الأقباط متحدون - مغالطات د. سعد إبراهيم وريالات موزة وتميم
  • ١٦:١٧
  • الثلاثاء , ١ نوفمبر ٢٠١٦
English version

مغالطات د. سعد إبراهيم وريالات موزة وتميم

مقالات مختارة | خالد منتصر

٥٣: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١ نوفمبر ٢٠١٦

خالد منتصر
خالد منتصر

تستطيع أن تجد فى القاموس معنى مزدوج الجنسية لكنك لن تستطيع أن تجد تعريفاً أو معنى لمزدوج الوطنية، لأنك عندما تقول مزدوج الوطنية فكأنك تقول الأبيض الأسود، فهل يوجد ما يسمى بمزدوج الوطنية؟، سؤال أطرحه على عالم الاجتماع السياسى الكبير المحترم وخريج أرقى الجامعات الأمريكية د. سعد الدين إبراهيم، الذى أجرى مع «الوطن» حواراً مليئاً بالمغالطات والأوهام والأساطير التى رصعها بتحليلات ثعبانية مراوغة تتخذ ثوب المنطق، وهى فى الحقيقة هلاهيل وخرق فكرية تنتمى إلى عصر الروبابيكيا وزمن البالة وسوق الـ«سكند هاند» الملقى على رصيف سوق الكانتو الثقافى المستعمل الذى غالباً ما ينقل مرض الجرب الإخوانى لكل ليبرالى يتعاطاه أو يرتديه أو حتى يشمه!، الغرض المستتر لها هو تسويق عصابة الإخوان وإضافة مذاق البونبونى العلمى على عجينة صبار الجماعة السام وبلبعته لنا على أنه قرص علاج أو كبسولة دواء،

أما المرض وراء الغرض الذى أحسه بعض القراء والذى حاشا لله أن أتهم به د. سعد، فهو مرض المازوخية القطرية التى من أهم أعراضها أن يرقص المريض على أنغام أغنية «أحبه مهما أشوف منه بس المهم أقبض منه»!!، سأقتص من مجلد مغالطات الحوار بعض الاقتباسات البسيطة ليكمل القراء إغلاق القوس وتحليل باقى المغالطات، يقول د. سعد المحترم رداً على سؤال: هل مصالحة الإخوان ضرورة؟ «نعم، فهى شىء ضرورى الآن، وعاجلاً أو آجلاً لا بد أن يحدث، لأنه من واقع اعترافاتهم هناك 700 ألف إخوانى أقسموا يمين الطاعة للمرشد على مدى سنوات، ولك أن تتخيلى أسرهم وأصدقاءهم، هكذا يصل العدد لـ3.5 مليون شخص، ومن غير الوارد إنسانياً أن يُعدموا أو يتم التخلص منهم، لا بد من استيعابهم، والإخوان مرحبون بالمصالحة وعندهم قدر كبير جداً من حب الاستطلاع لردود الفعل على مبادرتى، وكانوا يشجعوننى على تجديد المبادرة كل فترة، فمشايخهم الآن فى السبعينات من أعمارهم ويريدون العودة لوطنهم للموت بين أهلهم وفى وطنهم»، طبعاً سينبهر البعض بهذا الكلام الذى ظاهره المنطق والعقل والحكمة وباطنه الترويج لأخطر جماعة نازية وفاشية شهدها العالم على مدار تاريخه!، أولاً الرقم فيه مبالغة وتضخيم وخداع مقصود، ثانياً من قال لك يا د. إبراهيم إن من لا يريد المصالحة يريد الإعدام،

نحن نريد فقط تطبيق القانون على المجرم، ودخول كل وطنى تحت مظلة هذا الوطن الكبير بقوانينه الملزمة وأمانيه المشتركة ووعيه الجمعى، أما مغازلة مشاعر البسطاء بالكلام عن إعدام ثلاثة ملايين ونصف كانوا يريدون الموت فى أوطانهم والدفن فى ترابها، فهى مغازلة فاشلة ومداعبة مكشوفة، النازية المسيحية الآرية التى هى وجه العملة الإخوانية المتأسلمة الآخر، فالأولى الجنس النقى والثانية الفرقة الناجية، ماذا فعل الألمان بأعضاء النازية والمنتمين إليها الذين كانوا أضعاف أضعافها؟، هل خرج منهم من يدعى د. سعد إبراهيموف ليدعو لمصالحتهم بحجة «معقول نعدم خمسة مليون نازى حرام عليكم دول عايزين يرجعوا يتدفنوا فى مقابر برلين وهامبورج»!!، وبرغم أن النازيين كانوا يحبون ويعشقون ألمانيا بجد وبحق وحقيقى ولم يقولوا عنها يوماً ما إنها حفنة من تراب عفن أو طظ فيها أو يحكمنا واحد ماليزى..

إلى آخر هذه الترهات، وأستأذنك وأنت أستاذ التاريخ السياسى أن أستفز ذاكرتك ببعض ما حدث للنازيين، حدث ما يلى: إعادة تسمية الشوارع والحدائق والمبانى التى لها رابطات نازية، ورفعت التماثيل والشعارات التذكارية التى لها صلة بالنازية، تمت مصادرة ملكيات الحزب النازى، وإزالة الدعاية النازية من التعليم ووسائل الإعلام والمعاهد الدينية التى لها قواد مؤيدون للنازية، ومنع الاستعراضات والأناشيد النازية ومنع عرض الرموز النازية، طرد أعضاء هذا الحزب فوراً من وظائفهم فى مجالات الإدارة والخدمات العامة والمرافق الاقتصادية، أما فى عمليات التوظيف الجديدة، فقد عمد الأمريكيون إلى وضع استمارة تحوى 131 سؤالاً يطلب من صاحب الوظيفة الإجابة عنها، تفكيك وإلغاء الحزب النازى وتشكيلاته ومؤسساته الفرعية وجمعياته واتحاداته ومنظماته وجميع المؤسسات الشعبية النازية التى استخدمت كأداة لسيطرة الحزب ومنع انبعاث أفكاره بأى شكل من الأشكال، إلغاء القوانين المنادية بتأسيس البناء السياسى وكل القوانين والأحكام القضائية والتنظيمات التى ترسخ التعصب على أسس العرق والوطنية والآراء السياسية والعقيدة، إقصاء واستثناء كل فرد من أفراد الحزب النازى من الذين كانت لهم مشاركات كبيرة فى نشاطات الحزب فى الدوائر الرسمية، ومن المواقع المهمة فى المؤسسات شبه الرسمية والخاصة، وفى البداية فرض التخلى عن الأعمال مهما كان حجمها على النازيين الذين يملكون مليون أو ربع المليون مارك كرأس مال أو يوظفون 250 مستخدماً، معاملة النازية على أنها حركة إجرامية عقوبة المنتمى إليها السجن لمدة عشر سنوات لكبار مجرمى النازية وخمس سنوات أو أقل للمجرمين الأقل مسئولية أو بغرامة مالية 10000 مارك للمجرمين الكبار و1000 مارك للمجرمين الصغار التابعين، وفى الانتخابات المحلية التى جرت فى كانون الثانى من عام 1946، تفحصت السلطة العسكرية نحو 4٫750٫000 اسم من خلال قائمة الأسماء المنتخبين من أعضاء الحزب النازى، وقد حرم من التصويت 3٫260٫000، وبالطبع هناك إجراءات أخرى أكثر صرامة كان شعارها اجتثاث النازية.

إن اجتثاث الإخوانية لا يحدث ولن يحدث طالما تسكننا الأفكار السعدية الإبراهيمية، وليس معناه اجتثاث رؤوس ثلاثة ملايين كما يدعى د. سعد الدين إبراهيم، ولكن المقصود هو اجتثاث فكر الإخوان، هو سد المنبع حتى يجف المصب، لذلك لن ينطلى علينا هذا الكلام الجلا جلا الذى تردده يا دكتور السياسة، أما عن عشق الشيخة موزة التى تؤوى شياطين الإخوان فى بلدها التى تأتمر بأمرها، وتدفع المليارات لتمويل أنشطة إرهابية داخل مصر، وتطلق من قناتها الملاكى كل الأكاذيب والمؤامرات التى غرضها الوحيد إسقاط وتركيع هذا الوطن الذى تدعى أنت أن موزة تحبه وتقع فى غرامه، إذا كان هذا حباً فهو حب الضباع لرائحة الفريسة الميتة وغرام الأفعى بجثة اليمامة، أما ثالثة الأثافى وقمة هرم المغالطات فهى المبرر الذى قدمه العالم الفذ الكبير لاحتضان قطر للإخوان وهو أن مصر فعلت ذلك من قبل، وبالطبع هو يقصد احتضان «عبدالناصر» لرموز التحرر العربى، وأنا فعلاً مندهش من هذه المقارنة وكنت أعتقد أن ذكاء د. إبراهيم سيمنعه من ذكر هذا المبرر التافه الذى لا يصمد أمام مناقشة طفل فى ابتدائى قادر على تفكيكه فى لحظة، هل من المعقول أن تقارن ياسر عرفات بوجدى غنيم؟!، هل من المنطقى أن تساوى بين لومومبا وبن بيلا وجيفارا بحمزة زوبع ومعتز مطر ومحمد ناصر؟!!، هذا كلام يقال فى عنبر الخطرين فقط وانت نازل من كوبرى أكتوبر على مستشفى العباسية، هذا هو مكانه الطبيعى الذى يستقبل فيه بحفاوة واندهاش وانبهار، حضرتك أخرجت حسابات الزمن ونفيت الظروف المحيطة وحاولت أن تمرر لنا خدعة قطر المظلومة التى تتشبه بمصر عبدالناصر، هؤلاء كانوا فى زمن «ناصر» قادة تحرر وطنى، أما فى زمن موزة وتميم وبريالاتهم التى أغرت الإخوان ومعهم سماسرة تسويق الإخوان، فهؤلاء المحتضنون المأجورون بلطجية وأعضاء عصابة وخونة وطن وعملاء تنظيم عالمى، يعبدون الريال والدولار، ويحلمون بالخلافة على جثة مصر.

د. سعد الدين إبراهيم الذى كنت أقرأ له وأنا طالب بإعجاب حين كان يشرح بمشرطه التحليلى البارع أسباب صعود الإسلام السياسى، ماذا حدث لك كى تمنح هؤلاء جواز المرور على جثثنا وتمسك لهم بالسلم حتى يصعدوا أكثر وأكثر على أنقاض وطننا؟!، سؤال لم أستطع حتى الآن الإجابة عنه.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع