كتب: المهندس عماد عطية
هنّأ المهندس عماد عطية في مقالٍ له فوز المرشح اليساري ممداني بمنصب عمودية نيويورك، معتبرًا أن هذا الحدث يعكس تحولًا ملحوظًا في توجهات الرأي العام الأمريكي، خاصة في أوساط الشباب، مشيرًا إلى مشاركة نحو 50 ألف متطوع شاب في حملته الانتخابية.

وأوضح عطية أن فوز ممداني يعدّ إشارة إلى تصاعد تأثير التيار اليساري في المجتمع الأمريكي، إلا أنه في الوقت نفسه أعرب عن مخاوف مشروعة من أن يلقى مصير أحزابٍ يسارية سابقة في أوروبا، مثل سيريزا في اليونان وبوديموس في إسبانيا وحزب اليسار الألماني، التي حققت نجاحات انتخابية بارزة لكنها فشلت في تحقيق وعودها عند الوصول إلى الحكم.

وأضاف عطية أن «اليسار له تاريخ طويل في إطلاق وعود انتخابية براقة يصعب تنفيذها»، مشيرًا إلى أن هذه التجارب تستدعي وقفة تحليلية جادة لفهم أسباب تراجع اليسار عالميًا، بل ومسؤوليته عن صعود اليمين المتطرف، مستشهدًا بصعود هتلر عام 1933 في ظل حكومة يسارية بجمهورية فايمار.

وتناول عطية البرنامج الانتخابي للرفيق ممداني، الذي يتضمن ضرائب إضافية على الأغنياء لتمويل مشروعات اجتماعية تشمل خفض الإيجارات ووسائل مواصلات مجانية ورعاية الأطفال، إلى جانب تطوير التعليم والصحة، معتبرًا أن البرنامج «شديد الطموح» ويطرح تساؤلات حول قدرة ممداني على تنفيذه في ظل نفوذ المليارديرات وبارونات المال.

واختتم عطية مقاله بقوله إن نجاح ممداني قد يمثل ميلادًا جديدًا لليسار العالمي، بينما قد يؤدي فشله إلى نكسة سياسية يصعب تعافي اليسار منها قريبًا، مضيفًا: «كفاية كده... وربنا يخيب ظني».