كوتة المرأة تحولت لشكل ديكوري واستخدام أكثر من صفة لإخلاء مقاعد لرجال الأعمال والوزراء ..مثلالبحيرة( امرأة قبطية وذو الإعاقة) لشغل ثلاثة صفات في مقعد واحد
بقلم/ نادر شكري
في مشهد وُصف بالعبثي في إعداد القوائم الانتخابية لمجلس النواب (2026 – 2030)، جاء تمثيل الأقباط في القوائم مخزيًا ولا يعبر عن الشارع القبطي، بعكس التصريحات السابقة لشخصيات حزبية. فقد تم استبعاد شخصيات معروفة بشعبيتها ودورها المؤثر، مقابل ترشيح شخصيات غير معروفة – لا سيما من السيدات – ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط القبطية والكنيسة، نتيجة التعامل مع الأقباط وكأنهم "أرقام لتسكين الكراسي" دون النظر لخبراتهم أو شعبيتهم أو تأثيرهم. بل إن هناك مرشحات – خاصة من السيدات – لا يعرفهن حتى أبناء المحافظات المرشحات عنها.
ويبلغ إجمالي عدد المرشحين بالقوائم، وفقًا للدستور، 284 مرشحًا موزعين على أربع قوائم:
• قائمة الصعيد (102 مرشحًا) ويشترط فيها ألا يقل عدد الأقباط عن 9، بالإضافة إلى مقعدين للشباب، ومقعد لذوي الاحتياجات الخاصة، وآخر للمصريين بالخارج.
• قائمة القاهرة ووسط الدلتا (102 مرشحًا) وتطبق عليها نفس شروط قائمة الصعيد.
• قائمة شرق الدلتا وقائمة غرب الدلتا، ولكل منهما 40 مرشحًا، ويشترط أن تضم كل قائمة مترشحين اثنين من العمال والفلاحين، واثنين من الشباب، ومرشحًا من ذوي الإعاقة، وآخر من المصريين بالخارج.
& 22 سيدة و6 رجال فقط
جاء عدد الأقباط المرشحين في جميع القوائم 28 مرشحًا، منهم 22 سيدة قبطية و6 رجال.
وجاء التوزيع كالتالي:
• قائمة الصعيد: 12 قبطيًا (8 سيدات و4 رجال)
• قائمة القاهرة ووسط الدلتا: 9مرشحين (8 سيدات ورجل)
• قائمة شرق الدلتا وغرب الدلتا: 3 مرشحين في كل منهما، جميعهم من السيدات، دون أي تمثيل للرجال.
&غياب المعايير وسيدات مجهولات
غابت المعايير في اختيار المرشحين في جميع القوائم، وجاء التوزيع مثيرًا للغضب؛ حيث تم وضع مرشحين من محافظات على محافظات أخرى، وهذا لا ينطبق على الأقباط فقط بل جميع المرشحين، فمثلًا، نجد مرشحين من القاهرة والجيزة تم توزيعهم على قوائم غرب وشرق الدلتا (مثل البحيرة والإسكندرية والشرقية والإسماعيلية)، بل وبعض محافظات الصعيد. وقد وصلت نسبة "الغرباء الغير منتمين للمحافظة" في بعض المحافظات إلى أكثر من 40%، مثل الفيوم التي تمثل 9 مقاعد ضمّت 6 سيدات، بينهم 4 من خارج المحافظة.
وسادت حالة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارة: "إيه اللي جاب القلعة جنب البحر!"
&استبعاد الأكثر شعبية
أما السمة السائدة في هذه الترشيحات كانت استبعاد الشخصيات صاحبة الثقل الشعبي، ووضع بدائل مجهولة، أغلبهن سيدات، بعضهن من خارج المحافظات، وجاءت اختيارات بعض المرشحات في إطار المجاملة، مثل:اختيار زوجة مرشح لم يتمكن من الترشح لأن المقعد مخصص للسيدات، أو اختيار ابنة رجل أعمال، أو زوجة شهيد من شهداء الوطن، حتى لو لم تتمتع بأى خبرة يؤهلها لهذا الموقع.
وكان الهدف من ذلك إتاحة مقاعد لرجال الأعمال والوزراء والنواب السابقين، دون أي اعتبار لرأي الشارع أو رغبة الناخبين الذين طالبوا بترشيح شخصيات تمثلهم فعليًا.، ونتيجة لذلك، تحولت القوائم إلى حالة من الغضب والسخط الشعبي، خاصة بعد توزيع شخصيات مجهولة على محافظات لا يعرفها سكانها.
&هل لا يوجد رجال لتمثيل الأقباط؟
اختيار القوائم لسيدات قبطيات دون رجال أو الأغلبية للسيدات أثار سخطًا واسعًا، وردد الأقباط تساؤلات مثل:"هو مفيش رجالة عندنا علشان كل المرشحين سيدات؟!"
وتساءل آخرون: هل يتم اختيار المرأة القبطية لأنها تجمع بين صفتين (امرأة + قبطية) لتوفير مقاعد لأصحاب النفوذ؟
وأشار بعضهم إلى أن تمثيل المرأة القبطية في المجلس السابق لم يكن فعّالًا، إذ لم يكن لهن دور يُذكر، حتى إن كثيرين لا يعرفون أسماء النائبات القبطيّات في محافظاتهم،كما تساءلوا: هل يُرضى أشخاص بعينهم بترشيح زوجاتهم لمجرد إرضائهم سياسيًا رغم عدم وجود أي خبرة أو تواجد فعلي لهن في العمل العام؟
&صفات حزبية للمرشحين دون عضوية فعلية
كان اختيار المرشحين مثيرًا للتعجب؛ فتم إدراج أسماء معروفة بعدم انتمائها لأي حزب، لكن فوجئ الجميع بترشيحهم ضمن أحزاب ومنحهم "صفة حزبية" لم يكونوا يتمتعون بها من قبل.
كما انتقل بعضهم في لحظة من حزب إلى آخر فقط للترشح على قائمته، دون أي اعتبار لمبادئ الحزب أو فكره، خصوصًا الأحزاب الجديدة التي لا تمتلك قواعد شعبية بعد.وكأن العملية تحولت إلى انتقال من نادٍ إلى آخر!
ختامًا
جاءت اختيارات القوائم محبطة للجميع، وظهر ذلك جليًا على مواقع التواصل الاجتماعي من حجم الغضب والاستياء، نتيجة غياب الشفافية والمعايير العادلة، وسيطرة المجاملات والمحسوبيات.ويبقى السؤال المطروح:
هل تؤثر هذه الاختيارات على نسب التصويت في الانتخابات المقبلة، بعد استبعاد الشخصيات المؤثرة من القوائم؟ وهل هذه الاختيارات تعبر عن الشارع؟ فدائما يلوم الناخب لاختيارته ويحمله المسئولية، ولكن هذه الاختيارات أصبحت نوع من التعيين لن يؤثر رأى الناخب في شيء فهذا أصبح أمر واقع، ولا توجد قوائم اخري حتى يكون له صفة الاختيار، فضلا أن التصويت يتم من خلال نسبة ليست قليلة من البسطاء والأميين الذين يتم توجيهم دون معرفة أي شيء عن ما يقوم بالتصويت من أجله..
كان الأمل كبير في تدارك اختيارات مجلس النواب بعد ما حدث في اختيارات مجلس الشيوخ الذى جاء بشكل لم يرضى الشارع ولم يعبر عنه ولم يضمن تمثيل لكل الأحزاب السياسية، ولكن كان الأمر أسوأ مما توقع الجميع، في غياب حق الشارع في اختيار مرشحيه، بل اصبح مرشحيه بمحافظته من خارج محافظته!!!! فهل تنحاز القيادة السياسية للشارع وتسرع بتصحيح الأوضاع