"إيجابية الفكر.. التعامل.. المبادرة"

من هنا نجد أن العَلاقات الإنسانية يجب أن تكون إحدى قواعدها "الإيجابية"؛ إيجابية: الفكر نحو الآخر، والتعامل، والمبادرة؛ فى عَلاقة ترابط إذ كل منهما مبنى على أساس الآخر.

إيجابية الفكر

يقولون: "إن بناء عَلاقات إنسانية ناجحة يبدأ بالموقف الإنسانى الإيجابيّ.". وفى واقع الأمر، علينا أن نُدرك أن هناك أسلوبين لرؤية الأشخاص: فإما أن تراهم على نحو إيجابى فى إطار العائلة الإنسانية الواحدة التى خلقها الله ووهب لها الخير ليسيروا على دربه، وإما أن تراهم أدنى منك، ممتلئين شرًّا وحسدًا لا يعرفون للخير سبيلاً. وكل فكر يحوى فى طِياته أسلوب التعامل، فإن كنت تحمل الإيجابية فى أفكارك فحتمًا ستتفاعل مع الآخرين بإيجابية وبمحبة، محاولاً تفهم حقيقة ما يقصودنه من تصرفاتهم. أمّا إن كانت لك الأفكار السلبية، فلن ترى سوى المشكلات والجوانب السلبية التى تجعل من الحياة أمرًا صعبًا. 

إيجابية التعامل

تتأثر إيجابية المعاملات بين البشر بما يختزنونه من أفكار بعضهم عن بعض، ومن ثَم تتولد المشاعر سواء بالسلب أو بالإيجاب؛ فعلى سبيل المثال: كيف يمكن أن يعامل إنسان بأسلوب إيجابى شخصًا وضع فى ذهنه عنه أفكارًا سلبية مثل أنه فاسد أو خائن؟! كيف نتعاون معًا، وأنت ترى أننى غير كفء أو أدنى منك؟!!

هٰكذا تكون المشاعر الإيجابية، التى هى نتاج أفكار الإنسان الإيجابية نحو الآخرين، هى ما يدفعه إلى التعامل بأسلوب جيد. كذٰلك تعتبر محبة الناس هى الخطوة الأولى، قيل: "أولى المواقف الإيجابية فى إنشاء عَلاقة إيجابية هى «محبة الناس» ابتداءً، فمحبة الناس لك هى أصلاً انعكاس محبتك لهم، فيفتح الناس لك قلوبهم كما تتفتح الزهور لأشعة الشمس.". ومن أبسط التعاملات الإيجابية فى الحياة هى استخدام الابتسامة؛ يقول الكاتب الفيلسوف الفرنسى "ڤولتير": "الابتسامة تُذيب الجليد، وتنشر الارتياح، وهى بلسم للجُرح؛ إنها مِفتاح العَلاقات الإنسانية الصافية.". 

إيجابية المبادرة

حين تكون لك إيجابية الفكر التى تدعم مشاعرك الإيجابية نحو الآخرين، متحليًا بالمحبة والابتسامة، فحتمًا تكون لك المبادرات الإيجابية فى الحياة بكل ما تحمل من معانٍ، ويمكنك أن تَعضُد وتساند الآخرين، وفى وقت آلامك تجد من يقف إلى جوارك يشدد من أزرك، ويكون من السهل عليك أن تعبر مشقة طريق الحياة مع رفقاء الطريق. إنها الحياة التى يمكننا أن نجعلها ممتلئة بالسعادة أو نَزيدها شقاءً!