محمد سعد عبد الحفيظ
ينصب ترامب فخا جديدا للعرب، يمنح به إس/رائيل ما فشلت فى تحقيقه بالق/وة على مدار عامين، الخطة الأمريكية الجديدة، ليست سوى محاولة للهيمنة على القطاع، وخلخلته من كتلته السكانية، وتسليم زمامه إلى «متعهد» ينفذ مشروعات مطورى العقارات الأمريكيين.
الرئيس الأمريكى وعد بعض قادة المنطقة بـ«عدم السماح بضم الض/فة الغربية، ووقف إطلاق النار وانسحاب تدريجى للجيش الإسرائيلى من غزة»، شريطة ألا يكون هناك دور مستقبلى لح/ماس فى حكم القطاع الذى ستدير شئونه «لجنة دولية».
تتولى لجنة توني بلير، الإشراف على إعادة إعمار غ/زة وإدارتها بمشاركة قوات دولية تراقب وتحمى الحدود، وهو ما يعنى السيطرة على غ/زة أمنيا وإداريا، أى إخضاعها بالكامل ونزع س/لاحها دون أن يتكبد جيش الاحتلال أى خسائر، إذ ستنقل المهمة إلى «قوات عربية وإسلامية تعمل تحت قيادة دولية»، وهنا بيت القصيد؛ فوضع قوات عربية وإسلامية لنزع سل/اح حركات المق/اومة، يعيد إلى الأذهان سيناريو أحداث أيلول الأسود.
لا تخلو جعبة واشنطن من حيل، ولن يتوقف مسئولوها عن نصب الفخاخ للعرب، لن تكون آخرها إعادة «المندوب السامى البريطانى» ليحكم غزة.
يبحث ترامب عن صيغة تضمن لإس/رائيل استقرارا طويل الأمد وتحفظ لبلاده مصالحها مع دول المنطقة الغنية، وتعيد فتح باب اتفاقيات التطبيع الذى أغلق بعد «طو//فان الأق//صى»، أما نتنياهو فيلهث وراء «انتصار مطلق» يضمن استسلام الفلسط//ينيين جميعا، لا ح//ماس وحدها، ويكرس هيمنة كاملة لدولته طمعا فى تحقيق حلمه التوسعى والحفاظ على مستقبله السياسی، وبين هذا وذاك يواصل العرب الركض خلف «أوهام» تجنبهم اتخاذ مواقف حاسمة ومكلفة، رغم أن تكلفة التردد أفدح بكثير.
آن الأوان كى ندرك أن ما يتعرض له الفلس//طينيون واللبنانيون، ليس سوى رسالة لكل دول المنطقة، فالمشروع الأمريكى ــــ الإسرائيلى فى الشرق الأوسط قائم على إخضاع الجميع والهيمنة على مقدراتهم، والتعامل معهم كقبائل غير مؤهلة لإدارة شئونها.
إذا أراد العرب النجاة، فعليهم أن يبحثوا عن أبواب أخرى غير الباب الأمريكى، وأن يعملوا على بناء نظام إقليمى يضع مصالح شعوبهم فى صدارة الحسابات، نظام قادر على مواجهة التحديات والمخاطر التى تستهدف بقائهم وشرعيتهم لا حدودهم فحسب.. فلن ينجو أحدا منا بمفرده.
من مقالي المنشور أمس في الشروق قبل الإعلان عن خطة ترامب