الأقباط متحدون | صراع الكوبرا والنمس بين الإخوان والنظام من فاروق إلى المشير..
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٤:٠٢ | السبت ٣ مارس ٢٠١٢ | ٢٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٨٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

صراع الكوبرا والنمس بين الإخوان والنظام من فاروق إلى المشير..

اليوم السابع- كتبت: ريم عبد الحميد | السبت ٣ مارس ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

روبرت سبرنجبورج فى «فورين بوليسى»: الضباط استفادوا من الجماعة فى بداية حكمهم ثم انقلبوا عليها.. والمجلس العسكرى لن يستطيع تقليد ناصر
«صراع الكوبرا والنمس».. عنوان مقال كتبه روبرت سبرنجبورج، أستاذ العلوم السياسية بقسم شؤون الأمن القومى فى الكلية البحرية الأمريكية بمجلة فورين بوليسى عن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين وحكام مصر منذ عهد الملك فاروق وحتى حسنى مبارك.

وقال الكاتب فى مقالة بالمجلة الأمريكية إن الصراع المميت على السلطة بين حكام مصر والإخوان يعود إلى عصر الملك فاروق، وكل حلقة منه تبعها سيناريو يكاد يكون متطابقا، ففى كل مرة يحدث تعايش لفترة وجيزة بين الحاكم والإخوان لكن زواج المصلحة سريعا ما ينهار وسط اتهامات متبادلة من الجانبين، فالحاكم الذى وصل حديثا إلى العرش الملكى أو الرئاسى يتواصل مع الجماعة للاستفادة من الإخوان أو على الأقل تحييد التأييد السياسى الذى يحظون به، والجماعة من جانبها تسعى إلى خطب ود الدولة لدرء التهديدات والحصول على الموارد وكسب موطأ قدم يمكنها من الصعود الأخير للسلطة.

وأضاف سبرنجبورج: بحكم التاريخ، - وهو معروف جيدا لكل الأطراف - فإن التعاون الحالى بين الحكام والإخوان لن يدوم، مشيرا إلى أنه فى عصر الملك فاروق، بالغ الإخوان فى حملة الاغتيالات التى أثارت حملة مضادة أدت إلى مقتل مؤسس الجماعة حسن البنا مع قمع عام لأفرادها، وفى عهد حكم جمال عبدالناصر، ذهب النظام الجديد بعيدا، وقدم للإخوان مقعدا فى الحكومة قبل استخدام محاولة الاغتيال «المزعومة» لعبدالناصر بعدها بعامين تقريبا لإطلاق حملة من الإرهاب ضدهم استمرت حتى نهاية حياته، وتواصل الرئيس محمد أنور السادات، مع الجماعة لملء الفراغ السياسى الناتج عن تطهيره لحركة اليساريين الناصريين بعد أشهر قليلة من توليه الرئاسة، وظل الإخوان سنوات يتمتعون برعايته وحمايته قبل أن يسقط السادات ضحية لخوفه وجنون العظمة.

وأشار سبرنجبورج فى مقاله إلى تبنى حسنى مبارك نهجا مماثلا، عندما تولى الحكم بعد اغتيال السادات، وأعاد فتح المجال السياسى للإخوان فى السنوات الأولى من حكمه الطويل قبل أن يستقر على صيغة فى التسعينيات قيدتهم بشكل كبير دون أن تقضى على وجودهم السياسى، وعلى مدى سنوات، تسامح مبارك واستفاد بالفعل من هذا الوجود المحدود للإخوان لكن ومثل سابقيه، ضيق فى نهاية المطاف الخناق تماما عليهم، وسعى فى السنوات الأخيرة من حكمه إلى تدمير قاعدة الجماعة الاقتصادية والسياسية بتصعيد حملة القمع والاعتقالات.

وتابع: تاريخ العلاقات بين حكام مصر المعاصرين والإخوان مضى مرارا وتكرارا على نفس طريقة الاشتباك الملحمى بين النمس والكوبرا مع فوز النمس دائما، ويعى المشير حسين طنطاوى ورفاقه فى المجلس العسكرى هذا التاريخ جيدا، ويشير سلوكهم إلى أنهم بدورهم يرغبون فى الاستفادة من التأييد السياسى للإخوان خلال الفترة الانتقالية، لكن فيما يشبه المهزلة، ربما يتجه التاريخ إلى إعادة نفسه مرة أخرى، فالتنافس الكامن فى العلاقة بين الطرفين تجعل التعايش السلمى فكرة صعبة إلى حد المستحيل، لذلك من المتوقع أن يضرب النمس العسكرى الكوبرا الإخوانية مجددا، لكن النتيجة هذه المرة ستكون مختلفة تماما».

ويرى الكاتب أن المجلس العسكرى يلعب لعبة سياسية خرقاء قد تأتى بنتائج عكسية، فمع اقتراب تسليم الحكم إلى سلطة مدنية، يحاول وضع الخطوط الحمراء التى يحمى بها مصالحه، غير أن هذه المحاولة أدت إلى تقويض التأييد السياسى الذى يحظى به، وأثارت شكوكا حول هذا الأمر.. وعلى المدى الطويل سيكون من الصعب على الجيش الدفاع عن الخطوط التى رسمها فى وجه ساحة الخلاف السياسية والرأى العام المصرى النشط، وستزداد المطالب بمراجعة ميزانية الجيش وإدارته الداخلية وتقاسم المسؤولية فى صنع سياسات الأمن القومى.

سبرنجبورج قال أيضا إن أحد الاحتمالات المطروحة هو أن يقرر مجموعة من الضباط، ربما من ذوى القناعات الناصرية المؤيدة للقومية العربية، بأن المجلس العسكرى والإخوان والثوار وأى شخص آخر صنعوا الفوضى السياسية منذ 11 فبراير 2011، وأنهم فى حاجة إلى التدخل لإنقاذ الأمة لكن فى مصر اليوم - يرى الكاتب - سيكون من الصعب أن يضعوا أنفسهم فى مواجهة الإخوان الذين تم تمكينهم مؤخرا وفى أى من الحلقات التاريخية، لم يسع الإخوان إلى حشد أنصارهم فى الشارع ضد الدولة، لكن هذه المرة وبعد أحداث العام الماضى، لا يستطيع أحد أن يضمن مثل هذا التحفظ بعدما وصلوا إلى مقعد السلطة.

والاقتصاد السياسى الكامن فى علاقة التعايش بين الإخوان والجيش فى صالح الجماعة يشير كما يرى سبرنجبورج - إلى أن الانقسام الحالى فى النظام السياسى يمنح الجيش والإخوان سيطرة على المواقع الصعبة والسلسة على التوالى، فالأولى تشمل الآن كل القوات المسلحة بما فيها أجهزة الأمن والمخابرات، وكذلك الشرطة والمحافظون ورؤساء المدن والمجالس المحلية.

وأضاف الكاتب: منح الإخوان منصب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى فى مجلس الشعب للواء سابق، بما يشير إلى إذعان للجيش فى هذا المجال الرئيسى، أما الحقائب الوزارية الصعبة كالدفاع والإنتاج الحربى والداخلية والخارجية والمالية والتعاون الدولى فهى الآن فى يد موالين للمجلس العسكرى، ويحتمل أن يظل كذلك حتى فى أول حكومة مستقلة يتم تشكيلها هذا العام، وعلى الورق يبدو أن الجيش فى موقف لا يمكن تعويضه.

ويضيف سبرنجبورج: لكن سيطرة الإخوان على المناصب السلسة ونفوذها السياسى الأوسع هو أبعد ما يكون عن التفاهة، فالبرلمان الذى تهيمن عليه «الجماعة» سيكون له سلطات أكبر من أى وقت منذ الاستقلال عام 1923، بينما من غير المرجح أن يعمد الإخوان إلى إضفاء الطابع المؤسسى على تلك السلطة فى هيئة منتخبة لا يمكن معها أن تكون متأكدة من السيطرة عليها فى المستقبل، فإن قادة الجماعة سيكونون قادرين على التهديد بنشر القوى الكامنة فى البرلمان لتعزيز نفوذها.. وإذا كان أداؤهم فى انتخابات فى المحليات مثل الانتخابات البرلمانية، فستكون لهم سيطرة حقيقية على المحافظات والبلديات والمجالس عند تلك المستويات ستكون قادرة على الصراع من أجل السلطة مع نظرائهم فى السلطة التنفيذية.

كما أن سيطرة الإخوان على النقابات المهنية والتأثير القوى داخل السلطة القضائية مثلما هو الحال فى نادى القضاة والمجلس الأعلى للقضاء، يوفر لهم قاعدة إضافية يمكنهم من خلالها بناء سلطة سياسية إضافية.

وفى حين أن الدستور لم يكتب بعد، إلا أنه يفترض على نطاق واسع أن يتم وضع نظام تنقل فيه السلطة التنفيذية إلى الفرع التشريعى والرهان الآن هو أن الرئيس سيكون مرشحا متوافقا عليه بين الإخوان المجلس العسكرى، وبالتالى ضمان أن هذه الشخصية الرئيسية لا يمكن أن تكون وسيلة كاملة فى يد أحدهم.

ويشير الكاتب إلى أن الإخوان ربما يحاولون أن يبدأوا فى التحرك ضد القوات المسلحة فى وقت واحد من القمة والقاع، فالشرطة فى تراجع ولا تحظى بشعبية، وبالتالى ستجد من الصعب أن تكون ضد الإخوان الذين يمتلكون السلطة الحقيقية فى الشارع، وسيكون الأمر نفسه حقيقيا وإن كان بدرجة مختلفة مع الأجهزة الأمنية والعسكرية خاصة فى قوات الأمن المركزى التابعة للداخلية ومن القمة إلى الأسفل، يمتلك الإخوان بلا شك مؤيدين داخل فرق الضباط سيسعون إلى تعزيزهم.

واختتم الكاتب مقاله التعايش الحالى بين الجيش والإخوان والمبنى على التفوق العابر للجيش، غير مستقر بطبيعته، ومن غير المحتمل أن تنجح أى ضربة استباقية من جانب الجيش ضد الجماعة على عكس ما حدث فى المراحل السابقة والفشل فى توجيه هذه الضربة، سيجعل الوقت فى صالح الإخوان، وهذه المرة سيكونون هم النمس المنتصر، والجيش هو الكوبرا المهزومة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.
تقييم الموضوع :