كتبها Oliver 
- عرش الله الذى أنا أقف أمامه ليس كعرش الملوك و لو صارت ذهباً و أحجارا كريمة.نحن هنا في عالم النور.ليس مثل نور الكواكب و الشموس.
 
إنه أصل البهاء لا تأتيه أوصاف الأرض.منبع المجد لا تصيغه كلمات البشر.أنا أشفق عليكم لأن وصف السمائيات شاق على كل اللغات.يستعصى على كل العقول.
 
- أنا جبرائيل .دائماً أذهب إلى الأرض حاملاً البشاير. جبروت الله المرسل للناس.حين أترك العرش من أجل طاعة صوت كلمة الرب أتجه نحوكم. تبدو الأرض  كنقطة مطر ضئيلة فى مدار الكواكب العظيمة. لكننى أتعجب كيف صارت هذه الأرض الأكثر أهمية في مقاصد الله و عليها تظهر العجائب.
 
 
- المسافة بين العرش الإلهى و الأرض لا تقاس بقياساتكم.إنها كالفرق بين النور و الظلمة .بين المجد و الهوان.هل تقيسون المسافة بين الوطن و الغُربة؟ بين الحرية و العبودية؟ هذه هى المسافة التى أقطعها حتى أجئ إليكم .
 
تبدو لى كل المسافات بعيدة ما أن أغادر موطنى قرب العرش الإلهى.
 
- نحن الملائكة و رؤساء الملائكة نتحارب بمجرد أن نصل إلى هوائكم. فى أحد طبقاته يسكن رئيس سلطان الهواء.أف2:2.جند إبليس يصطفون و يحاربوننا.يريدون عرقلة البشائر.لا نصل إليكم إلا بحرب.مرة حاربت21 يوماً لأصل إلى دانيال و أعينه  في محنته.
 
حتى جاء أخي الرئيس ميخائيل و أعانني. دا10: 13 .من أجلكم أضارب أرواح الهواء الفاسد 1كو9: 26 لكي أصل إليكم بمحبة و بشارة .
 
لا نصل إليكم بغير حرب و نصرة هكذا أنتم أيضاً لا تصلون إلينا بغير جهاد وغلبة و نحن نعينكم.
 
- ذاهب لأبشر بمولد يوحنا الملاك أى المرسل مثلنا لأجلكم كما وصفه ربنا.وصلت إلى الهيكل.ما أشبه هذا الموضع بالسماء.عندكم مجمرة و مذبح و بخور مثلنا.عندكم كاهن بار هو زكريا.عندنا أربعة و عشرون كاهناً ملائكياً أبرار بمجامرهم و بخورهم الزكي.فيما أحمل البشارة لزكريا كان في عقلي أن أهيأه و أهل بيته للقاء عجيب مع المسيا و هو جنين في بطن العذراء.
 
لأن الذين يتلقون بشاير صغيرة يتأهلون للبشارة الأعظم ربنا يسوع.أوصيته بالصمت لكي يعيش السكون الإلهي فيستقبل الكلمة.
 
- ما قصدت أن أخيف زكريا و هو يكهن.لكن ما أخافه إنعكاس النور الإلهي في طبيعتنا التى ترون قليلاً منها .رأنى زكريا فإرتعد. إقتربت منه ليطمئن .وقفت بجواره عن يمين المذبح حتى أشاركه رفع البخور إلى عرش الله.خاطبته قائلاً لا تخف فأنا أحمل لك ما يفرحك بل ما يفرح سيدي القدوس الذى أخدمه في عرشه لو1: 19 .
 
إنه على وشك المجئ إليكم في الجسد.إفرح يا زكريا و قل لأليصابات أن تفرح لأنه من أجل فرح الكثيرين سيولد لك يوحنا و به تستنير الأرض ساعة.يو5: 35 أما بالمسيح ربنا الجالس على العرش فتستنيرون إلي الأبد.
 
- بشرت زكريا و بدأت أصعد نحو موطني.أستعد لأعظم بشارة.سأعود إليكم سريعاً لذا أستعد للقاء عذراء فاقت الملائكة نعمة و طُهراً.أصعد لآخذ من مجد الله مجداً فأتأهل لحمل البشارة العجيبة.تركت ركام الزمن و صعدت فوق الفوق.
 
شققت الغيم و قطار المياة الكثيرة أدوس الرعد تجذبني الأنوار البهية فأغادر الهواء بلا مقاومة.عيناي صوب عرش إلهى .أعود إلى موطني الذى فيه أتنعم.
 
أنا صاعد بعقل منشغل بالسر العجيب الذى فيه أرى الجالس علي العرش متجسداً في بطن العذراء من أجلكم.سأنزل قريباً لأعلنه و نتشارك الفرح .