بطولات القوات المسلحة فى سيناء.. من «التحرير» إلى «التعمير»

«يد تبنى، ويد تحمل السلاح».. هذا الشعار أخذته القوات المسلحة على عاتقها من أجل إحداث تنمية حقيقية فى سيناء، وليس «التنمية على الورق» التى طالما سمعنا عنها دون أن تتحقق على أرض الواقع.

ومنذ عامين، رفعت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع العديد من الشركات المدنية الوطنية راية التنمية فى سيناء، وبدأت تكافح لتسابق الزمن وتقدم لأهالى سيناء الكثير من الأفكار والمشروعات التى تحقق النهضة الحقيقية فى هذه المنطقة.

وأخيراً، وُضعت سيناء، أرض الفيروز التى أهملت لأكثر من 30 عاماً، على قمة أولويات الدولة، فمنذ تحريرها فى 25 أبريل 1982 ورفع العلم المصرى عليها، وهناك محاولات و«أحاديث» كثيرة عن التطوير والتنمية، إلا أن مسارات التنمية الحقيقية بدأت تطلق شرايين العمل وتدب فيها الروح، من خلال عدة مشروعات تنموية تقودها الهيئة الهندسية، التى تعد أحد وأهم أذرع التنمية التى نشهدها فى هذه المرحلة، ويد القوات المسلحة فى البناء. ومثلما حرّرت انتصارات 6 أكتوبر المجيدة سيناء من العدو المغتصب لأراضينا، فإن القوات المسلحة اليوم تحارب الفقر فى كل ربوع سيناء، وتزرع بدلاً منه مشاريع الرخاء، وتفتح باب الأمل أمام أبنائها من خلال عدد من المشروعات التنموية، وإقامة مجتمعات عمرانية تضع المنطقة فى مصاف المناطق الجاذبة للاستثمار.

وتحرص القوات المسلحة على المشاركة بفاعلية فى مسارين مهمين، الأول هو تطهير أرض سيناء من براثن الإرهاب، وفى الوقت نفسه إقامة العديد من المشروعات التنموية والخدمية ومشروعات البنية التحتية، وفقاً لاستراتيجية شاملة تُحقق الارتقاء بالقوى البشرية وتضمن استغلال الموارد المتاحة فى سيناء، بما يضمن القضاء على الإرهاب والتطرّف الفكرى، كنتيجة حتمية للبناء والتعمير، واضعة المواطن بمحافظتى «شمال وجنوب سيناء» هدفها الأساسى، خصوصاً فى المناطق الأكثر احتياجاً، مع العمل على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين من أبناء سيناء، من خلال حزمة من المشروعات التنموية.

الانتهاء من استصلاح وتنفيذ أعمال البنية الأساسية لأكثر من 13 ألف فدان فى «بئر العبد» بنسبة تنفيذ 95%
ومن الثابت أنه لا مجال لإحداث تنمية حقيقية دون وجود حياة مستقرة للناس على الأرض، لذلك كان أول محددات التنمية فى سيناء إقامة مجتمعات عمرانية، حيث تم إنشاء 5 عمارات بإجمالى 120 وحدة سكنية فى منطقة «المساعيد» بالعريش لصالح الأسر التى تم إخلاؤها من المنطقة العازلة طبقاً لرغبتهم بنسبة تنفيذ 100%، فضلاً عن إنشاء 2136 وحدة سكنية أخرى تم الانتهاء من تنفيذ 1200 وحدة منها كمرحلة أولى، ويجرى حالياً تنفيذ المرحلة الثانية، وتشمل إنشاء 936 وحدة، بنسبة تنفيذ 28%، كما تُنفذ الهيئة الهندسية مدينة «رفح الجديدة»، التى تشتمل على 10016 وحدة سكنية و400 منزل بدوى ومنطقة خدمات، حيث تم الانتهاء من أعمال الرفع المساحى والتصميمات، وإزالة المنشآت وتجهيز الأرض ودفع التعويضات للأهالى، والبدء فى التنفيذ.

ولأن المجتمع السيناوى قائم بالأساس على الزراعة، فقد انتهت الهيئة الهندسية من حفر 18 بئراً سطحية وعميقة فى مناطق «الشيخ زويد ورفح ونخل والحسنة»، بالإضافة إلى رفع كفاءة 27 بئراً أخرى فى مناطق «رفح والشيخ زويد»، بنسبة تنفيذ 100%، وجارٍ تنفيذ محطتين لتحلية مياه البحر فى كل من «العريش والشيخ زويد» بطاقة إنتاجية 10 آلاف متر مكعب يومياً، وبنسبة تنفيذ بلغت 75% حتى الآن.

إنشاء 120 وحدة سكنية فى منطقة «المساعيد» بالعريش.. ومدينة «رفح الجديدة» تضم 10016 وحدة
كما يجرى حالياً التخطيط لتنفيذ محطة مياه أخرى فى منطقة «شرق بورسعيد» بطاقة 150 ألف متر مكعب يومياً، فيما تم الانتهاء من إنشاء سحارة سرابيوم، وتجهيز «بئر المنبطح» فى «شمال سيناء» بنسبة تنفيذ 100%، لتوفير المياه اللازمة للزراعة والتجمعات التنموية.

وفى مجال الزراعة واستصلاح الأراضى، تم الانتهاء أيضاً من استصلاح وتنفيذ أعمال البنية الأساسية لمساحة 13 ألفاً و680 فداناً فى «بئر العبد» بنسبة تنفيذ 95%، بالإضافة إلى الانتهاء من إنشاء 350 صوبة زراعية بنسبة تنفيذ 100%، وتوزيعها على أبناء البدو فى محافظة شمال سيناء.

من جهة أخرى، حرصت الهيئة الهندسية بالتعاون مع محافظتى شمال وجنوب سيناء، وبالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى على الانتهاء من إنشاء 12 مدرسة و4 إدارات تعليمية فى «العريش ونخل وبئر العبد والحسنة»، ورفع كفاءة 9 مدارس أخرى ومعهد أزهرى فى «الشيخ زويد ورفح والعريش» بنسبة تنفيذ 100%.

أما فى مجال الرعاية الصحية، فيجرى حالياً إنشاء 3 مستشفيات مركزية متكاملة وتدبير الأجهزة الطبية لها فى كل من «بئر العبد ورفح ونخل»، تم الانتهاء منها بنسبة 95%، مع رفع كفاءة وتطوير 8 وحدات صحية بنسبة تنفيذ 100%، وجارٍ تطوير ورفع كفاءة مستشفيين بالعريش والشيخ زويد، بنسبة تنفيذ 90%، وتطوير ورفع كفاءة 10 نقاط إسعاف وإنشاء 4 نقاط جديدة ومخازن أدوية فى العريش بنسبة تنفيذ 100%. وتعد الطرق من أهم مقومات الحياة للانتقال بين المدن وتيسير الحركة، فضلاً عن كونها أحد روافد الاستثمار لضمان سهولة عملية النقل للبضائع والخدمات، لذلك تم الانتهاء من المرحلة الأولى لتوسعة وتطوير طريق عرضى 1، الرابط بين كوبرى السلام ومنطقة سرابيوم بطول 42.5كم وعرض 24 متراً، بواقع 3 حارات لكل اتجاه، وبنسبة تنفيذ 100%، لدعم العمليات التنموية الجارية على قدم وساق فى المنطقة برمتها.

إقامة 10 مصانع رخام فى «صدر الحيطان وأبوزنيمة» بالتعاون مع عدد من المستثمرين خلال الفترة المقبلة
وفى هذا الإطار، يجرى تنفيذ المرحلة الثانية من الطريق الممتد من جنوب بورسعيد وحتى كوبرى السلام بطول 50كم وعرض 24 متراً، ومن المخطط تنفيذ المرحلة الثالثة من منطقة سرابيوم حتى نفق الشهيد أحمد حمدى بطول 52كم بنسبة تنفيذ 64%، كما تم الانتهاء من تنفيذ أعمال تركيب حواجز وإنارة للطريق الدائرى بالعريش بنسبة تنفيذ 100%، وتطوير وتوسعة طريق «الإسماعيلية - العوجة» بطول 211كم وعرض 24 متراً، وبواقع 3 حارات لكل اتجاه، ونسبة تنفيذ بلغت 86%.

كما تجرى حالياً أعمال تطوير وتوسعة طريق ميناء العريش بطول 1.1كم بنسبة تنفيذ 88%، ورفع كفاءة شبكة الطرق الداخلية المؤدية إلى المدارس والمستشفيات بمدن العريش والشيخ زويد ورفح وطريق «العريش - رفح» بطول 42كم وعرض 17 متراً، ومن المخطط رفع كفاءة هذه الطرق بالتزامن مع الجهود الأمنية فى تلك المناطق، بالإضافة إلى تطوير وتوسعة 8 طرق أخرى، بإجمالى أطوال 825كم فى مناطق مختلفة.

ولأن منطقة شمال سيناء من المناطق الواعدة فى كل المجالات، خصوصاً فى مجال الاستثمار، فإنه يجرى الآن تطوير مطار «المليز» المدنى، حيث تم الانتهاء من أعمال تطوير المطار بنسبة تنفيذ 80%، فضلاً عن إنشاء 3 مجموعات أنفاق فى جنوب بورسعيد وشمال الإسماعيلية وشمال السويس.

ولكون الرياضة إحدى ركائز السلامة الصحية، فقد حرصت الهيئة الهندسية على إنشاء الصالة المغطاة بالعريش بنسبة تنفيذ وصلت إلى 75%، كما أن من المخطط إنشاء وتطوير ورفع كفاءة 35 مركز شباب فى شمال سيناء، تم الانتهاء من 26 منها، وجارٍ تنفيذ 9 مراكز شباب أخرى.

وفى مجال التنمية الصناعية، تم الانتهاء من أعمال البنية الأساسية، وهى تشمل مد مرافق المياه والصرف الصحى والكهرباء والإنارة والطرق إلى المناطق الصناعية الجديدة فى بئر العبد ووسط سيناء بنسبة تنفيذ 100%، ومن المقرر إنشاء 10 مصانع رخام فى منطقتى «صدر الحيطان وأبوزنيمة»، بالتعاون مع عدد من المستثمرين خلال الفترة المقبلة.