الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم...ولاية السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر
  • ٢٣:٤٠
  • الاثنين , ١٧ يوليو ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم...ولاية السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٠: ٠٤ م +02:00 EET

الاثنين ١٧ يوليو ٢٠١٧

ولاية السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر
ولاية السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر

 فى مثل هذا اليوم 17 يوليو 1238م..

سامح جميل 

الصالح أيوب يتولى حكم مصر بعد وفاه السلطان الكامل محمد بن العادل.
تولى السلطان الصالح نجم الدين أيوب على مصر، وهو السابع في سلسلة سلاطين الدولة الأيوبية في مصر، نجح في توحيد مصر والشام، والتصدي للصليبيين، واستعادة بيت المقدس، وتوفي في أثناء حملة لويس التاسع على مصر.
 
لم يقف الانقسام في صفوف المسلمين في الربع الثاني من القرن الثالث عشر للميلاد الموافق السابع الهجري ، على ما حدث من عداء علا سلاجقة الروم والأيوبين ، بل إن البيت الأيوبي نفسه لم يلبث أن انقسم على نفسه ، فانشق المالك الأشرف صاحب دمشق على أخيه الأكبر السلطان الكامل صاحب مصر ، وبدأ يدبر ثورة شاملة ضده ، مستعينا في ذلك بأسد الدين شيريكوه صاحب حمص وضيفة خاتون الوصية على حلب ، على أن الظروف شاءت أن يموت الملك الأشرف في أواخر أغسطس سنة 1227 م – 635 هـ ، قبل أن تشتعل نار الحرب الأهلية فعلا بين أبناء البيت الأيوبي .
 
وكان الأشرف قد أوصى قبل وفاته بأن يخلفه في ملك دمشق أخوه الملك الصالح إسماعيل صاحبة بصرى ، ولم يكد الصالح يتسلم زمام الأمور في دمشق حتى أعاد تكوين الحلف الأيوبي ضد الكامل ، فاتصل بالمجاهد شيريكوه صاحب حمص والمظفر صاحب حماه وضيفة خاتون في حلب حتى يكونوا جميعا يدا واحدة ضد الكامل ، وقد استجاب جميع الملوك الأيوبيين بالشام لدعوة الصالح إسماعيل ، ما عدا المظفر صاحب حماه والناصر داوود صاحب الأردن والكرك ، ولكن السلطان الكامل أسرع بالحضور من مصر ، وقضى على تلك الحركة ، وحاصر دمشق وقطع الماء عنها ، حتى استولى عليها في أوائل سنة 1238 م – 635 هـ ، ولم يلبث أن انتهى الأمر بمعزل الصالح من دمشق وإعطائه إقطاعا صغيرا في بعلبك والبقاع .
على أن السلطان الكامل نفسه توفي بعد قليل في مارس سنة 1238م – 635 هـ ، وقد أجمع المؤرخون على مدحه ، فوصفه أبو الندا بأنه كان ملكا جليلا مهيبا حازما حسن التدبير ، كما أثنى بقية المؤرخين على عدله وتسامحه وحبه للعلم وعنايته بالأمن ، ولا شك في أن وفاة الكامل أيوب جاءت نذيرا بتفكك الدولة الأيوبية وانهايارها ، حقيقة أن العادل الصغير الثاني ابن الكامل خلفه في ملكه وصارت له السلطة ، أي السلطة العليا في الدولة الأيوبية ، ولكن الأوضاع في الشام نفسها اضطربت بعد أن دخل المجاهد أسد الدين شيريكوه صاحب حمص في حرب ضد المظفر تقي الدين الثاني صاحب حماه ، في حين استولى الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الكامل على دمشق عام 1239 م – 636 هـ ، مما أوقعه في نزاع مع أخيه السلطان العادل الصغير ، وفي ذلك النزاع استعان كل واحد من الآخوين المتنازعين بأنصار من أبناء البيت الأيوبي نفسه ، فاعتمد العادل الثاني الصغير على شيريكوه صحب حمص ، واعتمد الصالح أيوب على المظفر تقى الدين صاحب حماه ، هذا بالإضافة إلى أن كل فريق منهما استعان مجموع من الخوارزمية الذين تفرقوا في آسيا الصغرى والشام بعد مقتل سلطانهم جلال الدين .
 
ثم حدث في نهاية سنة 1239 م – 637 هـ ، أن استطاع الصالح إسماعيل عم العادل الثاني والصالح أيوب أن يسترد دمشق التي كان آخوه السلطان الكامل قد طرده منها ، وأن يطرد بدوره الصالح أيوب منها ، وقد ظل الصالح إسماعيل يحكم دمشق خمس سنوات ، في حين وقع الصالح أيوب في قبضة الناصر داوود صاحب الأردن والكرك ، حتى أطلق الأخير سراح الأول ، واتفق معه على القيام بحملة على مصر للاستيلاء عليها من السلطان العادل الثاني ، وكان كبار أمراء العادل الثاني قد استاؤوا منه في ذلك الوقت لتحجبه عنهم واشتغاله باللهو عن مصالح الدولة ، فقبضوا عليه في نهاية مايو سنة 1240 م – 637 هـ وعزلوه ، واستدعوا بدلة الصالح نجم الدين أيوب ابن الكامل الذي دخل القاهرة ليصبح سلطانا على مصر عام 1240 م – 637 هـ إلى 1249 م – 647 هـ .
 
الأيوبيون والصليبيون :
وقعت بلاد الشام في حالة شديدة من الفوضى بسبب النزاع الذي اشتد بين الصالح أيوب وبين عمه الصالح إسماعيل صاحب دمشق ، وشارك في ذلك النزاع بقية أفراد البيت الأيوبي في الشام ، مثل ملوك حمص وحماه والأردن ، وزاد من تلك الفوضى أنها جاءت في الوقت الذي تعرضت بلاد الشام لغزو جموع من الخوارزمية من ناحية وتهديد المغول من ناحية أخرى ، ثم وصول حملة صليبية جديدة من ناحية ثالثة .
ذلك أنه لم يكد ينتهي الصلح الذي عقده السلطان الكامل مع الإمبراطور فريدريك الثاني سنة 1239 م – 636 هـ ، حتى دعت البابوية لحملة صليبية جديدة وصلت إلى الشام في أول سبتمبر سنة 1239 م – 637 هـ ، وعلى رأسها ثيبوت الرابع ، ويؤخذ على هذه الحملة أن زعماءها افتقروا تماما إلى المرونة السياسية التي ميزت ريتشارد قلب الأسد وفريدرك الثاني ، فلم يحاول ثيبوت الرابع أمير شامبي استغلال المنازعات العنيفة الناشبة بين ملوك البيت الأيوبي عندئذ ، وأنبع سياسة جامدة أدت إلى فشل حملته في نهاية الأمر .
 
وكان بيت المقدس لا تزال بيد الصليبيين منذ أن استردها فريدرك الثاني ، ولكن الناصر داوود أسرع عندما علم بنزول الصليبيين في عكا سنة 1239 م – 637 هـ لاحتلالها ، بدعوى أن الصليبيين عمروا المدينة وحصنوها ، وبذلك نقضوا شروط الصلح مع المسلمين ، وكان استيلاء المسلمين على بيت المقدس عندئذ صدمة للصليبيين الذين أخذوا يتدبرون أمرهم ، حتى استقر رأيهم أخيرا على أن يتجهوا إلى عسقلان لهدم تحصيناتها والاستيلاء عليها ، وبعد ذلك يقصدون دمشق بوصفها مركز الحركة الإسلامية في بلاد الشام .
 
وعندما اتجه الصليبيون من عكا إلى عسقلان ، بادر العادل الثاني الذي كان لا يزال سلطان مصر قبل عزله ، إلى إرسال جيش أنزل هزيمة بالصليبيين قرب غزة في 13 نوفمبر سنة 1239 م – 637 هـ ، وسيق كثير من أسراهم إلى القاهرة .
 
ثم كان أن تمت في صيف سنة 1240 م – 637 هـ ، المؤامرة التي انتهت بعزل العادل الثاني من حكم مصر ، وقيام الصالح نجم الدين أيوب بدله في السلطنة ، وكان الصالح أيوب أراد أن يرضي حليفه الناصر داوود صاحب الكرك ، فوعده بمساعدته في الحصول على دمشق من الصالح إسماعيل ، وهكذا لم يجد الصالح إسماعيل قوة تساعده سوى الصليبيين ، فمد يده إليهم ، وطلب منهم محالفته ضد الصالح أيوب في مصر والناصر داوود في الأردن ، وفي مقابل ذلك كله تعهد الصالح إسماعيل بإعطاء الصليبيين بيت المقدس وإعادة مملكة الصليبيين إلى ما كانت عليه قديما بما فيها الأردن ، ولكي يبرهن صاحب دمشق على صدق نيته تجاه الصليبيين ، بادر فورا بتسليمهم القدس وطبرية وعسقلان ، فضلا عن عدد آخر من قلاع الشام التي كانت بأيدي المسلمين .
 
وسرعان ما ثار الرأي العام الإسلامي في مصر والشام على الصالح إسماعيل ، مثلما ثار من قبل على السلطان الكامل ، حتى أن حاميات بعض القلاع رفضت طاعة الأوامر الصادة إليها من الصالح إسماعيل ، فأتى هو بنفسه ليؤدب تلك الحاميات ويسلم الحصون للصليبيين ، أما الصليبيون فقد أسرعوا إلى تسليم بيت المقدس وحصنوا قلعتي طبرية وعسقلان ، ثم رابطوا بعد ذلك بين يافا وعسقلان استعدادا للخطوة التالية ، وهنا وعدهم الصالح إسماعيل بأنه إذا ملك مصر أعطاهم بعضها ، فسال لعابهم لذلك ، واتجهوا صوب غزة عازمين على غزو مصر .
 
وتؤكد المراجع التاريخية أن الملك الصالح إسماعيل صاحب دمشق والملك المنصور إبراهيم الأيوبي صاحب حمص حضرا على رأس جيوشهما لمعاونة الصليبيين في مهمة غزو مصر ، ولكن القوات الشامية التابعة للصالح إسماعيل والمنصور إبراهيم لم تقبل فكرة طعن إخوانهم ، فلم تكد تصل هذه القوات إلى غزة حتى انضمت إلى جانب الجيش المصري ليشترك الجميع في مهاجمة الصليبيين ، فقتل منهم عدد ضخم وسيق الأسرى إلى القاهرة ، في حين انسحب الباقون إلى عسقلان ، حيث عقدوا الصلح مع الصالح نجم الدين الأيوبي سلطان مصر سنة 1240 م – 638 هـ ، وإذا كانت هذه الحملة الفرنسية لم تستطع البقاء في بلاد الشام بعد ذلك ، وغادرت عكا عائدة إلى الغرب في سبتمبر سنة 1240 م – 638 هـ ، فإن حملة أخرى جديدة وصلت إلى عكا في الشهر التالي بقيادة ريتشارد دي كورونول ، على أنع يبدو أن هذه الحملة كانت صغيرة ، فلم تستطع القيام بعمل حربي هام في الشرق الأدنى ، عدا تحصين عسقلان ليتخذها الصليبيون قاعدة لصد أي هجوم من جانب مصر ، وبعد أن أتم ريتشارد تحصين عسقلان في مارس سنة 1241 م – 638 هـ ، أجاب الصالح أيوب إلى طلبه الخاص باحترام الصلح المعقود بينه وبين ثيبوت الرابع ، وبمقتضى ذلك الصلح اعترف الصالح أيوب للصليبيين بملكية الحصون التي أخذوها في فلسطين ، فضلا عن بيت المقدس ، ولم يلبث أن قفل ريتشارد دي كورونول راجعا إلى بلاده في مايو سنة 1241 م – 638 هـ ، تاركا خلفه الصليبيين ببلاد الشام يتخبطون في حروب أهلية طويلة بينهم وبين بعض .
 
الخوارزمية واسترداد بيت المقدس :
ولم يلبث النزاع أن دب مرة أخرى بين الصالح أيوب في مصر وعمه الصالح إسماعيل في دمشق ، وساند الأخير الناصر داوود في الأردن ، وكان إن لجأ ملكا دمشق والأردن إلى طلب مساعدة الفرنجة ، وعرضا عليهم مقابل تلك المساعدة أن يوافقا على أن تكون سيطرة الصليبيين على بيت المقدس تامة ، بمعنى أن يستولى الصليبيون على الحرم الشريف بما فيه من المسجد الأقصى وفيه الصخرة ، وهي المواضع التي ظلت ولو اسميا في حوزة المسلمين وتحت إشرافهم منذ استيلاء الصليبيين على بيت المقدس بمقتضى اتفاقية يافا سنة 1229 م – 627 هـ ، وفي ذلك الوقت نفسه عرض السلطان الصالح أيوب على الصليبيين محالفته ضد ملك دمشق والأردن ، مقابل الثمن نفسه الذي عرضه هذان الملكان على الصليبيين ، وهكذا يكون الملوك الأيوبيون الثلاثة الصالح أيوب والصالح إسماعيل والناصر داوود قد أقروا في تلك السنة 1243 – 1244 م مبدأ استيلاء الصليبيين على الحرم الشريف ، وبروي المؤرخ جمال الدين بن واصل أنه مر بيت المقدس عندئذ ، فرأيت الرهبان على الصخرة ، وعليها قناني الخمر ، ورأيت الجرس في المسجد الأقصى ، وقد أبطل الآذان في الحرم .
 
أما الصليبيون فيبدو أنهم اتبعوا سياسة ذات وجهين مع ملك دمشق وسلطان مصر ، وذلك حتى يحتفظوا بالمكاسب التي حققوها دون عناء ، على أن الصليبيين كانوا لا يستطيعون المضي طويلا في تلك السياسة ، ولم يلبثوا أن أحسوا بأنه لا بد لهم من الوقوف في صف أحد الجانبين المنازعين ، ومجاهرة الطرف الآخر بالعداء ، وانتصرت سياسة الداوية الخاصة بمهاجمة مصر ، فاختار الصليبيون الوقوف إلى جانب الصالح إسماعيل صاحب دمشق لأنه أقرب إليهم ، فضلا عن أن التحالف معه يعني كسب الناصر داوود صاحب الأردن والمنصور إبراهيم ملك حمص ، ولم يلبث هؤلاء الملوك الأيوبيون الثلاثة أن قرروا غزو مصر بمساعدة الصليبيين ، فجمعوا قواتهم عند غزة ، ووعدوا الصليبيين وعودا كثيرة لمشاركتهم في الهجوم على مصر .
 
أما الصالح أيوب سلطان مصر فلم يجد قوة أمامه يمكنها أن تسعفه إسعافا سريعا سوى الخوارزمية ، فطلب معونتهم ، الأمر الذي ترتب عليه تحول الموقف بالشام تحولا سريعا في صالحه ، ذلك أن دعوة الصالح أيوب لم تكد تصل إلى الخوارزمية حتى فرحوا بتلك الفرصة التي أتاحت لهم منفذا لدخول بلاد الشام تحولا سريعا في صالحه ، فاندفع منهم عشرة آلاف في طريق دمشق ، ولما وجدوا هذه المدينة قربة التحصين استولوا على طبرية ثم على نابلس ، ومنها قصدوا بيت المقدس .
 
وكانت بيت المقدس عندئذ أشبه بمدينة مفتوحة ضعيفة التحصين ، ليس فيها ملك أوزعيم صليبي يدافع عنها ، فاستنجد من فيها من الصليبيين بأمير أنطاكيا وطرابلس وبملك قبرص ، ولكن أحدا من هؤلاء الأطراف لم يلب النداء ، إذا كان الصليبيون في الشام وقبرص في شغل بمشاكلهم الخاصة ، في حين لم يجرؤ حلفاء الصليبيين من أمراء المسلمين في دمشق وحمص على التدخل ومنع الخوارزمية المسلمين على الاستيلاء على بيت المقدس من الصليبيين ، وإلا تعرضوا للنقمة للرأي العام في العالم الإسلامي .
 
وهكذا اقتحم الخوارزمية بيت المقدس في 11 يوليو سنة 1244 م – 642 هـ ، واستولوا عليها بسهولة ، وعندئذ طلب من في المدينة من الصليبيين بواسطة الناصر داوود لتأمين خروجهم ، فتوسط لهم وخرج ستة آلاف منهم قاصدين يافا في شهر أغسطس ، على أن الخوارزمية لم يتركوهم ينصرفوا آمنين ، وإنما اعتدوا عليهم في الطريق ، كما اعتدوا على كنيسة القيامة وغيرها من المشاهد المسيحية في بيت المقدس ، وكانت هذه المرة آخر مرة يستولي فيها المسلمون على بيت المقدس في عصر الحروب الصليبية ، إذ لم يقدر لجيش مسيحي أن يدخلها بعد ذلك أبدا حتى الحرب العالمية الأولى .
 
الصالح أيوب وتوحيد الدولة الأيوبية :
وبعد أن استعاد الخوارزمية بيت المقدس من الصليبيين اتجهوا نجو غزة للاجتماع بالعسكر المصري الذي أرسله السلطان صالح أيوب لمحالفتهم في أكتوبر من سنة 1244 م – 642 هـ ، وفي ذلك الوقت كانت قوات الحلف الشامي الصليبي قد اتجهت من عكا نحو غزة ومع الجيوش الصليبية كان المنصور إبراهيم صاحب حمص وصحبته قوات دمشق ، فضلا عن نجدة وصلت إليهم من الناصر داوود صاحب الكرك ، وفي موقعة غزة التي دارت في 17 أكتوبر سنة 1244 م – 642 هـ ، بين الخوارزمية وجيوش الصالح أيوب من ناحية ، والصليبيين وجيوش حمص ودمشق والأردن من ناحية أخرى ، حلَت هزيمة ساحقة بالصليبيين ، ومن انضم إليهم من منافقي المسلمين ، حتى قدرت خسائر الصليبيين بثلاثين ألف قتيلا وثمانمئة أسير .
ولا شك في أن هذه كانت أعظم كارثة حلت بالصليبيين منذ موقعة حطين سنة 1187 م – 583 هـ ، حتى أطلق المؤرخون عليها حطين الثانية ، وكان الخوارزمية يأملون بعد ذلك أن يكافئهم الصالح أيوب بالسماح لهم بالاستقرار في مصر ، ولك يبدو أنه خشي ما يترتب عليه من دخولهم من ضرر للبلاد والعباد .!!