القمص يوحنا نصيف
+ القداس الإلهي له ثلاثة أبعاد:
الأوّل: البعد الظاهري.. وهو ما نراه أمامنا من قربان وخمر وبخور وشموع وكتب ومذبح وأيقونات..
الثاني: البعد السرائري الذي يتمثّل في كوننا جماعة المسيح التي هي جسده، والتي تعبده بروح وقلب واحد، وتتّحد به في التناوُل!
الثالث: البعد الخارجي.. بأن تمتدّ الإفخارستيا، ويمتد هذا التسبيح والشكر، بتمجيد الله وسط الناس، إذ تكون الكنيسة هي جسد المسيح المُشرِق لكلّ البشريّة، بالحب والنور ومعرفة الله الحقيقيّة.. فتكون الكنيسة هي وجه المسيح في العالم!
+ القداس الإلهي هو رحلة صعود إلى السماء، ثم رحلة نزول إلى العالم.
+ لكي نُدرِك جانبًا من الأعماق الجميلة لرحلة الصعود في القدّاس، سنَعرِض في البداية مقتطفات لسبعة مجموعات من الصلوات السِرّيّة التي يصلّيها الكاهن في القدّاس:
أوّلاً: سِرّ بخور البولس الأول:
+ يا الله العظيم الأبدي، الذي بلا بداية ولا نهاية، العظيم في مشورته والقويّ في أفعاله (إر32: 19)، الذي هو في كلّ مكان وكائن مع كلّ أحد.
+ كُن معنا نحن أيضًا يا سيّدنا في هذه الساعة، وقِفْ في وسطنا كلّنا.
+ طهّر قلوبنا، وقدّس أنفسنا، ونَقِّنا من كلّ الخطايا، التي صنعناها بإرادتنا وبغير إرادتنا.
+ وامنحنا أن نُقَدِّم أمامك ذبائح ناطقة (عقليّة)، وصعائد البركة (ذبائح تسبيح). وبخورًا روحيًّا، يدخُل إلى الحجاب، في موضع قدس أقداسك.
ثانيًا: سرّ بخور البولس الثاني:
+ يارب المعرفة ورازق الحكمة، الذي يكشف الأعماق من الظلمة، والمعطي كلمة للمبشّرين بقوّة عظيمة.
+ الذي من قِبَل صلاحك دعوت بولس هذا الذي كان طارِدًا زمانًا، إناءً مختارًا.
+ وبهذا سُرِرتَ أن يكون رسولاً مدعوًّا، وكارزًا بإنجيل ملكوتك، أيّها المسيح إلهنا.
+ نسألك أنعم لنا ولشعبك كلّه، بعقل غير منشغل وفهم نقي، لكي نَعلَم ونفهم ما هي منفعة تعاليمك المقدّسة التي قُرِئَت علينا الآن من قِبَلِهِ.
+ وكما تشبّه بك أنت يا رئيس الحياة، هكذا نحن أيضًا اجعلنا مستحقّين أن نكون متشبّهين به في العمل والإيمان، مُمَجِّدين اسمك القدّوس، ومفتخرين بصليبك كلّ حين.
ثالثًا: سِرّ الكاثوليكون:
+ أيّها الرب إلهنا، الذي مِن قِبَل رسلك القدّيسين أظهرتَ لنا سِرّ إنجيل مجد مسيحك، وأعطيتهم كعظيم الموهبة التي لا تُحَدُّ التي لنعمتك، أن يُبَشِّروا في كلّ الأمم بالغِنى الذي لا يُستَقصَى الذي لرحمتك.
+ نسألك يا سيّدنا اجعلنا مستحقّين نصيبهم وميراثهم. وأنعِم لنا كلّ حين أن نسلك في آثارهم، ونكون متشبّهين بجهادهم، ونشترك معهم في العَرَق الذي قبلوه على التقوى.
+ واحرُس بيعتك المقدّسة، هذه التي أسّستها من قِبَلِهِم، وبارك خراف قطيعك، واجعل هذه الكرمة تَكثُر، هذه التي غرستها يمينك، بالمسيح يسوع ربّنا.
رابعًا: سِر بخور الإبركسيس:
+ يا الله الذي قبِلَ إليه محرقة إبراهيم، وبدل إسحق أعددتَ له خروفًا، هكذا أيضًا اقبل مِنّا نحن أيضًا يا سيّدنا مُحرَقة هذا البخور.
+ وأرسِل لنا عِوَضَهُ رحمتك ذات الغِنَى. واجعلنا أن نكون أنقياء من كلّ نتَن الخطيّة.
+ واجعلنا مستحقّين أن نخدم أمام صلاحك يا محبّ البشر، بطهارة وبرّ، كلّ أيّام حياتنا.
(يُتَّبَع)
القمص يوحنا نصيف