الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. رحيل ميخائيل نعبمة
  • ١٧:٥٩
  • الاربعاء , ١ مارس ٢٠١٧
English version

فى مثل هذا اليوم.. رحيل ميخائيل نعبمة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٠٩: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ١ مارس ٢٠١٧

ميخائيل نعبمة
ميخائيل نعبمة

فى مثل هذا اليوم 1مارس 1988
ميخائيل نعيمة (1889 - 1988) مفكر عربي وهو واحد من الجيل الذي قاد النهضة الفكرية والثقافية، وأحدث اليقظة وقاد إلى التجديد، وأفردت له المكتبة العربية مكاناً كبيراً لما كتبه وما كُتب حوله. فهو شاعر وقاصّ ومسرحيّ وناقد وكاتب مقال ومتأمّل في الحياة والنفس الإنسانية، وقد ترك خلفه آثاراً بالعربية والإنجليزية والروسية؛ وهي كتابات تشهد له بالامتياز وتحفظ له المنزلة السامية ..

ولد في بسكنتا في جبل صنين في لبنان في شهر تشرين الأول من عام 1889 وأنهى دراسته المدرسيّة في مدرسة الجمعية الفلسطينية فيها، تبعها بخمس سنوات جامعية في بولتافيا الأوكرانية بين عامي 1905 و 1911 حيث تسنّى له الاضطلاع على مؤلّفات الأدب الروسي، ثم أكمل دراسة الحقوق في الولايات المتحدة الأمريكية (منذ كانون الأول عام 1911) وحصل على الجنسية الأمريكية. انضم إلى الرابطة القلمية التي أسّسها أدباءٌ عرب في المهجر وكان نائباً لجبران خليل جبران فيها. عاد إلى بسكنتا عام 1932 واتسع نشاطه الأدبي. لقّب ب"ناسك الشخروب"، توفي في 1 مارس1988.

يعتبر ميخائيل نعيمة من الأدباء العرب المحدثين الذين اطلعوا على الآداب الغربية، وبخاصة الأميركية والروسية وقد تميز أسلوبه بالصفات التالية /البعد عن التعصب المذهبي والديني – وقد تأثّر في هذاالمجال بالمجازر التي حدثت في وطنه في أواخر القرن التاسع عشر بين المسيحيين والدروز، وبين المسلمين.محاولة تخليص الأدب العربي من الزخارف والكلام الزائد، والاقتراب بالأسلوب من تصوير واقع الأشياء والأحداث.الاستفادة من دراساته الغربية والشرقية، في تطوير كتابة القصة القصيرة التي تصور الواقع، ثم محاولة كتابة السيرة الذاتية كما فعل في كتابه (سبعون) الذي دوّن فيه مسيرة عمره على مدى سبعين سنة.حاول أن يضع أصولاً جديدة في النقد الأدبي العربي تقوم على أن يكون الأدب مسايراً للحياة وعاملاً على تطويرها، والابتعاد عن إعادة الحديث في موضوعات معادة ومكررة. وكان كتابه النقدي المشهور الغربال، هو خير دليل على محاولة أن يكون الأدب مطوراً للحياة، ولا يكون صدى لها.تلمس في أدبه مشاكل الطبقات الكادحة المهمشة، وكتب عدة قصص في هذا المجال تصور حياة العمال والمشردين والغرباء.

دعا إلى أن يكون الأديب رسولا في الأمة، يحمل همومها ويصارع من أجل تحقيق ما يرفع من شأن الأمة وينهض بها بين الأمم.التزم صدق التصوير في قصصه، وابتعد عن المبالغة لذا جاءت قصصه أقرب إلى الصدق النفسي والفني في آن معاً.يعتبر مجدداً بالنسبة لاستعمال الألفاظ والأساليب التي تكون أقرب إلى الوفاء بالمعنى الذي يريده، ولو اعتبرها بعض الناس لغة تقترب من لغة العوام.آمن نعيمة بأن الشاعر أو الكاتب المبدع المعاصر يستطيع أن يولد من الألفاظ التي تلزمه في نقل فكرة أو شعوره، ما لم يكن موجوداً في اللغة، لأنه من أبناء الأمة، ويحق له أن يفعل ما فعله من سبقه من الشعراء والأدباء السابقين.يتصف أسلوبه بالنزعة – الميل إلى الصوفية، بساطة العيش، ونقاء النفس، وبذلك عائد إلى دراساته العميقة للديانات المختلفة الإسلامية والمسيحية، والأديان الأخرى غير السماوية.يتميز أسلوبه بالبساطة والوضوح، والصراحة أيضاً، وخاصة في مجال الوصف أو السرد أو التصوير، في القصص وبعض رواياته، وكثير من مقالاته النقدية والفكرية والجمالية.لديه ميل واضح إلى الاقناع، والمجادلة العقلية السهلة.يميل أسلوبه إلى التفاؤل، وإلى التبشير بالخير والحب والجمال..!!