محرر الأقباط متحدون
 بروح الحزن العميق والمسؤولية الرعوية تجاه جسد المسيح الواحد، يصدر مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية المشرقية الدائم هذا البيان إزاء الأحداث المأساوية التي حلّت بإخوتنا الأرثوذكس في إثيوبيا. وإذ نرفع صلواتنا أمام عرش النعمة، نضع بين أيدي المؤمنين هذا النداء المشترك، تعبيرًا عن وحدة الألم ووحدة الرجاء بين جميع أعضاء الكنائس الأرثوذكسية المشرقية.

«هكذا قال الرب: صوتٌ سُمِعَ في الرامة، نوحٌ وبكاءٌ مرّ، راحيل تبكي على أولادها وتأبى أن تتعزّى عن أولادها لأنهم ليسوا بموجودين». (إرميا 31: 15)
لقد تلقّى أساقفة مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية المشرقية الدائم (SCOOCh) ببالغ الألم والحزن أنباء موجة جديدة من الهجمات المنسَّقة التي استهدفت المؤمنين المسيحيين الأرثوذكس في منطقة أرسي ضمن إقليم أوروميا في إثيوبيا، والتي بدأت أواخر الشهر الماضي ولا تزال مستمرة حتى اليوم. 

وتشير التقارير إلى سقوط أكثر من ثلاثين شهيدًا، إضافة إلى العشرات ممن تعرّضوا للتشويه والإصابات البالغة، من رجال ونساء وأطفال صغار. كما جرى استهداف الكنائس والأديرة والمجتمعات المسيحية الأرثوذكسية بشكل منهجي بالعنف والتدمير. وهذه الاعتداءات ليست سوى حلقة جديدة ضمن سلسلة اضطهادات أوسع تشهدها البلاد، وقد حصدت أرواح مئات المسيحيين الأرثوذكس في السنوات الأخيرة.

نرفع صلواتنا الحارة لأجل شهداء الإيمان من الأرثوذكس الإثيوبيين الذين ذُبحوا بوحشية على أيدي قوى الشر المنتشرة في البلاد، ولأجل الشفاء العاجل والكامل لجميع الذين تعرّضوا للاضطهاد والتعذيب بسبب تمسّكهم بإيمانهم الأرثوذكسي في هذه الاعتداءات البشعة والجبانة. 

نسأل الله أن يُنزل الراحة على نفوس المنتقلين في حضن إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وأن يفيض رحمته وشفاءه على الجرحى، ويهب التعزية لعائلاتهم الثكلى. كما نضمّ صوتنا إلى صوت أبينا الحبيب قداسة أبونا متياس الأول، بطريرك ورئيس أساقفة الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية، وإلى صوت المجمع المقدس في إثيوبيا، وكل من يطالب بوقف هذا الشر المروّع وإحلال السلام. ونصلّي أن تقف جميع الدول المحبّة للسلام، والمؤسسات الدينية، والقيادات الأخلاقية صفًا واحدًا في إدانة هذه الجريمة الآثمة.

التوقيعات
أعضاء مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية المشرقية الدائم

نيافة الأنبا ديفيد، أسقف نيويورك ونيو إنجلاند للأقباط الأرثوذكس
رئيس مؤتمر الكنائس الأرثوذكسية المشرقية الدائم
نيافة مار ديونيسيوس جون قواق، رئيس أساقفة أبرشية السريان الأرثوذكس في الولايات الشرقية (الولايات المتحدة الأمريكية)
نيافة مار تيتوس يلدو، رئيس أساقفة أبرشية مالانكارا التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية
نيافة مار سلوانس أيوب، رئيس أساقفة أبرشية كنانيا التابعة للكنيسة السريانية الأرثوذكسية
نيافة الأسقف مسروب بارساميان، الرئيس الروحي للأبرشية الشرقية للكنيسة الأرمنية
نيافة المطران فيكن آيكازيان، مطران الأبرشية الشرقية للكنيسة الأرمنية
نيافة المطران بطرس، مطران أبرشية الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية التوحيدية في نيويورك
نيافة الأسقف مكاريوس، أسقف إيبارشية الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية التوحيدية في أميركا الشمالية
نيافة الأسقف سينودا، أسقف إيبارشية الكنيسة الإريترية الأرثوذكسية التوحيدية في أميركا الشمالية

إننا، إذ نعلن هذا البيان، نؤكد أن الكنائس الأرثوذكسية المشرقية تقف صفًا واحدًا في وجه هذا الظلم البشع، وتُجدّد التزامها بالصلاة والعمل من أجل سلام إثيوبيا ووحدة شعبها. ونضرع إلى الله أن يفتح أمام الجميع طريق العدل والمصالحة، وأن يُنزل سلامه الذي يفوق كل عقل على الأرض الجريحة، ليحوّل الدموع إلى رجاء، والحداد إلى قيام.