محرر الأقباط متحدون
ترأس اليوم، نيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، صلاة القداس الإلهي، ومنح الدرجة الإيبودياكونية لاثنين من شمامسة كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بسوهاج.
شارك في الصلاة القمص بشرى لبيب، راعي الكنيسة، والأب أوغسطينوس كميل، راعي كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس، بالكتكاتة، حيث ألقى صاحب النيافة عظة الذبيحة الإلهية حول إنجيل اليوم.
وقال الأب المطران في تأمله ذلك الرجل الذي أُحضر إلى يسوع كان مجنونًا، أعمى، وأخرس، كأنه يحمل في جسده صورة الإنسان الممزق، مجنون أي فاقد للسلام الداخلي، أعمى لا يرى النور، أخرس لا يستطيع أن يتواصل أو يعبّر، إنه صورة للإنسان حين يفقد السيطرة على ذاته، فيعيش في ظلام، وخرسٍ، واغتراب عن الله والناس.
وأضاف صاحب النيافة: الإنجيل يقول ببساطة: "فشفاه"، لم يسأل يسوع عن الماضي، ولم يوبّخه، بل اقترب، ولمسه، المسيح لا يخاف من ضعف الإنسان، بل يدخل الظلمة، ليُخرج منها النور.
وأكد راعي الإيبارشيّة أن شفاء يسوع لم يكن جسديًا فقط، بل شفاءً كاملًا للإنسان: حرّر العقل من الاضطراب، والعين من العمى، واللسان من الصمت، يسوع يُعيد الإنسان إلى صورته الأولى، تلك التي شوهتها الخطية، فيجعله من جديد على صورة الله ومثاله، اللقاء مع المسيح هو شفاء حقيقي، لأنه لا يغيّر الظروف فقط، بل يغيّر القلب. فلنطلب منه أن يفتح أعيننا لنرى محبته، ويحرّر ألسنتنا لنشهد له، ويمنحنا سلامًا داخليًا لا ينتزعه أحد، المسيح يشفي الإنسان كله، لأنه يحب الإنسان كله.
واستكمل نيافة المطران عظته عن دور خدام المذبح، وعن الدرجات الممنوحة كعربون تقدير وشكر لمن يقدمون خدمتهم من فترات طويلة لخدمة المذبح، الشمّاس ليس مجرد شخص يلبس تونية، ويخدم حول المذبح، بل هو خادم مختار من الله، ليقف في موضع الملائكة، يخدم الأسرار الإلهية بخشوع ووقار.
وتابع الأنبا توما: الكنيسة منذ العهد الرسولي كانت دقيقة جدًا في اختيار خدام المذبح، لأن الخدمة أمام الله ليست مجالًا للتجربة أو المجاملة، بل دعوة ومسؤولية مقدسة، لذلك لا يليق بخادم المذبح أن تكون حياته مزدوجة: شخص ما في الكنيسة، وآخر في البيت، أو في الشارع، المذبح يحتاج قلوبًا طاهرة، لا أيدٍ فقط نظيفة.
واختتم مطران الإيبارشية تأمله قائلًا: القديس يوحنا الذهبي الفم يقال: من يَخدم المذبح بيدٍ نجسة، إنما يدنس النار المقدسة التي لا تُمسّ إلا بالطاهرين. من هنا لا يمكن أن يَخدم الشماس دون أن يعرف ما الذي يخدمه، فينبغي أن يفهم طقس الكنيسة، ومعنى القراءات، والألحان، والرموز، لا يكون مجرد مؤدي، بل شاهد واعٍ لإيمانه، فخادم المذبح هو أيضًا خادم الكلمة، في حياته، وسلوكه، وكلامه.





