محرر الاقباط متحدون
أكد رئيس مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) في مصر، إيبيساوا يو، إن المتحف المصري الكبير، يُعد تجسيدًا للالتزام المشترك بين مصر واليابان في مجال التعليم والحفاظ على التراث الثقافي، ويمثل رمزًا مستدامًا للصداقة والثقة المتبادلة بين البلدين، مشيرا إلى أن المتحف المصري الكبير سيساهم في زيادة أعداد السياح اليابانيين إلى مصر.
وقال إيبيساوا، في لقاء مع برنامج هذا الصباح المذاع على قناة (إكسترا نيوز) "إن من أبرز ما سيميز المتحف هو إمكانية مشاهدة الزوار لعمليات الترميم الحية داخل أروقته، وهو ما يُعد مساهمة يابانية مهمة مؤكدا أن أحد أبرز إنجازات التعاون كان تدشين قاعدة بيانات شاملة للقطع الأثرية بالمتحف، حيث تم جمع المعلومات عن القطع من مختلف أنحاء مصر، في إطار مشروع مشترك بين خبراء البلدين، لافتا إلى أن العمل بدأ على نماذج أثرية للتدريب قبل الشروع في التعامل مع القطع الأصلية، بهدف تعزيز الثقة بين الخبراء المصريين واليابانيين.
وأضاف هذا هو أكبر متحف في العالم مخصص لحضارة واحدة، وهو وحده كفيل بأن يجتذب أعدادًا كبيرة من الزوار، سواء من اليابان أو من مختلف أنحاء العالم.. وقد تم افتتاحه جزئيًا بالفعل، ويمكننا أن نلمس حجم الإقبال عليه، ولا يسعني تخيل عدد السائحين الذين سيتدفقون إليه بعد الافتتاح الكامل".
وأوضح أن فلسفة جايكا ترتكز على دمج التمويل والخبرة والتكنولوجيا اليابانية مع الرؤية والمهارات المصرية، مشيرًا إلى أن التعاون الفني والتكنولوجي مستمر منذ 2008، ويشمل أرشفة ونقل القطع الأثرية، فضلًا عن تنظيم دورات تدريبية متخصصة في مصر واليابان، لافتا إلى أن التعاون بين مصر واليابان لا يقتصر على دعم البنية التحتية أو الاقتصاد فقط، بل يمتد ليشمل التاريخ، والحوار بين الشعوب، والعمل المشترك بين الأجيال.
وأشار إلى أن اليابان ساهمت في مشروع ترميم وتجميع القارب الثاني للملك خوفو، مؤكدًا أن الشعب الياباني يُعجب بالثقافة المصرية ويحرص على المساهمة في الحفاظ عليها وعرضها للعالم، لافتا أن الاستجابة لطلب الحكومة المصرية للتعاون في هذا المجال كانت نابعة من إيمان مشترك بقيمة التراث، قائلا "نحن لم نكتف بالتمويل فقط، بل دعمنا بناء قدرات الكوادر المصرية، حيث استقبلنا أكثر من 2000 متدرب مصري في اليابان، وتبادلنا معهم الخبرات حول أساليب الترميم والحفظ الحديثة".
ونوه إلى أن 72 قطعة أثرية من مجموعة توت عنخ آمون خضعت للترميم المشترك بين الخبراء المصريين واليابانيين، كاشفا عن انطلاق مشروع جديد لدعم العمليات التشغيلية بالمتحف، مشيرًا إلى أن "جايكا" تؤمن بأهمية التعاون المستدام، وليس مجرد التمويل المؤقت، مضيفًا: "نريد أن نساهم في إنجاح المتحف واستقطاب المزيد من الزوار".
وتابع قائلا: "في ديسمبر المقبل، سنطلق مشروعًا جديدًا للتعاون الفني، لا يقتصر فقط على الترميم والعرض، بل يمتد لتحويل المتحف المصري الكبير إلى مركز بحثي إقليمي ودولي في مجال صيانة التراث، إضافة إلى كونه مركزًا لتدريب الخبراء".
ووجه الشكر لمصر قيادةً وشعبًا، قائلًا: "نشكر القيادة المصرية التي قادت هذا المشروع حتى أصبح واقعًا، والمصريون الذين جعلوا من هذا الحلم مشروعًا ملموسًا.. وبدورنا في الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا)، سنواصل تقديم الدعم والمساندة، ولن يتوقف دورنا عند الافتتاح فقط، بل سنسعى لتحقيق رؤية مشتركة بأن يكون المتحف المصري الكبير ساحة لعرض كنوز التراث العالمي".
وهنأ إيبيساوا يو، الدكتور خالد العناني بمناسبة فوزه بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو، قائلاً: "فوز الدكتور العناني يعكس قوة الحضور المصري على الساحة الدولية، ويجسد حجم الإسهامات الكبيرة التي تقدمها مصر في مجالات الثقافة والتعليم والحفاظ على التراث، وهو ما لمسناه بشكل مباشر خلال عملنا المشترك".