محرر الأقباط متحدون
وسط الألم الذي يثقل يوميات الأرض المقدسة، تستعد كنيسة المسيح الفادي للاتين في الطيبة شرق رام الله لعيد الميلاد بزينة ومغارة تحمل ملامح البلدة وحكايتها مع الصمود. فهنا، حيث تتقاطع الجراح مع الإيمان، يختار أبناء الطيبة أن يقولوا من جديد: عيدنا حكاية أرض.
هذه التحضيرات ليست مجرد ديكور موسمي، بل فعل رجاء في بلدة تواجه القيود والاعتداءات ومحاولات اقتلاع الناس من أراضيهم. ومع ذلك، يظل نور الميلاد ينهض من قلب التراب، كما تنهض شجرة الزيتون ثابتة أمام كل العواصف.
من داخل الكنيسة، ومن بين التفاصيل التي تُهيّأ لاستقبال العيد، ينبعث صوت الطيبة ليؤكد أن الميلاد هو ولادة نور لا تُطفئه الظلمة، وأن الإيمان المتجذّر في هذه الأرض أقوى من القهر، وأن رجاء الناس هنا يظل حيًا، يضيء بيوت البلدة ووجوه أبنائها، كأنّه استمرار للحكاية التي بدأت في مذود بسيط قبل ألفي عام.
هذه صور من تحضيرات الطيبة… حيث يلتقي الجرح بالصلاة، والأرض بالميلاد، ليبقى الرجاء حاضرًا مهما اشتدّت العتمة.




