الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم..وفاة الخديو اسماعيل
  • ١٦:٢٠
  • الخميس , ٢ مارس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم..وفاة الخديو اسماعيل

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٢: ٠٨ ص +02:00 EET

الخميس ٢ مارس ٢٠١٧

الخديو اسماعيل
الخديو اسماعيل

 فى مثل هذا اليوم 2 مارس 1895..

سامح جميل
في الحادى والثلاثين من ديسمبر عام 1830م ولد الخديو إسماعيل بن إبراهيم بن محمد على باشا،
 
وكان الابن الأوسط بين أبناء إبراهيم باشا الثلاثة، وبعد أن تلقى تعليمه في باريس عاد إلى مصر ليصبح وريثا شرعيا للعرش بعد وفاة أخيه الأكبر، غير أن سعيد باشا قام بإبعاده عن مصر ضمانا لسلامته الشخصية فأوفده في مهمات عديدة إلى أوروبا وآسيا،ثم أوفده على رأس جيش تعداده 14 ألف جندى إلى السودان وعاد إسماعيل بعد نجاحه في تهدئة الأوضاع هناك، إلى أن ذهبت إليه السلطة تلقائياً بعد
 
وفاة سعيد في 18 يناير عام 1863م وفي عام 1867م حصل على لقب «خديو» من السلطان العثمانى في مقابل زيادة الجزية المقررة سنوياً، وبموجب الفرمان ذاته تم تعديل نظام توارث العرش ليصبح لأكبر أبناء الخديو سناً بعد وفاة الخديو.وفي عام 1873م حصل على فرمان آخر عُرف باسم الفرمان الشامل، الذى يقضى بالمزيد من الاستقلال عن الإمبراطورية العثمانية، وقد خول له هذا الفرمان حق التصرف في شؤون الدولة ما عدا حق التمثيل الدبلوماسى وعقد المعاهدات السياسية مع الالتزام بدفع الجزية السنوية.وفي عصر إسماعيل ازدهر العمران والتعليم والفنون ونشطت الترجمة والصحافة والموسيقى والحياة النيابية، وأنشئ كوبرى قصر النيل ودار المعلمين وحفرت الترع الزراعية وفي عهد إسماعيل حفرت قناة السويس وأنشئت دار الأوبرا والجمعية الجغرافية ودار الآثار المصرية.وفي عهده أيضا ثقلت الديون على مصر، وبالرغم مما وصلت إليه الحالة المالية لمصر من ارتباك وتوقفها عن الدفع سنة 1876م فإن الخديو مضى قدماً في إسرافه، ومضى يكمل بناء سراى
الجزيرة الفخمة (فندق ماريوت حالياً)، فلما ثقلت الديون وتعذر السداد تدخلت الدول الأوروبية الدائنة في الشأن المالى المصرى عبر لجنة فرنسية ـ بريطانية، وبضغوط أوروبية وبتخل عثمانى.وفي الرابع والعشرين من يونيو عام 1879م وصلت إلى القاهرة البرقية التى تفيد بخلعه وتوليه ابنه توفيق ووصلت هذه البرقية إلى سراى عابدين صباح 26 يونيو، وكانت العبارة الأولى في الرسالة تقول: «سمو إسماعيل باشا خديو مصر السابق».وفي الثلاثين من يونيو من العام ذاته استقل إسماعيل الباخرة «المحروسة» إلى نابولى، حيث أعد له ملك إيطاليا قصرلسكناه..
 
مشاهد من حياة أفندينا....الخديوي إسماعيل
..... " الحاكم الذي أفقر البلاد واسعد العباد "
" عرف عهد إسماعيل العظمة والبؤس فى مجالي السياسة والاجتماع ، فمنذ اعتلاء إسماعيل لعرش مصر سنة 1863م – وحتى الاحتفال المهيب بافتتاح قناة السويس سنة 1869م – كان إسماعيل هو الذي يملك ناصية الأمور في مصر ،وظهرت مصر بمظهر الدولة العظيمة ، فكانت هذه الفترة هي الفترة
المضيئة في عهده..... ثم بدأت فترة الإخفاقات السياسية والمالية والارتباك الادارى و الاجتماعي، والتي أدت إلى التدخل الاوروبى في شئون مصر الداخلية"

• في 22 أبريل 1879م:
- أصدر خديوي مصر مرسوما بتسوية الديون – مبنيا على الروح الوطنية ساعده فى ذلك رئيس مجلس نظاره شريف باشا.....وقد بلغت هذه الروح ذروتها في أزاحه الوزير البريطاني والفرنسي المفروضين من أوروبا عن مجلس النظار
- ومن هنا اشتعلت أوروبا كلها ضد خديوي مصر وبدأت الاحتجاجات وكان أولها من ألمانيا بقيادة بسمارك الذي يبحث لنفسه عن دورا عالميا – ومن بعده توالت الاحتجاجات من النمسا والمجر وانجلترا وفرنسا وروسيا وايطاليا- وبدا وكأن أوروبا أعلنت الحرب على مصر ولكنها بدأت بالضغط على إسماعيل ليتنازل عن العرش ولكنه أكمل معركته للنهاية وأكد أن الأمر كله بيد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني – عدوه - وكان إسماعيل يظن ان على السلطان الحفاظ على هيبته إمام أوروبا ولكن السلطان اصدر فرمان العزل.
 
• فى 26 يونيو 1879م:
- فى يوم الخميس 26 يونيو 1879م اصدر السلطان العثماني فرمان بعزل الخديوي إسماعيل عن حكم مصر وتولية ابنه الاكبر محمد توفيق باشا بدلا منه.
- نرجع قليلا في 24 يونيو 1879م علم سفراء وقناصل الدول الاوروبيه بفرمان العزل فبلغت يهما الجلافه الحد إلى الذهاب لقصر عابدين لأخبار الخديوي بالأمر.
 
- وصول الفرمان :
جاءت البرقية صباح 26 يونيو واستقبالها زكى باشا التشرفاتى فأرادا التخلص منها فأعطاها لاحمد باشا خيري المهردار وهو أقرب المقربين للخديوي ولكنه استهول الامر ، فوضعت الصدفة شريف باشا رئيس مجلس النظار لتقديم البرقية للخديوي فرأى شريف باشا ان واجبه الوطني يحتم عليه إبلاغ الخديوي فصعد للدور الثاني لقصر عابدين فبدا إسماعيل هادئ فقد كان يتوقع الأمر ، فأمر إسماعيل شريف باشا بالذهاب إلى سراي الاسماعيليه ليدعوا للخديوي الجديد.
 
• بين الأب والابن:
كان قد وصل لتوفيق باشا برقيه مماثله، فأصطحب توفيق شريف باشا عند وصوله إلى قصر عابدين ولكنه صعد وحده إلى أبيه وهنا نادي إسماعيل ابنه توفيق :أفندينا"....ويقال -وهذا أمر مستبعد- ان اسماعيل قبل يد ابنه توفيق حاكمه الجديد......... لم يكن الخديوي اسماعيل يعلم ان الأرض ضاقت عليه لهذا الحد حيث منع السلطان العثماني تواجده فى اى من الاراضى العثمانيه ، ورفضت معظم الدول الاوربيه دعوته للاقامه بها عدا أسرة عمانويل حيث رحب فيكتور عمانويل ملك ايطاليا بدعوة اسماعيل للاقامه بها حيث كانت علاقتهما جيده منذ زمن.
 
• في 30 يونيو 1879م:
خرج الخديوي المعزول مع الخديوي توفيق لمحطة القطار متجها من القاهرة إلى الاسكنداريه- وقد خرج إسماعيل في موكبه الملكي محاطا بالفرسان والموسيقى والشعب أيضا الذي خرج لتوديع إسماعيل"ليس من عادة الشعوب توديع حكامها المهزومين" – ولكن مع إسماعيل الأمر مختلف فحظي بشعبيه كبيره عند خروجه من مصر وبوداع أدهش الجميع...
 
- وفى المحطة عانق إسماعيل ابنه لأخر مره حيث انه لم يرى بعضهما مره أخرى.
 
- عاش بعدها إسماعيل في نابولي أسوا فترات حياته إذ ظل يلح على السلطان العثماني السماح له بالاقامه في اسطنبول إلى إن أدرك السلطان ان بقاء إسماعيل بجواره أفضل من إن يظل بعيد عنه .
 
• في 7 يناير 1892م:
... توفى الخديوي توفيق وتولى ابنه عباس حلمي الثاني وهو دون سن الرشد حكم مصر...
 
- وفى يوليو 1893م أعلن الخديوي عباس حلمي الثاني ذهابه إلى الاستانه لشكر السلطان العثماني على الموافقة على توليه حكم مصر.
 
- وقد ذهب عباس فى ثلاث سفن هي "الفيوم" "الشرقية" "القاهرة" وكانت هذه الزيارة هي الأولى لحاكم مصر منذ أخر زيارة قام بها الخديوي إسماعيل...... وقد استعد إسماعيل لاستقبال حفيده فأستقل زورقا لملاقاته
 
• الجد والحفيد :
هاهي الأيام تتوالى على إسماعيل لملاقاة حفيده لتطفئ نار شوقه لمصر – وحول هذا اللقاء يقال إن الخديوي عباس انزلقت قدماه فسنده جده إسماعيل في مشهد مؤثر وبعدها حاول عباس تقبيل يد جده ولكن إسماعيل لم يمكنه من ذلك .
 
- وفى هذه الزيارة طلب إسماعيل من الخديوي عباس السماح له بالاقامه في مصر ولكن عباس أرجى الأمر للعرض على مجلس النظار الذي رفض بشده ويقال إن وراء الرفض نوبار باشا ويرجع البعض سبب الرفض الى عباس نفسه خوفا من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها إسماعيل.
 
• فى يناير 1895م أمر الخديوي عباس عميه الأمير احمد فؤاد والأمير محمود حمدي الذهاب الى اسطنبول للاطمئنان على إسماعيل بعد علمه بمرضه وفى هذه الزيارة طلب إسماعيل من ولديه إن يدفن في مصر وعندما علم عباس بذلك جهز لجده مقبرة بجامع الرفاعى .
 
....وقد توفى الخديوي إسماعيل فى 2 مارس 1895م.
 
• وعندما عاد جثمانه إلى مصر استقبله شعبه بحرارة فاقت وداعه. لتنطلق يومه مقولة "الحاكم الذى افقر العباد واسعد العباد "...
 
• وقد حكم إسماعيل مصر لمدة 16 عام وبقى في المنفى حتى وفاته 16 عام أيضا..
 
..... ولا يحضرنا هنا الا كلمات قليله - تنسب لاسماعيل قالها لابنته في أواخر أيامه : 
 
الخديوي: اني أخاف من الزمن وأخاف يوما أن يقال أنني بعت البلد
يا أيها الوطن الذي أحببته دوما وأعطاني الكثير
 
مابعت فيك الغد
إني حلمت بأن أري مصر الحبيبة دائما فوق الجميع
أخطأت في حلمي ولكن لا تقولوا باعها
ليس الخديوي من يبيع
 
ليس الخديوي يا أبنتي.........
إن قال بعض الناس يوما أنني أخطأت أو أجرمت قولي
لم يكن أبتي نبيا
 
قد كان يخطأ مثل كل الحالمين من البشر
مصادر
مجلة الهلال مايو 2001 بقلم محفوظ عبدالرحمن
الامبراطوريه المصرية فى عهد اسماعيل -تاليف محمد صبرى..!!