القمص رويس الجاولى
مجلة المسرة ( روم كاثوليك - لبنان) مارس 1973
هنا وصف من اجري الحديث عن قداسة البابا.. وصف دقيق وممتع.. كان البابا له حوالي عام ونصف علي كرسي مارمرقس..
اعتدال وبساطة.. ذلك اول ما تقابل في البابا شنودة .. اعتدال في السن، فهو في
الخمسين، ليس حدثاً تنقصه الخبرة، ولا هرما فارقه النشاط ؛ واعتدال في القامة ،
فهو ربعة لا بالمديد ولا القصير ولا بالبدين ولا النحيل؛ واعتدال في الحديث، فلا هو
ممن يمسكه عليك فلا يدع لك مجالا لكلمة، ولا ممن يوغل في التحفظ فلا تظفر منه
بشيء ؛ واعتدال خصوصاً في الافكار والمواقف، يعرف ان يقرن بين عمق الرؤية
وشمولها، فلا يأخذ بإيجابية على حساب اخرى، بل يحاول الاحتفاظ بها جميعاً يوفق بينها في استيعاب عجيب ومهارة نادرة
اما البساطة ففي المعيشة ثوباً ومأكلا ً وسكنا، وفي الفكر أصالة وتمثلا ً وإداء،
وفي المعاملات تفهماً وطيبة وأخوة . ولا عجب فهو ابن سلام، قرب اسيوط ،
ولا يزال يحمل بين ضلوعه طبيعة اهل الصعيد، البعيدة عن التعقد والتعقيد ؛ وهو
راهب دير السريان، ولا يزال يعيش روحانية الراهب، المبنية على التواضع وبساطة
الانجيل، والزهد في الفخفخة وامجاد العالم
دقت الساعة العاشرة من صباح السبت 20 كانون الثاني في بهو صغير بسيط الهندسة والأثاث ، في المعهد العالي للدراسات القبطية، التابع لبطريركية الاقباط
الارثوذكس في القاهرة . وما هي الا لحظات حتى دخل غبطته، وعلى محياه بسمة عريضة . ولولا معرفتنا له من قبل لما عرفنا حينئذ انه البطريرك ، اذ لا حشم ولا خدم ولا حاشية ولا اتباع.