بقلم الأب يسطس الأورشليمى
تقوم المناصب التذكارية الهامة في مركز المدينة حيث بنت الإمبراطورة أودوكيا كنيسة كبيرة.
 
وقد بنى الصليبيون في تلك المنطقة عينها كنيستين إحداهما مكرسة للقديس يوحنا المعمدان والأخرى للقديس بورفيريو.
 
مع عودة المسلمين تحولت الكنيسة الأولى إلى جامع أسموه الجامع الكبير. وفي الجامع، على إحدى بلاطاته نجد رسما لشمعدان سباعي يدل على أنه مأخوذ من كنيس يهودي قديم.وتحتفظ كنيسة القديس بورفيريو الأرثوذكسية بقبر أسقف غزة.
 
تعطي غزة للزائر انطباعاً أولياً بأنها مدينة فقيرة ومكتظة بالسكان، ولكن الصورة آخذة في التغير حالياً. فقد أخذت العمارات العالية الجديدة والتى تعرف محلياً باسم الأبراج تقف شاهداً على التطورات السياسية والاقتصادية الجديدة التى يبدو أنها أثرت على قطاغ غزة أكثر من الضفة الغربية الشارع الرئيسي في مدينة غزة هو شارع عمر المختار الذي يقطع المدينة من الشرق الى الغرب، من الشجاعية الى البحر. وبموازاة هذ الشارع هناك شارعان آخران هما الوحدة والثلاثينى.
 
هذه الشوارع الثلاثة تتقاطع معها ثلاثة شوارع أخري تمتد شمالا وجنوبا هي: شارع النصر وشارع الجلاء وشارع صلاح الدين. وتقع معظم الموناقع والمباني التاريخية المهمة في غزة على طول هذه الشوارع، وكذلك الكثير من الأسواق والبنوك ومحلات الصرافة والفنادق ومتب البريد المركزى الواقع على زاوية شارع الوحدة ودوار الشجاعية.. الخ. وهناك العديد من الفنادق والمطاعم الحديثة على شاطئ البحر أيضاً. وتنقسم مدينة غزة القديمة بشكل عام إلى أربعة أحياء رئيسية هي: 
 
حي الدرج: 
وهو أكبر وأقدم حي في مدينة غزة. يقع هذا الحي في قلب المدينة القديمة، وقد سمي بحي الدرج لأن منظره من بعيد يبدو كالسلم أو الدرج. من الشوارع الصغيرة في الحي الشارع المعروف بحي بني عمرو نسبة الى قبيلة عربية عاشت به في بداية الفترة الإسلامية، وحي البرجلية نسبة الى المماليك الذين دافعوا عن الأبراج على الجهة الشرقية للسور. وقد عرف حي الدرج بأسواقه النشطة، ويضم أيضا عدداً من المساجد من أهمها وأشهرها المسجد العمري الكبير وبه الكثير من المدارس والمكتبات والحمامات. إلى الغرب من هذا الحي هناك الشارع المسمي بحارة الفواخير المشهورة بصناعة الخزف والفخار الغزاوي الأسود والأحمر.
 
حي الزيتون: 
وهو أيضاً واحد من أقدم أحياء غزة، يقع إلى الغرب من شارع عمر المختار. قبل الحرب العالمية الأولي، كان حي الزيتون حياً صغيراً مكملا لحي الدرج. سمي بهذا الاسم لكثرة أشجار الزيتون التي تغطي جزءه الجنوبي إلي يومنا هذا. ويضم الحي عدداً من المباني التاريخية أشهرها مسجد خطيب الولاية، وكنيسة القديس بورفيريوس وحمام السمرة. 
 
حي الشجاعية: 
يقع هذا الحي في الجزء الشرقي خارج حدود المدينة القديمة. سمي بهذا الاسم نسبة الى شجاع الكردي الذى قتل في معركة بين الأيوبيين والصليبيين سنة 1239 م. إلى الشرق من هذا الحي تقع مقابر التفليسي، والدمرداس وأبو الكاس، ويقال إن عددا من الشهداء والصديقين من فترات مختلفة ماتوا ودفنونا هناك. 
 
حي التفاح: سمي كذلك نسبة الى أشجار التفاح التى كان الحي يشتهر بزراعتها. ويشكل هذا الحي الجزء الشمالي من غزة. من أهم مبانيه التاريخية مسجد الأبيكي، الذي يضم قبر عبد الله الأيبكي، وهو قائد مملوكي في فترة حكم الأمير عز الدين أيبك. عز الدين هو زوج الأميرة المملوكية المشهورة شجرة الدر،ومؤسس ولاية المماليك البحرية سنة 1253 م. ويحتوي المسجد على قطعة رخامية يعود تاريخها إلى سنة 1353 م، لكن البناية القديمةرممت أكثر من مرة. 
 
حي الرمال: 
يقع إلى الغرب من المدينة القديمة، وهو احد الأحياء الحديثة في غزة. لم يشيد هذا الحي الى بعد الحرب العالمية الأولي. كانت منطقة الرمال قبل هذا التاريخ جزءا من شاطئ غزة وكانت مغطاة بالرمال، ومن هنا جاءت تسمية الحي بهذا الاسم في العشرينيات من القرن العشرين، بني للمرة الأولي رصيف يصل ميدنة غزة القديمة بالبحر، وبنت سلطات الانتداب البريطاني سجن غزة المركزي في الثلاثينات من القرن العشرين. ويعود الفضل في التطورات التى عرفها هذا الحي الى الزيادة في عدد السكان بالإضافة إلى تشجيع الحكومة المصرية أيام الإدارة المصرية للقطاع في الخمسينيات والستينيات. ووصل الحي الى قمة تطوره خلال الستينات عندما عبدت شوارعه وتم بناء المدارس والمباني الحكونمية فيه. 
 
هناك الكثير من المباني والمواقع التاريخية من عصور مختلفة موزعة في مدينة غزة وحولها. إن زيارة جميع هذه الأماكن في يوم واحد غير ممكنة، ولذلك ربما يكون من الحكمة تخصيص أكثر من يوم لزيارة غزة، أو قصر الزيارة على الأماكن الأكثر أهمية أو القريبة بعضه من بعض. يمكن مثلا زيارة الجامع العمري الكبير، ومسجد هاشم، وكنيسة القديس بورفيريوس، وحمام السمرة، وقصر الباشا،وسوق الذهب في يوم واحد لأنها قريبة بعضها من بعض، وهي ايضا تشكل المركز التقليدي لمدينة غزة القديمة., إنّ معظم المباني والمواقع التاريخية في غزة ما زالت مأهولة ومستعملة حتى اليوم وخاصة المساجد والكنائس والمدارس، ولذلك فان زيارتها يجب ان ترتب مسبقا مع المعنيين وخاصة وزارة الاوقاف الفلسطينية.