رشدى عوض دميان
————————————————-
لمَّا كنت قد تعودت على أن أتأمل فيما يدور
ويحدث من مواقف كثيرة في الحياة،
سواء في الأمور العامة أو الخاصة،
على المستوى الفردي أو المستوى الإجتماعي،
لذلك أحرص على النظر بكل العمق للبحث
في المفاهيم التي وراء هذه المواقف،
ليس فقط في الذي أقرأه من الكلمات المكتوبة،
ولكن أيضاً فيما وراء الصورة الفوتوغرافية؟!
———————-
*** وفي هاتين الصورتين، أحدهما للصيدلاني الدكتور "وجيه صبحي"، والثانية له أيضاً
وهو "البابا تواضروس الثاني"!!
هنا تجدر الملاحظة الدقيقة أن الملامح لم تتغير ولم تتبدل، بل والنظرات التي تتطلع لما هو ناحية الأمام هي هي،
ونفس اليد اليمنى التي تعمل على جهاز الأبحاث العلمية، هي هي نفس اليد التي أصبحت تُمسِك
بعصا الرعاية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية.
وكذلك شخصية صاحبها التي تركت ما هو وراء،
وتنظر وتتطلع إلى ما هو قدام.
———————-
وبداية أرجو أن أوضح أن هذه الرؤية التي
أسردها هنا، هي ليست من منظور ديني أو عقائدي،
ولكنها من منظور إنساني في المقام الأول،
وهي عن "القرار الذي يتخذه الإنسان" فيما يتعلق بمسيرة الحياة التي يحياها هو، وليس ما يفرضه
عليه غيره، ولا ما تفرضه عليه أيَّة عوامل أو
"مُغْرِيَات عالمية" أخرى.
———————-
بينما أتابع ما يدور من أخبار وأحداث على الصعيدين السياسي العالمي، وعن المناسبات
العامة والدينية، كان أن شدت إنتباهي صورتان:
الأولى للصيدلاني "الدكتور وجيه صبحي باقي سليمان"، والثانية للبطريرك "البابا تواضروس الثاني"، وكلاً من الصورة الأولى والصورة الثانية
هما لنفس الشخصية ذاتها.
———————-
١. الصيدلاني الدكتور "وجيه صبحي باقي"
———————-
لم يأبه أو يهتم بالمستقبل الذي يحمله له تخصصه في علم الأدوية Pharmacology ولا الدرجات العلمية التي كان من الممكن أن يحصل عليها
في هذا المجال، ولكنه ترك هذا المجال وسلك
طريق "الرهبنة التي تعني (الموت الإختياري) عن العالم بكل مغرياته"،
وتابع حياة النُسْك بعد سيامته راهباً باسم "ثيؤدور"(*) طوال سنوات رهبنته،
ثم سيم قساً (كاهناً) وانتقل للخدمة في محافظة البحيرة. وبعد ذلك بسنوات عديدة تمت رسامته أسقفاً عاماً باسم الأنبا تواضروس(*).
———————-
٢. البطريرك "الأنبا تواضروس الثاني"
———————-
وهو نفس الصيدلاني "الدكتور وجيه صبحي باقي"، وأيضاً هو نفس الراهب "ثيؤدور"؟!
وهنا نتوقف للتأمل في مفاهيم الحياة والقرارات التي يتخذها الإنسان لتحديد مسيرته في الحياة، وكيف تكون لهذه القرارات دوراً كبيراً فيها؟!
———————-
وهنا أيضاً لا يتسع المجال للخوض في مناقشة وتفسير هذه القرارات والمفاهيم التي تعود على صاحب الشخصية التي تسلك بكل الدقة والتدقيق في الإختيار، وبالأكثر ومن منظور إيماني وهو حياة التسليم للإرادة والمشيئة الإلهية ….
وبدون الإعتماد والتركيز على مفهوم "الأنا"؟!
———————————————————
(*) معنى اسم "ثيؤدور"، و"تواضروس":
من الإسم اليوناني Θεόδωρος "ثيؤدوروس"
وينقسم الى θεός "ثيؤس" ويعني الله،
و δῶρον " وتُنْطَقُ "دُرَّة" وتعني هبة ثمينة
أو منحة أو هدية. وإجمالاً يعني "عطية الله".
ومن المصادفة أن يكون اسم "تواضروس" هو نفس المعنى بالنًطْق واللهجة البحيرية القبطيةً المصرية .





