د.ماجد عزت إسرائيل
هوكستر/القاهرة – قام البابا القبطي تواضروس الثاني بترقية الأسقف العام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في ألمانيا، الأنبا دميان من هوكستر-برينكهاوزن، إلى رتبة مطران. وتمت مراسم السيامة الاحتفالية في كاتدرائية القديس مرقس بالقاهرة (مصر).
ويبلغ الأنبا دميان السبعين من العمر، ويشغل منذ عام 1995 منصب الأسقف العام، ومنذ عام 2013 منصب أسقف شمال ألمانيا، حيث يقع مقره الرسمي في دير برينكهاوزن في هوكستر. وتعد هذه المرة الأولى التي تعيّن فيها الكنيسة القبطية مطرانًا للخدمة في ألمانيا، إذ يُعدّ المطران رئيسًا على مجموعة من الأساقفة.
وعند سؤاله من قِبل وسائل الإعلام عن معنى هذه الترقية بالنسبة له، أجاب الأنبا دميان بتواضع:
"أنا ما زلت أعتبر نفسي خادمًا للكنيسة."وأشار إلى أنّ السيامة تُعدّ تقديرًا لسنوات خدمته وعمله المتواصل.وباعتباره مطرانًا، سيصبح عضوًا في الهيئة التي تستشير البابا تواضروس الثاني في القضايا المهمة، خصوصًا المتعلقة بالقرارات الكنسية والسياسات الدينية. وكان الأنبا دميان قد درس الطب في البداية، وعمل كطبيب في ألمانيا بين عامي 1981 و1991، قبل أن يقرر تكريس حياته للرهبنة.
وتعود جذور الكنيسة القبطية – بحسب التقليد – إلى تأسيس القديس مرقس الرسول بين عامي 50 و60 ميلادية، مما يجعلها من أقدم الكنائس في العالم. ويُقدّر عدد الأقباط حول العالم بنحو 15 مليونًا، يعيش معظمهم في مصر، بينما يبلغ عددهم في ألمانيا حوالي 20 ألفًا. ويُعدّ الأقباط السكان المسيحيين الأصليين في مصر، ويرجعون في تأسيس كنيستهم إلى القديس مرقس الإنجيلي.
وفي عام 1993، اشترت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الدير السابق للراهبات السيسترسيات ثم البندكتينيات في برينكهاوزن. ومنذ ذلك الحين، يقود الأنبا دميان عملية ترميم واسعة للدير، تمت بدقة واهتمام وبأسلوب يراعي الأثر التاريخي. واليوم – بعد 25 عامًا – عاد الدير الذي كان في حالة خراب إلى رونقه، وأصبح مركزًا مسكونيًا للقاء، ووجهة سياحية، ومكانًا معروفًا للمؤتمرات. ويُعتبر المطارنة رؤساء لأسقفيات مهمة داخل الكنيسة.
وتشير خلفية تاريخية إلى أنّ مصر الفرعونية كانت ذات أهمية كبيرة لشعوب سوريا-فلسطين في العصور القديمة، وقد ذُكرت مصر في الكتاب المقدس أكثر من 600 مرة. ويروي إنجيل متى قصة هروب العائلة المقدسة إلى مصر حيث وجد الطفل يسوع ملجأً من اضطهاد هيرودس:
«من مصر دعوت ابني» (متى 2: 13–15).
كما ظهرت أول الأديرة المسيحية في الصحاري المصرية، ولذلك تُعدّ مصر مهد الرهبنة. وقد حفظ الرهبان الأوائل – مثل القديس أنطونيوس – الحياة الروحية رغم الاضطهادات الرومانية ثم العربية. وتعود أول جماعة رهبانية منظمة إلى القديس باخوميوس، الذي وُضعت قوانين رهبنته باللغة القبطية ثم تُرجمت إلى اليونانية واللاتينية، وانتشر بفضلها النظام الرهباني في أنحاء الإمبراطورية الرومانية، ليؤسس لاحقًا الحياة الرهبانية في الغرب.
رغبة من قرية برينكهاوزن في تكريم المطران الجديد
في يوم الجمعة 5 ديسمبر، تعتزم الجماعة المحلية في برينكهاوزن تقديم التهنئة للأنبا دميان على ترقيته الأخيرة. ووفقًا لما ذكره رئيس مكتب الإدارة المحلية، يوهانس هولس، فإن الأهالي سيجتمعون في الساعة 18:45 بمرافقة الفرق الموسيقية المحلية عند طريق بروبستا شتراسه، ثم يسيرون معًا نحو المدخل الرئيسي للدير القبطي لتقديم التهاني مباشرة للمطران الجديد. ومن المتوقع مشاركة أكثر من 70 شخصًا من أبناء القرية في هذا الاحتفال.




