كتبها Oliver
ربنا القدوس خلقنا شباعى.لما سقطنا جُعنا.صارت اللقمة بعرق الجبين.الرب لم يرض بالجوع.بدأ الغوث بحبات الحنطة المتناثرة.هابيل و أخنوخ ,إبراهيم و إسحق و يعقوب و يوسف .كانوا جميعهم حبات حنطة مثمرة.و كنا روحياً رضعاناً غير مؤهلين للدسم الروحى.كان فيهم رائحة الشبع لكن الرائحة لا تكفى لنشبع.بيد إلهية إنتقلنا من الحبات المتناثرة إلى اللقمات.
إنطحنت حبات الحنطة فى أرض العبودية أربعمائة سنة. فى عصر اللقمات كان الأنبياء.بدءا بموسي الرئيس.عبرَتْ الحنطة فى البحر و لم تتفتت صارت عجين بلا خميرة.. ثم بقيت فى الصحراء تحت السحابة النورانية تغطي العجين حتى يختمر. ثم لزم أن العجين يسكن في قِدر. كان القدر هو الخيمة ثم الهيكل.هناك إستكن العجين حيناً حتى تمرد فإنشق القدر...و كلما تعوج الشعب الذى هو العجين أرسل الرب نبياً ليعيد مزج العجين أو القلوب فى الخميرة المقدسة.أمسك يشوع العجين ليضعه فى يد الرب ليضع فيه الملح السماوي.كل تقي من أتقياء الرب صار ملحة فوق العجين. تقلبت القلوب مع الأنبياء و العجين لم يختمر بعد.
بدأ زمن الكِسَر.ظهر أتقياء كالكِسْرات.صموئيل النقي أخرج الشوائب من العجين و رفع منه شاول لئلا يفسده. دواد الملك كسرة فيها طعم الملك السماوى.سليمان الملك كسرة فيها مذاقة الحكمة العلوية.يتحسن طعم العجين كلما إستسلمنا ليد القدير و الشوائب تضرسنا كلما خملت القلوب.و بقى الشعب ينام سنيناً و يصحو على صوت الأنبياء حزقيال و إشعياء و ميخا و زكريا و هوشع و الباقين.العجين لم يتأهل بعد , كل يوم نضيف للعجين من مفاسدنا و الشبع يبتعد كلما إقتربنا.
حين إقترب ملء زمان الشبع كان لابد من إشعال اللهيب كي يصير العجين خبزاً.فأرسل الله النبي الناري إيليا.ليكون علامة على قرب الزمان.خدم إيليا بالنار حتى تتقد القلوب حباً و قبولاً للشبع الآتى.خدم يوحنا بروح إيليا فصار كِسرة قدام الخبز الإلهى. يوحنا كسرة مقدسة فيها الطعم السماوى حتى أن الخبز الحى شهد له.
جاء الخبز الحي ورآنا أننا كلنا أفسدنا العجين و لا رجاء لنا في الشبع.إسرائيل صار عجينة لا تصلح و خميرة عتيقة لا تخمر.أما نحن الأمم فقد كنا بلا عجين و لا خميرة.و لأن الرب أحب العالم كله بدأ يجذب الأمم .ولد في جليل الأمم و مع السامريين الغرباء جلس و بات.وضع شبكته في بحر العالم و لم يرفض صيدأ ضئيلاً و لا كبيراً.ضم العشارين و الخطاة إلي نفس العجين.جسده الحى..المرأة الكنعانية دخلت نفس القِدر الذى فيه الخميرة.
عمل الروح القدس فينا.صار الليل و النهار يجمع المتفرقين ليصير الجميع خبزة واحدة لخميرة واحدة.ما هان عليه جوع البشر إلي الخلاص و إلي صانع الخلاص.
فلما إستحال عندنا أن نأكل خبزاً بلا شوائب صار المسيح خبزنا.باكورة يتقدس فيها الجميع .رو11: 16 ليس فيها الخميرة العتيقة 1كو5: 7 خبز الكمال المسيح فصحنا قد منح لنا جسده قائلاً خذوا كلوا منه كلكم.فأخذناه و أكلناه و به نشبع و إليه نجوع.هو الخبز الذى لا يتفتت.بل يوحد المتفتتين .يجمعهم فيه.يتحد بهم و يتحدوا به.فنفهم لماذا كان يجمع الكِسر.





