نادر شكري
شهدت مصر حدثًا استثنائيًا تمثل في افتتاح المتحف المصري الكبير، الذي يُعد أكبر متحف أثري في العالم، في احتفال أبهر العالم بجماله وتنظيمه ورسائله الإنسانية، وقد جمعت الفقرة الفنية الافتتاحية بين الإنشاد الإسلامي والألحان القبطية في مشهد مؤثر يعكس روح تعدد الثقافات التي طالما ميّزت مصر عبر العصور.
• يا ملك السلام”.. ترنيمة حملت رسالة مصر إلى العالم
لفت الأنظار خلال الحفل أداء الشماس مينا فهيم لترنيمة «يا ملك السلام» (إبؤرو) بصوته العذب، هو لحن قبطي باللغة القبطية تُستخدم في عدة مناسبات كنسية على مدار العام، وتحمل كلمات الترنيمة معاني سامية تقول: "يا ملك السلام: أعطنا سلامك، قرر لنا سلامك، واغفر لنا خطايانا."
وجاء هذا الأداء ليعبّر عن رسالة مصر إلى العالم بأنها بلد السلام والتعايش والمحبة.
• شرف المشاركة أمام الرئيس السيسي
في تصريح خاص لبرنامج «لمن يهمه الفن» على إذاعة نغم إف إم، قال الشماس مينا فهيم: "عندما ترشحت للترنيم في الاحتفال، شعرت بفرحة وصدمة في الوقت نفسه، ولم أكن أصدق أنني سأقف في حدث بهذه العظمة أمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي."
وأضاف: "اللحن القبطي الذي قدمناه هو (إبؤرو)، ومعناه يا ملك السلام أعطنا سلامك. اقترحت هذا اللحن على المايسترو ناير ناجي لأنه يتناسب مع سياق الاحتفال، وكان متحمسًا للفكرة جدًا."
• من هو الشماس مينا فهيم؟
يبلغ من العمر 18 عامًا، أحد شمامسة الكنيسة القبطية الكاثوليكية بمحافظة المنيا، يتبع إيبارشية أبوقرقاص تحت إشراف الأنبا بشارة جودة، يخدم بكنيسة السيدة العذراء مريم بقرية البربا، كان متسابقًا في أحد برامج اكتشاف المواهب الشهيرة، وأثار إعجاب الفنان محمد حماقي الذي ضمه إلى فريقه.
• رحلة صوت بدأ من الكنيسة ووصل إلى العالم
منذ طفولته، أحب مينا الموسيقى الكنسية والألحان القبطية، وتدرّب على الترتيل في جوقات الكنيسة المحلية، قبل أن يُعرف على نطاق أوسع بفضل مشاركاته في برامج المواهب.
ويصف فهيم الترنيم بأنه "صوت الصلاة والسلام"، مؤكدًا أن هدفه هو أن يصل الفن المصري الأصيل إلى العالم كله، قائلاً: "أتمنى أن يسمع العالم صوت مصر من خلال الفن والتراث والإنشاد، وأن تبقى بلدنا دايمًا مصدرًا للنور والسلام."
• تكريم المايسترو ناير ناجي والمايسترو ماجد سليمان
وجّه الشماس مينا فهيم شكره الخاص إلى المايسترو ناير ناجي على دعمه واختياره لهذا الأداء، كما شكر المايسترو ماجد سليمان الذي رشحه للمشاركة في الحدث، واصفًا إياه بأنه «الأب الفني» له.
لاقى أداء مينا فهيم إشادة واسعة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون رمزًا للسلام والتنوع الثقافي المصري، ورسالة قوية من مصر إلى العالم بأن قوة الحضارة المصرية في وحدتها وتنوعها.
بصوته النقي وكلماته المليئة بالإيمان، جسّد الشماس مينا فهيم صورة مصر الجديدة — مصر التي تحتضن كل الأديان وتغني للسلام من قلب حضارتها التي لا تموت.
وكما قال فهيم في منشوره عبر “فيسبوك”:“اتشرفت إني مثّلت بلدي وشاركت في أهم حدث تاريخي في العالم، وكنت حاسس بمسؤولية كبيرة إني أقدّم عمل يشرف مصر والكنيسة اللي أنتمي ليها.”





