اللواء أركان حرب وجيه رياض رزق
قائد الكتيبة ٣٠٢ مدفعية في حرب أكتوبر
القمص رويس الجاولى
تخرّج اللواء أركان حرب وجيه رياض رزق في الكلية الحربية عام ١٩٥٧، وانضم بعدها إلى سلاح المدفعية. ومع مرور السنوات تدرّج في وحدات السلاح حتى نال في عام ١٩٦٨ رتبة قائد الكتيبة ٣٠٢ مدفعية باللواء ١١٧ ضمن الفرقة الثانية.
 
روح الوحدة والوطنية
في ذكرياته يصف تلك الأيام بأنها "أجمل أيام حياته"، إذ يؤكد أن المصريين جميعًا قدّموا أروع أمثلة الوطنية والنضال والتضحية. لم يكن هناك حديث عن مسلم أو قبطي، بل كان هناك مصريون فقط، اتحدت قلوبهم على هدف واحد: تحرير الأرض من الاحتلال. ويقول:
 
"لم يخطر ببالنا يومًا أن نسأل من منا قبطي أو مسلم، كل ما كان يشغلنا هو كيف نتخلص من العدو الذي يحتل أرضنا. كنا يدًا واحدة لا نفكر إلا في النصر."
 
على جبهة القتال
يروي اللواء وجيه رياض أنه كان قائدًا للكتيبة ٣٠٢ مدفعية المواجهة لثغرة الدفرسوار في حرب أكتوبر ١٩٧٣. ومن مواقفه التي لا ينساها أيضًا، ما حدث أثناء حرب الاستنزاف:
 
"رأينا مجموعة من جنود العدو يحفرون في الرمال على خط بارليف. كانوا هدفًا ثمينًا، فأمرت فورًا بإطلاق النيران. وما إن سقطت القذائف حتى رأيت جنود العدو يتساقطون، وصحت من أعماقي: الله أكبر... وردد الجنود من بعدي بصوت جهوري. كان شعورًا لا يوصف، لحظة فخر حقيقية."
 
ويشير إلى أن كتيبته عُرفت بـ"كتيبة الأبطال"، إذ كانت تتصدر العمليات وتنفذها بدقة وسرعة متناهية، وكان سلاح المدفعية يُعرف بانضباطه الشديد في حساب الوقت، حتى إن الجنود كانوا يقدّرون لحظة سقوط القذيفة بالثانية.
 
وسط أجواء الحرب، بقيت هناك لحظات إنسانية لا تُنسى. يروي اللواء وجيه بابتسامة:
 
"حين جاء شهر رمضان، كنتُ لا أكتفي بدوري كقائد، بل كنتُ أيضًا الطباخ لجنودي الصائمين. كنت أُعد لهم الطعام بكل حب، وأجلس معهم على مائدة واحدة نتقاسم الإفطار. حتى أنهم حين كنت أغيب في إجازة ويقوم غيري بالطهو، كانوا يلاحظون الفرق ويقولون إن طعامي يشبه طعام شيفات الفنادق الكبرى."
 
كلمة أخيرة.. يختتم اللواء وجيه رياض رزق ذكرياته قائلًا:
كانت أيامًا لا تُنسى... أيام الوطنية الخالصة، أيام التضحية والفداء، وأجمل أيام حياتي على الإطلاق.