مجدي جورج
لما تطلب مني تعليق علي فوز زهوران ممداني ليصبح عمدة نيويورك علي كومي اقولك سريعا :-
اولا اختلف كل الاختلاف مع زهران ممداني وارائه وقيمه التي يحاول تمريرها في اكبر مدن العالم نيويورك .
ثانيا عندما تدقق النظر وتري مدي رفض ترامب له ومدي حرصه علي وصوله لهذا المنصب وتحريض الناس لانتخاب منافسه تاره بالوعيد وتارة بالترغيب وقوله لهم انه سيجعل التمويل الفيدرالي قليل جدا له ومع ذلك يفوز هذا المهاجر الهندي السوري المسلم بهذه الانتخابات فانت لابد ان تقف مبهورا امام هكذا ديمقراطية تمارس بالواقع وليس بالشعارات الجوفاء كما يحدث في جمهوريات الخوف والرعب حيث تهندس الجهات الامنية الانتخابات وتخرجها كما يريد الرئيس.
ثالثا زهران ممداني ولم تتوفر بعد بيانات الناخبين الذين انتخبوه او انتخبوا خصمه لا اظن انه فاز باصوات المهاجرين والمسلمين فقط ولا اعتقد ان عددهم كان يستطيع ان يحقق له هذا الفوز بل بالتاكيد فاز باصوات كثيرين من الأمريكيين البيض والملونين وهذا ما يظهر مدي تجذر الديمقراطية عند الامريكين فهم يختاروا من يروا فيه انه سيحقق مصالحهم ( بغض النظر عن قدرته علي تحقيق ذلك ام لا ) .
رابعا ان فوز الديمقراطيين بالانتخابات في فرجينيا ونيوجيرسي وكاليفورنيا وانتخاب حكام ديمقراطيون لها لا يعني علي الإطلاق نهاية الترامبية او أفولها فانتخابات التجديد النصفي للكونجرس في منتصف العام المقبل هي التي تستطيع قول ذلك وان كان ترامب في كل الاحوال قادر في احيان كثيرة وعندما تظن انه انتهي علي قلب الطاولة علي منافسيه .
خامسا المناطق التي فاز فيها جرت فيها الانتخابات يقال انها مناطق ديمقراطية في الاساس واحيانا بعد وصول رئيس الي السلطة في امريكا فان الناخب الأمريكي يعطي صوته للحزب المنافس سواء في انتخابات الولايات او انتخابات التجديد النصفي .
سادسا نزول اوباما والديموقراطيين القدامي ووقوفهم وراء المرشحين الديمقراطين ربما كان له تاثير علي مسار الانتخابات كذلك فان الإغلاق الحكومي الطويل اثر بالسلب علي الناخبين ايضا .
سابعا عندما تتأمل المشهد جيدا وتري مهاجر مولود في أفريقيا ( أوغندا ) من أبوين ليسا امريكيين قدم الي الولايات المتحدة في سن السابعة وتعلم ودرس في مدارسها وجامعاتها ووصل الي رئاسة اكبر مدنها بانتخابات ديمقراطية وهو في الرابعة والثلاثين من عمره رغم معارضة رئيس الجمهورية لذلك ورغم انه مهاجر من أبوين مهاجرين ومن الاقلية المسلمة ، تحزن هنا علي حال القبطي المصري الذي أبن البلد في مصر الذي إذا رشح نفسه لادارة مدرسة او قرية ستجد الجميع يتكتل ضده طائفيا حتي لو كان يملك كل القدرات اللازمة لمنصبه وينتخبوا منافسه الذي ربما سيدمر ويقلب الأوضاع لاشي إلا لكونه من دين الاغلبية .
مجدي جورج





