كتبها Oliver
- عجيب هو الرب الذى جعل حمل الصليب ألذ الأحمال.لأن منه تنسكب ثمار لا حصر لها.المسيح المخلص جعل حاملي الصليب كتلة متحركة من الحب بين الناس.لذلك كان الصليب مشتهاهم و لم يكن فيهم فكر التهرب من صليب المسيح.
- آنوش إبن آدم أول من حمل صليب الكرازة تك4: 26. أخنوخ البار سار مع الله .تمسك بوصاياه فكان صليبه الطاعة في جيل شرير.أخذه الله معه لأن هذا هو نصيب حاملي الصليب تك5: 24. نوح البار حمل الصليب .أطاع و صنع الفلك فعمل الرب منه أبا جديداً للخليقة.بالطاعة جمع الجميع في الفلك.و الذين لم يطيعوا هلكوا.كان صليبه إيماناً في زمن بلا إيمان.تك6.
- أما أب الآباء إبراهيم فكان صليبه الإيمان العجيب.بالإيمان صار باراً.حمل إسم الرب بين الأمم الغريبة.أخذ الوعود بالإيمان.كانت لذته الإستمتاع بصوت الرب.بالإيمان تأسس للرب شعباً في إبراهيم.كان صليبه حلواً و بسببه تغرب .ترك أرضه بمسرة.ترك شعبه و لم يأسف.لذلك جعله الرب أباً للشعوب كلها.طوبي لإبراهيم حامل الصليب.تك12.أخذ إبن الموعد ليقدمه محرقة صالباً قلبه من الداخل.فتأهل لأن يكون حلم الأبوة من كل إسرائيل.أما إسحق إبنه فقد حمل صليباً لم يعرفه.ذهب بقدميه إلي مصير لم يدركه.بالطاعة عاد مع أبيه حياً.سارة هي الكنيسة التي رأت قيامته فتهللت.
- أما يعقوب إسرائيل فقد كان صليبه جهاداً روحياً.صراع بين ذاته و بين الوصية إنتصرت فيه الوصية بالبركة التي آلت إليه من الله لأجل إبراهيم جده.حمل يعقوب الصليب بإصرار إينما سار.هرب من ميراث لابان الأرضي لكي يتأهل لميراث المسيح السمائي.تك31: 14 و 15 جعل الرجمة (جلعيد) شاهدة بينه و بين لابان و هي كالجلجثة لنا.و أما المصفاة فهي برج المراقبة الذى إذا دخلناه نتحصن تك31 بحمل الصليب تذلل قدام أخيه القادم ليقتله و نجا تك32.
- يوسف الصديق جعل الصليب صديق غربته.فوهبه الرب قلباً متسعاً.غفراناً غير مشروطاً.حتى أنه كافئ الذين قتلوه في البئر لولا يد الرب التي إمتدت لتنقذه.صار الطريد مجداً لمصر و إسرائيل كأنه المصالح الذى جمعهما معاً لأنه حمل صليبه بلا دمدمة و لا تأفف..تلاحقت عليه الضربات و صليب المسيح صدها كلها عنه مانحاً إياه نعمة فوق نعمة.
- إن حمل الصليب قد يكون ثقل من أثقال المحبة.فتجد نفسك مهما عانيت و تجربت و تأذيت لا تقدر إلا أن تغفر مع أن الألم يعتصرك.كالأب الذى يحب أبنه المتمرد.هؤلاء صليبهم داخلهم.لا يراه سوى المسيح عارف القلوب وحده. هؤلاء يأخذون البركات و ثمار الروح تزهر فى أرضهم.لأن أدركوا أن عمق الصليب هو المحبة و ثمر الصليب أيضاً محبة.
- هؤلاء حملوا الصليب و كان صليب المسيح كامن في صلبانهم.لأن القلب حين يستنير يستمد من إبن الله الحكمة و المحبة التي بالصليب تستعلن فينا.إذ تخضع الذات لذات المسيح .لأنه لا سبيل إلا الصليب ننتصر به علي ذواتنا.فيصير الخضوع شهوة و مسرة. هذه التي ربنا يسوع أظهرها على الصليب و خلصنا.