كثير من الآباء والأمهات يقعون عن غير قصد في فخ المقارنة بين طفلهم وأطفال آخرين، سواء من العائلة أو الأصدقاء أو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 
ويعتقد الآباء أنهم عند مقارنة طفلهم بغيره أنهم بذلك يحفزوه، دون الانتباه إلى خطورتها في ترك أثرا سلبيا عميقا في نفسية الطفل.
 
لماذا يُقارن الآباء أطفالهم؟
ويلجأ بعض الآباء إلى أسلوب المقارنة بين الأبناء بدافع القلق على مستقبل الطفل أو خوفا من "تأخره" في التعلم أو السلوك، وتكون النية وقتها تحفيزهم، لكن بطريقة خاطئة.
 
بالإضافة إلى التأثر بالبيئة والمجتمع الذي يمجد الطفل "المتفوق"، أو "المثالي"، وعدم الوعي الكافي بمدى تأثير هذه المقارنات على الطفل.
 
أضرار المقارنة على الطفل
وهناك بعض المشاكل النفسية التي تؤثر سلبا على الطفل عند اتباع الأهل أسلوب المقارنة معه، منها:
 
-فقدان الثقة بالنفس:
عندما يسمع الطفل مرارًا أنه "أقل" من غيره، يبدأ في تصديق ذلك، ويقل تقديره لذاته.
 
-الغيرة والعداوة:
قد تتسبب المقارنة في زرع مشاعر الحقد أو التنافس غير الصحي بينه وبين الطفل الآخر.
 
-الإحباط وفقدان الدافع:
بدلًا من أن يتحفز، قد يشعر بالعجز ويفقد الرغبة في التطور، لأنه يعتقد أنه لن يكون جيدًا بما فيه الكفاية.
 
-القلق والضغط النفسي
المقارنات تخلق شعورا دائما بأنه مراقب ومقيم، مما يزيد التوتر والقلق لدى الطفل.
 
-خلل في تكوين الهوية:
الطفل يبدأ في تقليد الآخرين أو التصرف بطريقة لا تعبر عنه، فقط ليُرضي توقعات من حوله.
 
طرق بديلة لأسلوب المقارنة
وبدلا من قيام الأهل بالمقارنة بين الأطفال وبعضها، نصح الخبراء ببعض الطرق البديلة، منها:
 
-التركيز على تطور طفلك الشخصي:
قارن طفلك بنفسه: كيف كان قبل شهر؟ ماذا تعلم اليوم؟ كيف تطور سلوكه أو مهاراته؟
 
-احتراف الاختلافات الفردية:
كل طفل له قدراته، ميوله، وتطوره الخاص، ما يبرع فيه طفل، قد لا يكون مناسبًا لآخر.
 
-استخدم التحفيز الإيجابي:
شجّعه بكلمات مثل: "أنا فخور بتقدمك"، "أعجبني اجتهادك"، "أنت مميز بطريقتك".
 
-امنح الحب والدعم غير المشروط:
ليعلم الطفل أن قيمته لا تعتمد على التفوق أو المقارنة، بل على شخصه وروحه وسعيه.