الأقباط متحدون - عرائس السماء يودعن الأرض بأيدى الغدر
  • ٠٠:٤٢
  • الاثنين , ١٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

عرائس السماء يودعن الأرض بأيدى الغدر

أخبار مصرية | الوفد

٠٩: ٠٩ م +02:00 EET

الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١٦

الطبيبة نيفين
الطبيبة نيفين

عرائس الجنة لم يكن يعلمن  قبل نزولهن من منازلهن فى أبهى صور لهن أن القدر يرتب لهن موعدا مع الغدر، والخسة، حيث ذهبت العرائس لكنيسة البطرسية للصلاة، وعبادة ربهن، لكن أيادى الغدر، تأخذهن إلى السماء، كعرائس وشهيدات لمقابلة المسيح فى السماء.

عرائس السماء لم يكن لقباً لهن، بل كان منهن عرائس حقا لم تمض شهور من زواجها، أماني سعد عزيز ، التى كانت حتى وقت قريب ينادونها بالـ«عروسة» دون أن يعرفوا أن ثمة زفافا آخر ينتظرها.

 عروسة السماء الثانية التى راحت ضحية الغدر الدكتورة نيفين عادل طبيبة النساء والتوليد بمستشفي الشيخ زايد آل نهيان، والتي تخرجت في كلية الطب بجامعة عين شمس عام 2009، وعملت بمستشفى حلوان العام، نشرت لها صورة على الفيس بوك مع حجر منحوت عليه عبارة من الإنجيل تقول: «امسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت» ربما كانت الصورة نبوءة لها بزفافها إلى السماء، في نفس التفجير الإرهابي وكأنها تلبى هذا النداء.

صفحة الطبيبة المتخصصة في أمراض النساء والتوليد على فيس بوك والتي كانت تزخم بالصور المبهجة مع الورود تارة ومع صديقتها العروس تارة أخرى، والتي كانت تدون فيها نيفين بعض المواقف الإنسانية التي تجمعها بمرضاها تحولت لسرادق عزاء كبير، الأهل والأصدقاء والمرضى على حد سواء.. لا أحد فيهم تمكن من تصديق خبر رحيلها المفجع حتى الساعة.

العروسة الثالثة والرابعة، لم يستطيعا التفرق عن بعضهما حتى فى زفافهما إلى السماء، «ماريانا» و«فبروينا» شقيقتان بدرجة شبه في الملامح ترتقي إلى حد التوأم، تطل فبروينا في إحدى صورها بضحكة صافية وهي ترتدي قبعة التخرج في جامعتها، بينما تكسو ملامح شقيقتها ذات الضحكة في صورة أخرى.

 لم يكتف القدر بالشبه فى الملامح فقط، بل كتب لهما نفس النهاية في نفس التوقيت وفي نفس المكان، ليرتقيا سويّا إلى السماء بعيدا عن الأرض.

ونعتهن أيضا «رينا هانى جرجس» بنشر صورهما، وعلقت عليها: «فى أحضان القديسين يا حبايبى فخورة بيكم بجد ومش قادرة أصدق يا شهداء المسيح، فخورة أنى خدمتكم من ابتدائى وثانوى بس سبقتونا على السماء، اذكرونى قدام الرب يسوع، مارينا وفبرونيا»، ونشرت صديقة أخرى صورا معلقة عليها: «الوجع كبير أوى يارب».

 وأخيرا عروسة السماء الخامسة تطلّ عايدة ميخائيل زوجة القس أثناسيوس بطرس كاهن كنيسة مار جرجس بملامحها الهادئة بين صور الضحايا، وقد سكنتها بعض التجاعيد التي تشي بتقدمها في السن لتؤكد أن الإرهاب لا دين له..لا يفرق بين كهل أو شاب، ولا يرحم امرأة أو طفلاً.

وكانت الكنيسة البطرسية بالعباسية شهدت انفجارا كبيرا أثناء أداء الصلاة أسفر عنه مقتل 20 وإصابة 25 آخرين.

الطبيبة «نيفين» توجهت لأداء الصلاة قبل الامتحان فعادت جثة هامدة

زملاؤها: «كانت خلوقة وشايلة مستشفى الشيخ زايد على أكتافها»

توجهت الطبيبة نيفين عادل إحدى ضحايا الارهاب الاسود على الكنيسة البطرسية بالعباسية يوم الحادث لاداء الصلاة قبل اداء الامتحان الاخير للدبلومة الخاصة بها، لكن القدر لم يمهلها لتحقيق اهدافها واحلامها فى الحياة ولفظت انفاسها الاخيرة داخل الكنيسة اثر اصابتها بشظية استقرت بالجمجمة.

كانت اصوات سيارات الإسعاف قد انطلقت عبر شوارع وميادين العباسية تعلن عن وقوع كارثة اجرامية راح ضحيتها ابرياء لا ذنب لهم بعد ان سمع قاطنو العباسية صوت انفجار هز اركانها..

كانت «نيفين» بين هؤلاء الذين تم نقلهم إلى مستشفى الدمرداش الواقع على بعد أمتار قليلة من موضع الحادث. دقائق معدودة وبدأت تتسرب أسماء الوفيات بين أطباء المستشفى الذين تداولوها عبر «جروبات محادثاتهم». وفى مستشفى الشيخ زايد بمدينة نصر فوجئ العاملون بأن من بين الضحايا زميلتهم الجميلة «نيفين»، وقع الخبر عليهم كالصاعقة لم يصدقوا انفسهم من هول الصدمة بأن طلبوا من زملائهم التحقق من صحة الاسم أملا فى ان يكون هناك تشابه فى الاسماء وقام البعض الآخر بالاتصال على هاتف الضحية الذى كان قد خرج من الخدمة نهائيا .

لم يتمالك الدكتور ياسر عبدالحفيظ أحد زملائها بالمستشفى نفسه، أراد التحقق بنفسه من الكارثة فتوجه على الفور الى المستشفى وكان آخر من هاتفها قبل دقائق من الانفجار والذي اكدت خلاله انها ستتوجه الى الصلاة قبل امتحان الدبلومة الخاصة بها ..اكد زميلها أنه توجه الى المستشفى على أمل انقاذها لكنه علم أنها لفظت أنفاسها الاخيرة داخل الكنيسة اثر اصابتها بشظية استقرت فى الجمجمة.

وقال زميلها «أنا آخر مرة كلمتها كانت الساعة 9 صباحاً، كنت أطمئن علي الامتحان، قالت لي رايحة القداس وأخرج مع باقي زملائنا في الدبلومة اليوم الساعة 11  قبل الامتحان الأخير.

ساعات ثقيلة مرّت على زملائها واصدقائها بالمستشفى بعد علمهم بوفاة زميلتهم

الطبيبة الثلاثينية التى التحقت بالعمل بمستشفى الشيخ زايد قبل 3 سنوات، أي مع بداية تأسيسها.

قال زميلها: «عملت طبيبة مقيمة في تخصص النساء والتوليد في المستشفى، وحرفيًا شالت المستشفى على أكتافها. كانت خلوقة وطيبة جدا وعمرها ما زعلت حد. دلوقتي هتخرج على قداس صلاة الجنازة بدل ما تروح الامتحان!».

من ناحية أخرى نعت نقابة الأطباء الدكتورة نيفين عادل، قائلة «كانت ذاهبة للصلاة، لكن للأسف الغدر لم «يمهلها». وتقدموا لأسرتها بخالص التعازي.

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.