د. ممدوح حليم 
كم هي مؤثرة تلك الكلمات التي جاءت في سفر المزامير، والتي قالها الملك داود . هذا نصها: 
اختبرني يا الله واعرف قلبي. (المزامير ١٣٩: ٢٣)

إن المرنم هنا يطلب من الله أن يختبره، فما أبعاد هذا الطلب، أي أن يختبره ؟ .........

بالرجوع إلى ترجمات عربية وانجليزية متعددة ، نجد أنه يمكن ڨراءة هذا النص هكذا :
افحصني ياالله و تفحصني، ابحث وفتش في 

وبالرجوع إلى قاموس سترونج العبري/ الانجليزي ،نجد أن الكلمة العبرية المترجمة هنا إلى اختبرني يمكن قراءتها: اخترقني وافحصني بدقة ومن قرب..

وفي الترجمة اليسوعية العربية ، نجد " اختبرني" ترجمت إلى " اسبرني" . وبالرجوع إلى قواميس اللغة العربية نجد أن السبر هو قياس العمق والاختبار والفحص الدقيق. إن المرنم هنا يطلب من الله هذه الأمور لكي يفعلها فيه.

إنه يضع نفسه تحت يد الله، لكي يفحصه ويبحث ويفتش فيه،كما يضع إنسان نفسه تحت يدي طبيب لكي يستخرج ما فيه من عيوب وأمراض ونقاط ضعف....
إنه يطلب أن يكون الفحص عميقا وعن قرب ، وان يخترقه الفحص كما تخترق الاشعه التشخيصية أنسجة الجسم وعظامه.... 

 إن مطلب داود هذا يعكس اتضاعه ومحبته لله وخضوعه له ولتشخيصاته ورغبته في إصلاح نفسه وثقته العظيمة في الله وفي صلاحه.... 

فهل تفعل مثله؟