حمدي رزق
شارك كابتن مصر «محمد صلاح»، متابعيه فى منصة إكس (تويتر سابقًا)، لقطة مصورة فى حضرة جراح القلب الشهير البرفسور«مجدى يعقوب».

ظهر صلاح فى الصورة مغتبطا يقلب صفحات كتاب استولى على اهتمام البروفسور يعقوب، نظرة يعقوب إلى صلاح فى الصورة ملؤها إعجاب، وقسمات وجه صلاح تشع غبطة وسرورًا.

من يجلس إلى السير يعقوب من المحظوظين، وأظن صلاح سعى لهذه الجلسة، وحرص على هذه الصورة، يعقوب نموذج ومثال للتواضع فى أرق معانيه.

صورة بألف كلمة كما يقولون، تعجز عن وصفها الكلمات تسيل من قلم مملوء بحبر القلب، عظمة على عظمة، عندما يجتمع العظيمان، عظيم الطب، وعظيم الكرة، وثالثهما الكتاب.. أتخيل عليه إهداء من البروفسور إلى الملك المصرى، يعقوب جد سعيد وهو يرى حفيدًا من أحفاده نابغًا فى بلاد الإنجليز وهو من أحسن عشرتهم وخبر جديتهم، وتفوق عليهم.

ما يجمع بين العظيمين كثير، كلاهما متواضع، يحب الناس، مبرأ من الشوفينية والعنصرية والطائفية ومن الأمراض النفسية المزمنة والسارية التى تقعد الكثير عن مواصلة المسير.

كلاهما مصرى حتى النخاع، يلهج لسانه بحب وطن عظيم، ويحمل اسم وطنه فى حله وترحاله، ويفخر بمصريته، من روحه وقلبه مصرى والنيل جوه بيسرى (على قول الشاعرة كوثر مصطفى).

الصورة تقول الكثير، وتترجم إلى اللغات الحية، مصر ولادة، مصر التى أنجبت يعقوب، وأهدته للإنسانية، يطبب قلوب صغارها، أهدت الكرة العالمية صلاح جوهرتها الثمنية تتألق وتنير الملاعب الأوروبية، وتجمع القلوب على حب الخير، كلاهما خير من الأخيار.

صورة تنير وجه مصر الصبوح، ترفع المعنويات فوق السحاب، شعور بالفخر يملأ نفسك، وطنك العظيم قادر على توليد المواهب، وتجليتها جواهر، تزين مفرق الشرق.

فى المحروسة يولد على ضفاف النيل العظيم كل صباح ألف يعقوب وألف صلاح، وألف زويل، وألف محفوظ، وألف أم كلثوم، وألف عبد الوهاب، وألف بليغ، وألف نقشبندى، وألف محمد رفعت، وألف خال كالخال عبد الرحمن الأبنودى.. على سبيل المثال لا الحصر..

فى الصعيد وبحرى وعلى شط القنال مواهب تسد عين الشمس، نساء هذا الوطن يلدن كل طلعة نهار آلاف المواهب، ولو انتبه كشافو المواهب للكنز الثمين تحت أعينهم لكان لهذا الوطن شأن عظيم ولحجز مكانه تحت شمس المعرفة.

يعقوب وصلاح من بين الصلب والترائب، من صلب هذا الوطن، ومن بين الصلب والترائب سلسال من الموهوبين، صلاح جاهين، ويوسف إدريس، وطه حسين، وتوفيق الحكيم، والبابا شنوده، والشيخ عبد الحليم محمود..

فحسب الفرصة تسنح، يعقوب ارتحل بحلمه راضيًا عن وطنه، وكذا صلاح شال حلمه على كتافه ورحل غير محزون، لم يقعدا عن حلمهما، لم يتوقفا يومًا عن الحلم، وكلما حققا حلمًا ذهبا إلى حلم جديد، ولسان حالهما، كما قال طيب الذكر الشاعر الفلسطينى «محمود درويش»: «لا ليل يكفينا لنحلم مرتين..»، ومن عندياتنا ولا يكفى حلمًا نهار، وعدى النهار.

للكاتب المسرحى الإيرلندى الشهير «جورج برنارد شو» مقولة تصدق فى العظيمين فى الصورة: «بعض الناس يرون الأشياء كما هى ويتساءلون لماذا، وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبدًا ويتساءلون لم لا..»، تخيل يعقوب قالها ولم لا، وكذا قالها صلاح، ولم لا، ويقولها كل موهوب، ولم لا، لسه الأحلام ممكنة.
نقلا عن المصرى اليوم