين» يشكوان قسوة الأب وغيابه عنهما

فرّقتهم الحياة، لم يكونوا عزوة لبعضهم البعض فى أى يوم، 21 أخاً بعضهم لا يعرف الآخر، الأب الذى تزوج 4 مرات أصبح رمزاً لـ«القسوة» بين أبنائه وزوجاته الأربع اللاتى يعشن فى أربعة أماكن مختلفة ولا يزرن بعضهن البعض. كل واحدة منهن تعيش مع أبنائها بين أربعة جدران، تشكو الهمّ وضيق الحال ولا تفكر إلا فى نفسها وفى أولادها وكيفية توفير «لقمة العيش» لهم لتغنيها عن الرجل الذى أصبح مشتتاً بين البيوت الأربعة بما تحويه من زخم بشرى.

تقطن الزوجة الأولى فى أحد الأزقة القديمة بحى المطرية، تعيش فى شقة لا تتعدى مساحتها الـ60 متراً، لا تملك حق إيجارها لشهور متتالية، كثيراً ما تلجأ إلى الدَّين حتى لا تُطرد هى وأبناؤها من مالك العقار المتهالك الذى سكنت الدور الأول به، جدرانه تنم عن شروخ سطحية واضحة، تواريها بلصق أوراق الزينة الملونة، بينما تضع ستارة قديمة على مدخل الحمام ذى الطراز البلدى، وخصصت مكاناً لحوض صغير يعلوه «حنفية» خارج الحمام، بينما يصدر فى الخلفية صوت اصطدام، حيث يقع مقبض باب الشقة باستمرار، فتضطر إلى غلق الباب طوال اليوم بالمفتاح، وفى عتمة الليل تضع مقعداً خشبياً خلف الباب لضمان الأمان لها ولأبنائها الأربعة.

كان الزوج يهددها دائماً بالزواج عليها، يرفع صوته عليها ولم يتوقف عن الهجوم عليها حتى أثناء ولادة طفلها الرابع، تعرضت حينها لانفجار فى الرحم أثناء الولادة، لم يحنّ عليها الزوج ولم يبارك لها على مولودهما الجديد، كل ما كان يشغله وقتها هو الانتهاء من إجراءات الزواج مرة أخرى، وطىّ صفحة الزوجة الأولى.

رغم تلقيها كلمات قاسية طوال الوقت من زوجها، فإنها كانت دائماً ما تردد عليه لاستعطافه: «خليك معانا وأنا هشيلك واستحمل زى ما بستحملك على طول، بلاش تتجوز تانى ونفترق أنا وانت والعيال»، إلا أنه لم يبال ولم يتراجع عن فكرة الزواج للمرة الثانية.

3 زوجات كان مصيرهن الطلاق «بدون مصاريف ولا نفقة».. والإخوة لا يعرفون بعضهم البعض.. والزواج الأخير كان فى محافظة الإسكندرية وتزامن مع زواج إحدى بناته

«كان عندى 15 سنة، ومقطوعة من شجرة وماليش أهل، جوز أمى طردنى، واضطريت أتجوز عشان أتلمّ فى بيت، ماكنتش أعرف أى حاجة عنه، ولا أعرف إنه مزواج، خبرتى كانت قليلة فى الحياة».. تحكى «أمل» كواليس زواجها من طليقها حالياً، وعن زواجها منه داخل تلك الشقة البسيطة التى تتكون من غرفتين وصالة صغيرة لا تسع إلا كنبتين صغيرتين فقط.

بعد الطلاق لم تحصل «أمل» على نفقة الطلاق أو مصاريف أبنائها: «كل سنتين أو 3 سنين يا دوب يبعت لنا 200 جنيه، وفى الظروف الصعبة دى مايكلموش حق العيش اللى بناكله فى الشهر»، الأمر الذى يجعلها تلجأ إلى أبنائها لمساعدتها فى دفع الإيجار والمساعدة فى المعيشة: «اللى بيشتغل فى محل ملابس، واللى شغال على توك توك، وأنا بشتغل فى البيوت وبجيب حاجات بالقسط ابيعها».

«بنتى قبل خطوبتها كلمته كتير ييجى يشوفها ويحضر فرحها ولا جه ولا سأل، لما زعلت جالها السكر».. بنبرة حزينة قالتها الأم ثم أجهشت بالبكاء: «يا ريتنى لا اتجوزت ولا شفته.. حسبى الله ونعم الوكيل، سايبنا على الحديدة»، رغم السنوات الطويلة التى مرت بعد الطلاق فإنها لا تزال تشعر بالغيرة من زوجاته الأخريات: «مابتعاملش معاهم، كل واحد فى حالها، لكن ولاد مراته التانية على طول معانا وبيتى مفتوح لهم، لكن أنا وأمهم مابنتكلمش».

«عمرو»: «اتصلت أعزم أبويا على فرح أختى ففوجئت بزواجه قبل الفرح بيومين»

فى بيت الزوجة الثانية فى شارع سوق القنال بمنطقة جسر السويس، يختلف الوضع، فالبيت مساحته أكبر، يتسع لغرفتَى نوم وصالة كبيرة ذات 3 مستويات، تقبع فى إحدى أركانها منضدة سفرة يتراص حولها 6 كراسى، وفى جانب آخر من الصالة يوجد تمثالان كبيران لحصانين لونهما أسود، بينما مثبت فى أحد الجدران شاشة تلفزيون 32 بوصة، فعلى الرغم من أن طليقها لا يرسل لها نفقة ولا مصاريف، فإن بيتها لا ينقصه شىء، حيث تعمل فى إحدى دور الأيتام، ويساعدها نجلها «عمرو»، 20 عاماً، فى نفقات المنزل، من خلال العمل مع والده على عربات النقل الثقيل، مقابل أجر رمزى قدره 500 جنيه، يساهم به فى إيجار المنزل، وأحياناً فى دروس شقيقته الصغرى «ياسمين» ذات الـ12 عاماً التى تشتاق كثيراً إلى والدها، وتهاتفه باستمرار، وتطالبه بالمجىء لرؤيته واحتضانه بعد سنوات من البعد، لكنها كثيراً ما تصطدم بردوده الجافة: «أنا مش فاضيلكوا، أنا بشتغل وبجيبلكوا الفلوس.. أنا عندى بيوت تانية محتاجة مصاريف»، حسب قول «ياسمين» التى لولا خضوعها لعملية صغيرة فى عينها اليسرى، ما كانت رأت والدها الذى طار سريعاً إلى زوجته الرابعة بمحافظة الإسكندرية، بعد زيارة قصيرة للاطمئنان عليها.

رغم أن عمرو محمد عبدالحميد، يرى والده يومياً، حيث يعملان معاً، فإنه لا يُعتبر أسعد حظاً عن باقى إخوته الـ20: «بشوف أبويا كأنى بشوف زميل عادى، عمرى ما خدته بالحضن ولا قعد معايا عشان يطمن على إخواتى وأمى»، يفتقد «عمرو» الجو الأسرى الذى حُرم منه منذ الصغر، يتذكر جيداً آخر مرة جلس فيها والده معهم على مائدة الغداء، كان ذلك سنة 2011، منذ ذلك الحين لم يشعر بالجو العائلى قط.

أخفقت محاولات «عمرو» عندما حاول أن يجمع باقى إخوته الـ20، حيث انتقلت عدوى الأب لمعظم إخوته وهى «اللامبالاة»، فضلاً عن باقى إخوته الذين لا يعرفهم ولم يسمع عنهم منذ ولادتهم: «ماعرفش أسامى اخواتى، يا دوب أعرف 10 بس دول اللى بقابلهم عند مراة أبويا الأولى».

«ما بلاش تتجوز بقى، كفاية كده.. وخلينا نعيش مع بعض وربنا يكرمنا».. كانت تلك النصيحة التى كان يوجهها «عمرو» لوالده «محمد عبدالحميد» الذى يبلغ من العمر 56 عاماً، قبل زواجه للمرة الرابعة فى أحد أحياء الإسكندرية، من عروس تبلغ 25 عاماً، وتحمل فى أحشائها طفله رقم 22، إلا أن الوالد كان يحاصره برده السريع، معلناً أنه يريد العيش بحرية، يتزوج وقتما يريد.

من أكثر المواقف القاسية التى يتذكرها «عمرو»، وقت زواج أخته: «اتصلت عزمت أبويا قبل الفرح بأسبوع.. فوجئنا إنه اتجوز قبل فرحها بيومين»، ومن أقسى اللحظات المريرة، هى اشتياقه للحظة يرتمى فيها إلى حضن والده ويعاتبه كثيراً ويلومه على ما فعله، ويشكو من الجفاء الذى عاش فيه منذ صغره: «نفسى أقول له ليه مابقيتش جنبنا، ليه فرّقتنا، ليه ماعرفش اخواتى، كنت بقيت معانا وكملنا تعليمنا وعشنا مرتاحين ولا شفناش الشقا والمرمطة دى عشان نكفى مصاريفنا»، فرغم تعدد بيوته الزوجية، وكبر عدد أبنائه، فإنهم جميعاً لا يحتفظون بصورة واحدة له، ولا تحتفظ زوجاته بصور العرس، فقط يكتفون باتصال تليفونى به كل عدة سنوات.

الكلمات المتعلقة
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.