بقلم شريف منصور
في الفترة الأخيرة انتشرت حالة مزعجة من التعدي على شخصيات كهنوتية تعمل لايجاد حلولا وليس لكي تعثر وتبعد أبنائها ، في هذه الاعتداءات اعتمادًا على تفسيرات خاطئة أو معلومات ناقصة، وكأن البعض ينصّب نفسه مدعيًا عامًا وقاضيًا وحارسًا للعقيدة في آن واحد.
هذا المنهج ليس دفاعًا عن الإيمان، بل هو غرور مقنّع بثوب الغيرة الكاذبة، ومحاولة للظهور بدور “ حماية الإيمان” وكأنه أصبح ممثّل الرب على الأرض… وهذا وضع غير مقبول لا روحيًا ولا اجتماعيًا ولا كنسيًا.
ما الهدف النمو او التقلص ؟
التحاهل اللاهوتي المتعمد حين يختلط بالكبرياء
الكنيسة الأرثوذكسية لها تراث روحي عميق، تفسيراتها لا تُؤخذ من مقطع فيديو أو صفحة مجهولة، بل من آباء وتاريخ ومجامع.
لكن حين يمتلك البعض نصف معلومة، ويكمل النصف الآخر بخياله، ثم يهاجم الكهنة والأساقفة… تتحول الغيرة إلى فوضى، والفوضى إلى انقسام.
من يدّعي حماية العقيدة بينما يهين كاهنًا أو أسقفًا، لا يدافع عن الإيمان… بل يدمّر الجسد الواحد.
الكنيسة القبطية لم تعد كنيسة محلية… بل كنيسة عالمية
لم يعد دور الكنيسة محصورًا داخل حدود الوطن.
الكنيسة القبطية اليوم كنيسة عالمية، منتشرة في كل القارات، وتعمل وسط مجتمعات تختلف جذريًا عن الواقع المصري.
وإن كانت الكنيسة في مصر تعاني من ضغط اجتماعي وبيئة قاسية تُحاصرها، فالأمر في المهجر أعقد بكثير؛ إذ تواجه ثقافات مختلفة، وقوانين مختلفة، وتحديات تعليمية وتربوية ضخمة.
الكنيسة اليوم مسؤولة عن أجيال تُربّى في بيئات متناقضة:
جيل يعيش في الريف المصري تحت الضغوط، وجيل آخر يعيش في كندا أو استراليا أو أوروبا بثقافة جديدة تمامًا.
وليس من الحكمة أن نحاكم الكهنة أو الأساقفة في المهجر بمنطق مجتمع آخر لا يشبهه في شيء.
بناتنا… أمانة فوق أي تعصّب أو أفكار جامدة
وفي قلب هذه التحديات، تظهر أهم قضية: بناتنا.
يجب أن يُقال بوضوح لا يحتمل التأويل:
بناتنا أهم من أي تعصّبات، وأغلى من أي أفكار متحجرة، وأسمى من أي معارك كلامية على السوشيال ميديا.
في مصر
البنت تواجه ضغوطًا شديدة:
● مطمع للمتطرفين
● قيود اجتماعية مرهقة
● نظرة تقلل من قيمتها
● بيئة قاسية تحدّ من حريتها
الكنيسة هنا تقوم بدور الحماية والصمود.
أما في الغرب
التحدي مختلف. وفوق كل ما تعانية البنت في مصر
البنت تبدأ تسأل:
“ليه أكون أقل من الولد؟ ليه دوري محدود؟ ليه تُفرض عليَّ أفكار ما تخصنيش؟”
هنا يجب أن نواجه الحقيقة:
المفاهيم اللي اتربّينا عليها في مصر لا يمكن فرضها بالإجبار في المهجر.
لأن السياق مختلف… والثقافة مختلفة… والقانون مختلف… والجيل نفسه مختلف.
محاولة نسخ التجربة المصرية للصغار في كندا أو أمريكا أو أوروبا تؤدي إلى صدام… ونفور… وابتعاد عن الكنيسة.
أما مسؤوليتنا الحقيقية فهي:
● احتواء بناتنا
● حمايتهن روحيًا ونفسيًا
● تقديم إجابات ناضجة لأسئلتهن
● احترام اختلاف البيئة اللي عايشين فيها
هذا جزء أصيل من رسالة الكنيسة الرسولية.
نحن نقدر غيرة كل قبطي على كنيسته وحبه لها، ونؤكد أن كنيستنا عريقة ولا يمكن تغيير عقيدتها فعلى مر العصور وقفت الكنيسة صامدة على صخرة صلبة، ونؤكد أن جميع اباء الأساقفة يحافظون على هذا التراث، ولا يمكن تفسير بعض الأمور بشكل خطأ فدور المرأة لن يخرج عن الدور المنوط لها، فكونوا رحماء بكنيستنا ضعوا المحبة فوق كل شيء ز
ختامًا
الكنيسة القبطية تواجه ضغوطًا داخل الوطن وخارجه، وتقوم بدور بطولي وسط ظروف معقّدة.
لكن أخطر ما يمكن أن يواجه الكنيسة ليس اضطهادًا خارجيًا… بل انقسامات جاهلة يصنعها أشخاص يظنون أنهم حراس العقيدة.
فلنترك تعليم العقيدة للمتخصصين…
ولنترك قيادة الكنيسة لقياداتها…
ولنحفظ وحدانية الجسد…
ولنضع بناتنا وأولادنا في قمة الأولويات، لأن مستقبل الكنيسة يعتمد عليهم.




