محرر الأقباط متحدون
"كأشخاصٍ توحدنا القيم المشتركة والاهتمام المشترك بالسلام، يمكننا أن نتحد بطرق صغيرة وكبيرة لتعزيز السلام في منازلنا وجماعاتنا ومجتمعاتنا، ويمكننا أن نلتزم ببناء السلام في العالم من خلال تعزيز ثقافة الحوار كسبيل؛ التعاون المشترك كسلوك؛ والمعرفة المتبادلة كمنهج ومعيار" هذا ما كتبه عميد الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد في رسالته بمناسبة عيد الديبافالي
بمناسبة عيد الديبافالي وجّه عميد الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد رسالة إلى جميع الهندوس تحت عنوان الهندوس والمسيحيون: بناء السلام في العالم من خلال الحوار والتعاون بروح وثيقة علاقات الكنيسة بالديانات غير المسيحية "Nostra Aetate" كتب فيها أيها الأصدقاء الأعزاء، يسرّ الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان أن تتقدم إليكم بأحر تحياتها وأطيب تمنياتها بمناسبة احتفالكم بالديبافالي (عيد الأضواء)، الذي يصادف هذا العام يوم ٢٠ تشرين الأول أكتوبر. لينِر عيد الأضواء هذا حياتكم ويحمل السعادة والوحدة والسلام إلى عائلاتكم وجماعاتكم!
تابع عميد الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان يقول سيطبع اليوم الثامن بعد احتفالكم بالديبافالي هذا العام الذكرى الستين لوثيقة علاقات الكنيسة بالديانات غير المسيحية "Nostra Aetate" (٢٨تشرين الأول أكتوبر ١٩٦٥)، وهي الوثيقة الأساسية للكنيسة الكاثوليكية التي شجعت الكاثوليك في جميع أنحاء العالم على الالتزام في الحوار والتعاون مع أتباع التقاليد الدينية الأخرى، وحثت الجميع على "أن يعترفوا بالقيم الروحية والأخلاقية والاجتماعية والثقافية الكامنة في هذه الديانات، وأن يحافظوا عليها، وأن يعملوا على تقدمها" في خدمة تعزيز السلام.
أضاف الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد يقول على مدى الستين عامًا الماضية، تطورت هذه المبادرة التاريخية للحوار بين الأديان لتصبح مشروعًا عالميًا، يعضده ويعززه أشخاص من مختلف المعتقدات الدينية وحتى من غير المؤمنين، ويساهم بشكل كبير في السلام العالمي. وهذه الرسالة عينها هي ثمرة تلك الرؤية النبيلة. في هذه الذكرى الماسية، تدعونا وثيقة علاقات الكنيسة بالديانات غير المسيحية "Nostra Aetate" إلى تجديد التزامنا بتعزيز الحوار بين الأديان كدرب للسلام. خلال زمن العيد هذا، ندعوكم للانضمام إلينا للتفكير حول كيف يمكننا مسيحيين وهندوس، جنبًا إلى جنب مع أتباع جميع الأديان وذوي الإرادة الصالحة، أن نعزز جهودنا المشتركة من أجل السلام من خلال الحوار والتعاون بروح وثيقة "Nostra Aetate".
تابع عميد الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان يقول تتجذر هذه الروح في "تعزيز الوحدة والمحبة بين البشر، بل وبين الشعوب"، مع التركيز على "ما هو مشترك بين البشر، وما يدفعهم إلى أن يعيشوا معًا مصيرهم المشترك". كما تدعونا إلى عدم رفض "أي شيء صحيح ومقدس" في الديانات الأخرى، وإلى النظر "بعين الاحترام الصادق إلى طرق العمل والحياة، والفرائض والتعاليم" التي "تعكس شعاعًا من الحقيقة التي تنير جميع البشر". وهي تلهم تصميمًا ثابتًا على "العمل معًا على الدفاع عن العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والحرية، وتعزيزها للجميع".
أضاف الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد يقول على الرغم من أنّه قد تمَّ إحراز تقدم كبير منذ صدور وثيقة "Nostra Aetate"، إلا أنّه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به. ففي عالم اليوم، الذي يتزايد فيه انعدام الثقة، والاستقطاب، والتوترات، والانقسامات، أصبح الحوار بين الأديان أكثر ضرورة من أي وقت مضى. علينا أن نستمر في زرع بذور الوحدة والوئام، لكي نصبح منارة رجاء للجميع. كما يجب أن يجد التفاهم والتعاون بين الأديان فسحة في حياتنا اليومية ويصبح طريقة طبيعية للعيش المشترك.
تابع عميد الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان يقول لقد دعا البابا لاوُن الرابع عشر الجميع إلى "بناء الجسور، بالحوار، وباللقاء، متحدين جميعًا لكي نكون شعبًا واحدًا". ويذكّرنا بأن تعزيز ثقافة الحوار والتعاون من أجل السلام هو "مهمة موكلة إلى الجميع، مؤمنين وغير مؤمنين، وعليهم تطويرها وتحقيقها من خلال التفكير والممارسة المستوحاة من كرامة الشخص البشري والخير المشترك". فقط من خلال العمل معًا يمكننا أن نضمن وندعم سلامًا يقوم على الحقيقة والعدالة والمحبة والحرية.
أضاف الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد يقول تضطلع الأسرة، بصفتها المكان الأساسي لتعليم الحياة والإيمان، بدور بارز في رعاية هذه القيم. كما تقع على عاتق التقاليد الدينية مسؤولية حاسمة في تعزيز السلام، حيث يتحمل القادة الدينيون واجبًا أخلاقيًا لتقديم القدوة، وتشجيع أتباعهم على احترام التنوع وبناء جسور الصداقة والأخوَّة. كما تلعب المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام أيضًا دورًا أساسيًا في صوغ القلوب والعقول نحو التعايش السلمي. وبهذه الطريقة، يمكننا وعلينا أن نقبل الحوار والتعاون بين الأديان كأدوات لا غنى عنها لتعزيز ثقافة السلام؛ وينبغي على هذه الأدوات أن تنمو لكي تصبح حركة قوية وديناميكية مكرسة لبناء السلام والدفاع عنه في كلِّ زمان.
وختم عميد الحوار بين الأديان'> دائرة الحوار بين الأديان الكاردينال جورج جاكوب كوفاكاد رسالته بالقول كمؤمنين متجذرين في تقاليدنا الدينية، وكأشخاصٍ توحدنا القيم المشتركة والاهتمام المشترك بالسلام، يمكننا – نحن الهندوس والمسيحيين، جنبًا إلى جنب مع أتباع الديانات الأخرى وجميع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة – أن نتحد بطرق صغيرة وكبيرة لتعزيز السلام في منازلنا وجماعاتنا ومجتمعاتنا. يمكننا أن نلتزم ببناء السلام في العالم من خلال تعزيز "ثقافة الحوار كسبيل؛ التعاون المشترك كسلوك؛ والمعرفة المتبادلة كمنهج ومعيار". نتمنى لكم جميعًا عيد ديبافالي سعيدًا!