( 1940- 2010 )

إعداد/ ماجد كامل 

ميلاده ونشأته : 
ولد "مريد عبد المسيح  ميخائيل " في 21 مارس 1940 بمدينة طهطا محافظة سوهاج ، وتدرج في مراحل التعليم المختلفة حتى تخرج من كلية الآاداب – جامعة الإسكندرية – قسم الفلسفة والاجتماع ، وكانت دفعة التخرج عام 1962  ، ثم ألتحق بالقسم الليلي بالكلية الإكليركية بالإسكندرية  .  وعمل بعدها لفترة مدرسا بالثانوي لمادتي الفلسفة والاجتماع . 

مجالات الخدمة الكنسية بالإسكندرية : : 
خدم الشاب مريد  بمعظم كنائس الإسكندرية ، وتزامل مع عمالقة كبار مثل المتنيح القمص بيشوي كامل ، وكان مريد مغرما  بجمع الكتب الروحية وغير الروحية أيضا  ، حتى أنه كان يصرف كل  أمواله على الكتب ، حتى قيل عنه أنه كان يشتري المكتبات القديمة بالكامل من عربات الكارو . 

نزوحه  إلى القاهرة وبداية خدمته بها : 
 وقد حدث في تلك الفترة أن كلفه   نيافة الأنبا شنودة أسقف  التعليم ( المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد ) بأمانة  مكتبة معهد الدراسات القبطية  منذ عام 1964 . كما درس بالقسم الليلي بالكلية الإكليركية بالقاهرة بجانب دراسته السابقة بإكليركية الإسكندرية  . 

تاريخ رسامته قسا :
تم ترشيحه كاهنا بأحدى  الكنائس بدمياط ، وبالرغم من إعتراض كاهن كنيسة دمياط   وقتها على الرسامة  في البداية ، ولكنه اضطر إلى الموافقة . وتمت الرسامة بتاريخ 1 مايو 1966 بأسم " القس بيشوي " . وكان مقر خدمته كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس الروماني بدمياط . 

تاريخ ترقيته قمصا : 
تمت ترقيته  إلى درجة " القمصية " على يد المتنيح نيافة الأنبا  أغابيوس أسقف ديروط ، وذلك بناء على طلب نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية . وكان تاريخ الترقية 25 مارس 1968 . 

أهم مجالات خدمته : 
1-بدأ بافتقاد الشعب كله حتى  أنه لم يترك أسرة او منزل لم يدخله حتى لو كانت عائلة جديدة . 
2-أسس اجتماع درس الكتاب ، وأستطاع تفسير الكتاب المقدس بالكامل خلال الاجتماع الأسبوعي . 
3-اهتم بعمل اجتماع مخصوص لأخوة الرب ، كذلك اجتماع للسيدات . 

4  -اهتم بالتاريخ بصفة عامة والتاريخ الكنسي منه بصفة خاصة ، فكتب كتابا عن تاريخ إيبارشية دمياط ،وكتب ما يزيد عن خمسين كتابا سوف نعرض لبعض منهم  عند الحديث عن قائمة كتبه ومؤلفاته . 

5-له الفضل في التفريق بين رفات القديس مارجرجس الروماني و رفات مارجرجس المزاحم ، حيث كان يتم تقديس الرفات الموجودة بالكنيسة على أنها رفات القديس مارجرجس الروماني ، ولكنه بالبحث والدراسة في المخطوطات المقارنة أكتشف انه رفات القديس مارجرجس المزاحم . 
 .

6- عاصر من الآباء المطارنة والأساقفة خلال فترة خدمته كل من : 
1-الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ( 1895- 1969   ) . 
ب -الأنبا اندراوس أسقف دمياط ( 1930- 1972      ) 
ج- الأنبا بيشوي مطران دمياط  ( 1942- 2018     ) . 
كما عاصر ما يقرب من خمسة عشر محافظا تناوبوا على منصب المحافظ لدمياط . 

أهم الكتب والمؤلفات التي قام بكتابتها : 
1-تاريخ العالم القديم ودخول العرب مصر – يوحنا النقيوسي . 
2-قصة الصليب . 
3-ديماس اللص التائب . 
4-القديسة مريم التائبة والأنبا  إبراهيم المتوحد . 
5-سيرة الشهيد مار سيدهم بشاي . 
6-أثر قديم نفيس عن محاكمة يسوع وصلبه . 
7-مارديونيسيوس . 
8-تاريخ مطرانية دمياط . 
9-سيرة الشهيد مارجرجس المزاحم . 
10- القديس يوسف الرامي وكفن السيد المسيح . 
11-الأنبا بيشوي شمعة مضيئة في كنيستنا القبطية 
12- رسائل من جهنم  تعريب الدكتور جورج يوسف عقداوي ،  إعداد تحقيق وكتابة المقدمة . 

قصة اكتشاف رفات القديس سيدهم بشاي : 
يروي لنا القمص بيشوي عبد المسيح في الكتيب الذي كتبه عن الشهيد "سيدهم بشاي " ،  أنه حدث تصدع في السور الخارجي للكنيسة ، وخوفا من التهدم أشار القمص بيشوي على المتنيح الأستاذ ألفونس نقولا ناظر الوقف ( عم المتنيح الأنبا بيشوي مطران دمياط بالجسد ) ، أن يسرع بترميمه ، وبعد الموافقة  كلف القمص بيشوي لجنة الكنيسة أن تقوم بهدم الخرابات القديمة ، وأثناء عملية الهدم ، ظهر جثمان الشهيد مدفونا وسط الرمال ، وظهر  أمامه جسد كامل لم يفقد شيئا من ليونته ، وكانت يظهر على الجسد آثار التعذيب ،وكان لونه مثل لون البشرة الطبيعي ، ولكن  أسود لونه بعد ذلك نتيجة سكب أحد الآباء الأساقفة بأطياب حارقة للجلد بهدف تكريمه . فتكونت لجنة لفحص الجسد تحت إشراف القمص بيشوي عبد المسيح ، وشوهد على الجسد العلامات التالية : 

1- شوهدت آثار كدمات وتشوهات فى الوجه نتيجة سحله على الأرض . 
2- شوهد إلتواء بالوجه ناحية  اليسار وارتفاع في الكتفين  نتيجة سكب القطران المغلي على رأسه . 

3- خرج الجثمان من المقبرة عاريا تقريبا ، ولم يتبق سوي  سترة بسيطة من ستر مذهب يبدو  أنه كان ملفوفا عليه بعد نياحته . 
4- وجدت آثار تقطيع في فروة الرأس ، وكذلك لحيته اليسرى وشاربه . 

5- شوهدت بعض حروق في أجزاء مختلفة من الجسم  نتيجة سكب القطران المغلي عليه . 
6- ظهرت آثار الكلاليب الحديد في جسده . 

7- لوحظ أن طول قامه  وكبر حجم كبر عظامه تدل على ضخامة جسده في الوقت الذي كانت فيه الرقبة  قصيرة جدا ، وهذه هي سمات عائلته . 
8- حضر هذا الفحص بعض أحبائه ، وأقروا بقرب الشبه جدا من سماتهم 
9- مكان المقبرة هو نفس المكان الذي احتفل  فيه الخدام بعيده تكريما لجسده على  مر الأعوام . 

 ولقد أكتشف القمص بيشوي عبد المسيح  خطابين أثريين سجلت فيه وقائع قصة استشهاده بالتفصيل . وبعد  التأكد من مطابقة المخطوطات مع الجسد ، تأكد للجميع أنه هو جسد الشهيد سيدهم بشاي ، فقام بإخطار البابا كيرلس السادس ، فقام قداسته بإرسال لجنة تقصي الحقائق عن هذا القديس ، وقد زاره في نفس العام مجموعة  كبيرة من الآباء المطارنة والأساقفة ، كان  من بينهم نيافة الأنبا شنودة  قبل سيامته بطريركا ، كما زار دمياط فيما بعد أساقفة فرنسا ،كما زارها بعض الكرادلة الفرنسيين ، وأساقفة الروم ،وبطريرك الروم  الأرثوذكس .كل هؤلاء حضروا وتباركو من جسد الشهيد أثناء وجوده بكنيسة الشهيد مارجرجس ، وفي أواخر عام 1972 ،  قام المتنيح الأنبا بيشوي أسقف دمياط وقتها ، بنقل جسد الشهيد إلى كنيسة السيدة العذراء  بدمياط ، وهو نفس مكان استشهاده . وقرر  المجمع المقدس الاعتراف بقداسته في جلسته المنعقدة بتاريخ 8 يونيو 1987 .

تاريخ نياحته : 
تنيح في 14 أكتوبر 2010 عن عمر يناهز 70 عاما .  بعد معاناة شديدة بالقلب . 

مراجع المقالة : 
1- الأب الكاهن قدس  أبونا القمص بيشوي عبد المسيح  ، موقع الأنبا تكلا هيمانوت St –Takla .org 
2- موقع القس انطونيوس فهمي : المتنيح القمص بيشوي عبد المسيح وكيل مطرانية دمياط . 
3- القمص بيشوي عبد المسيح – وكيل مطرانية دمياط  -مشروع الكنوز القبطية Coptic Treasures  
 4-القمص بيشوي عبد المسيح : سيرة الشهيد مار سيدهم بشاي – مشروع الكنوز القبطية Coptic Treasures