الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم.. الخديوي توفيق يعزل شيخ الأزهر ويزين شاطئ النيل بالأنوار
  • ١٣:١٧
  • الثلاثاء , ٣ اكتوبر ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم.. الخديوي توفيق يعزل شيخ الأزهر ويزين شاطئ النيل بالأنوار

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٢: ١٠ ص +03:00 EEST

الثلاثاء ٣ اكتوبر ٢٠١٧

 الخديوي توفيق
الخديوي توفيق

 ذات يوم.. 2 أكتوبر 1882..

سامح جميل

لألأت الأنوار فى سراى الجزيرة،كما ازدان شاطئ النيل أمامها بالأنوار التى تبهر الأبصار ، وذلك لاستقبال الضباط الإنجليز فى المأدبة الكبيرة التى أقامها الخديو توفيق احتفالا بهم يوم 2 أكتوبر (مثل هذا اليوم) من عام 1882،لهزيمتهم جيش عرابى فى التل الكبير يوم 13 سبتمبر 1882 واحتلال مصر بعدها،وعرفانا لهم لأنهم حافظوا على عرشه.
 
كان«توفيق» يواصل احتفالاته عرفانا للاحتلال الذى حافظ على عرشه،وكان يصدر قراراته لتعزيز الاحتلال، والقضاء على ما تبقى من الثورة العرابية،وشهد يوم 2 أكتوبر حدثين فى هذا ،الأول هو إصدار أمر إلى الداخلية برجوع الشيخ محمد العباسى المهدى إلى مشيخة الأزهر بعد استعفاء الخديو للشيخ محمد الأنبابى فى آخر استعراضه للجيش الإنجليزى يوم 30 سبتمبر 1882، حسبما يؤكد أحمد عرابى فى مذكراته الصادرة عن «الهيئة العامة لقصور الثقافة–القاهرة»،وكان «العباسى»شيخا للأزهر لكن تم عزله أثناء الثورة، ووفقا لسليم خليل النقاش فى الجزء الرابع من كتابه مصر للمصريين «عن» الهيئة المصرية العامة للكتاب–القاهرة: «كان عرابى من الساعين فى فصل الشيخ العباسى»،ويؤكد عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى «عن» دار المعارف–القاهرة»: لما قامت الثورة العربية لم يكن الشيخ محمد العباسى من أنصارها،فاستهدف لغضب العرابيين وعزله من مشيخة الأزهر..
 
أما الحدث الثانى فكان تنظيم الخديو مأدبة كبيرة للضباط الإنجليز، ويقدم أحمد شفيق باشا فى الجزء الأول من مذكراته وصفا تفصيليا عن وقائع هذا اليوم، الذى كان طرفا فيه،ولهذا يبدى إعجابه به إلى حد الانبهار، يقولـ«شفيق» فى مذكراته الصادرة عن«الهيئة العامة لقصور الثقافة –القاهرة»: «أقام الخديو فى 2 أكتوبر مأدبة كبيرة فى سراى الجزيرة للضباط الإنجليز،وكانت أنيقة بالغة منتهى الاتقان والفخامة لم أشاهد لها نظيرا فى مصر، فقد ازدان شاطئا النيل أمام القصر بالأنوار التى تبهر الأبصار».
 
يضيف شفيق باشا:«أقيمت فى السلاملك الكبير الذى أنشأه إسماعيل باشا خصيصا لاستقبال الامبراطورة «أوجينى» على طراز قصر الحمراء فى الأندلس،وزينه بالنقوش العربية البديعة المموهة بالذهب على أشكال متنوعة، وأنشأ فى بهوه الكبير حوضا فخما فى وسطه تماثيل من الرخام تمثل أسودا قائمة على قاعدة عالية والماء يتدفق من أفواهها»..
 
يصل«شفيق»إلى اللحظة التى شاهد فيها الضباط الإنجليز قائلا:«كانت الأنوار الملونة الساطعة المنبعثة من جوانبه(سلاملك السراي)وقاعاته تتألق كالشمس المنيرة، وتنعكس أشعتها على تلك النقوش الذهبية البديعة،وتسطع فى ضوئها الأوسمة والنياشين المتلألئة على صدور الضباط وأركان الحرب الإنجليز، فتزيد الحفلة بهجة والمنظر روعة وجلالا،وقد شاهدت ولسلى(قائد القوات الإنجليزية التى هزمت عرابى واحتلت مصر) وسيمور وعليهما الوشاح العثمانى الأول، والجنرال«درورى لو» يحمل العثمانى من الدرجة الثانية، وكان أنعم بها عليهم الخديو».
 
يواصل «شفيق»: «تجلى الكرم العربى والأبهة الشرقية فى هذه الوليمة الفاخرة النادرة بأجمل مظاهرها حيث مدت موائد عديدة مزينة بالأزهار الجميلة، فبلغ إعجاب الضباط الإنجليز أعظم مبلغ،وأخذتهم الدهشة لهذا البهاء المتقن.. هذا ما كان بداخل القصر أما حديقته على اتساعها، والتى كانت مضاءة بآلاف المصابيح،فقد اكتظت بالمغنين والمغنيات والموسيقات الأميرية والطبل والمزمار البلدى وكثير من الملاهى، وكانت الألعاب النارية تطلق من الضفة الشرقية للنيل، وفى الجملة فقد كانت هذه الحفلة من الروعة والأبهة بمكان يعجز الإنسان عن إيفائها حقها فى الوصف»..
 
يذكر شفيق باشا، أن أهالى العاصمة (القاهرة) شاركوا الخديو فى الاحتفاء بالضباط الإنجليز، حيث أنابوا عنهم محمد سلطان باشا (رئيس مجلس النواب، الذى بدأ مؤيدا الثورة ثم خانها وأصبح من أكبر مؤيدى الخديو) وأحمد السيوفى بك فى مقابلة رياض باشا ناظر الداخلية للسماح لهم فى تقديم هدية من الأسلحة الفاخرة إلى الأميرال سيمور والجنرالين ولسلى ودرورى لو، فسمح لهم بذلك، وقدمت الهدية لهم، حيث قوبلت بالشكر،وهى عبارة عن ثلاث سيوف مرصعة مقابضها بالحجارة الكريمة لكل منهم سيفه، وفى 14 أكتوبر أقام ولسلى بسراى عابدين مأدبة للضباط الإنجليز والنظار المصريين وكبار الأعيان، وأقام له وللدوق أوف كنوت ابن ملكة إنجلترا رياض باشا مأدبة فى يوم 19 أكتوبر...!!