بقلم الأب يسطس الأورشليمى
ترك القديس زينون العالم في فجر حياته وتتلمذ على يد القديس سلوانس أحد مشاهير الأباء المتوحدين في ذلك الزمان وتعلم على يديه الفضيلة والنسك ومارس أكثر الفضائل صعوبة.

وقد عاش كان الأب زينون سائحاً في صحراء غزة وعرف باسم نبي كفر زعرتا وهو على بعد 15 ميل من غزة وكثيراً ماكان يستشيره مناهضي الخلقدونيين، ومن بينهم الشماس إستفانوس الذي نصحه زينون قائلاً: إهرب إلى خارج البلاد وقبل إنعقاد مجمع خلقدونية شعر الأب زينون بالحزن على ما سوف يأتي وأختار حياة العزلة.

وأثناء وجوده في الإسقيط غادر قلايته ليلاً قاصداً المستنقعات القريبة، ولكنه ضل ومشى في البرية ثلاث أيام بلياليها فتعب ووقع كالميت، ووقف أمامه شاباً معه خبزاً وماء قائلاً ( يازينون قم وكل)، فقام وصلى لأنه ظن أنه خيال, فقال له الشاب حسناً صنعت أما القديس فعاد يصلى مرة ثانية وثالثة مع الأستحسانات المتكررة من الشاب العجيب الذي أضاف ( قم أكسر هذا الخبز وكل بدون خوف لأنه بقدر ما مشيت ثلاث أيام بمقدار ما سيبقى لك من الطريق لتقطعه لكي ترجع إلى مكان عزلتك لكن تشجع وأتبعني)، أطاع زينون وفي الحال وجد نفسه عند قلايته فقال الشيخ لذلك الشاب: " أدخل معي لنصنع صلاة "، ولما دخل الشيخ غاب الشاب ولم يظهر.

وبينما كان سائر بأحد نواحي الاراضى المقدسة تعب وجلس ليأكل بقرب مقثاة وقال له فكره (خذ لك ثمراً من ثمر القثاة وكله فماذا يصيبك من هذا؟)، فأجاب فكره قائلاً: " أن اللـه قال لاتسرق والذي يخالف وصايا اللـه يلقيه في النار فجرب أنت نفسك أولاً إن كنت تحتمل النا" ، فوقف تحت أشعة الشمس عارياً مقدار ساعة حتى ألتهب، حينئذ قال لفكره: "إن كنت لا تحتمل العذاب فلا تسرق ولا تأكل المسروق".

هذا القديس قيل في الأبتداء إنه ما كان يأخذ من أحد شيئاً وإذ جاءه أحد بشئ لم يأخذ منه فكان ينصرف ذلك الإنسان حزيناً وكذلك الذين يأتون إليه طالبين بركة مثل شيخ كبير لم يكن يعطيهم، فكانوا ينصرفون أيضا حزانى فقال: "ماذا اصنع؟، إذ كانوا يجيئون يطلبون يحزنون والذين يحضرون يحزنون أيضا ولكن هذا أفضل وأنفع والأن من أحضر شيئاً أخذته منه ومن جاء يطلب شيئاً سأعطيه له، فصنع هكذا وأستراح وأقنع وطيب قلوب الناس جميعاً الذين كانوا يأتون إليه وأرضاهم.

●    إن الراهب الذي يأخذ صدقة سوف يعطي عنها حساباً. 

●    إن تاب الإنسان بقدر خطيئته فأنه يحظى بالغفران.

●    إن المصريين إذا ما كان عندهم فضيلة كتموها، وما ليس عندهم من الزلات نسبوه إلى أنفسهم وذلك بخلاف ما يفعل الناس الذين، إذا فعلوا خيراً تكلموا به وأظهروه والزلات يكتموها.

●    إن كنت تريد أن تقطع عروق شيطان الزنى وتهلكه عنك فكف فمك عن دينونة الناس كلهم ولا تقع بواحد من وراءه وقر بخطاياك دائماً، فهذا هو عون لك وسلاح قوي، أما أن أسلمت نفسك لكثرة الكلام فإن الملاك الذي معك يتنحى عنك وتلتقي بك الشياطين أعداءوك ويمرغونك في دنس الخطية.

●    ليس شئ يصيرنا مثل اللـه سوى عدم الحقد وأن نكون بلا شر قبالة الذين يسيئون إلينا " ( ).