محرر الأقباط متحدون
تستضيف قرية "كن مسبحاً" بكاستيل غندولفو معرضاً للصور الفوتوغرافية يستمر لغاية الثالث من تشرين الأول أكتوبر المقبل بعنوان "شريك الأرض" ويتضمن أكثر من خمسين صورة فوتوغرافية لمصورين شبان من مختلف أنحاء العالم، حاولوا أن يجسدوا بعدساتهم البعد البيئي، مازجين بين الفنّ واهمية الاعتناء بالبيئة.

الصور الفوتوغرافية المشاركة في المعرض تريد أن تكون شاهداً للفن والطبيعة والإنسانية بالإضافة إلى البعد الروحاني الذي لا يمكن فصله عن الإنسان ومحيطه. ويشهد المعرض مشاركة عشرات المصورين غير المعروفين بالإضافة إلى أسماء معروفة من بينها الناقد الفنّي هانس أولريش أوبريست. وقد تم تقديم فعاليات المعرض في قاعة ماركوني بمقر إذاعة الفاتيكان إذ قال المنظمون إن المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على البيت المشترك، والمشاكل التي يعاني منها، فضلا عن صمود العديد من السكان الذين يعانون من نتائج الكوارث الطبيعية والبيئية، ناهيك عن الخوف والقلق اللذين يرافقان الأجيال الجديدة. كما أكدوا أيضا أن هذا الحدث لا يريد أن يظهر كعلامة للاستسلام لهذا الواقع، بل يجب أن نرى فيه الإيجابية والحزم، لأنه يشكل دعوة للجمهور كي يفكر، يصغي ويتصرف من أجل إنقاذ البشرية برمتها.

من بين المشاركين في المؤتمر الصحفي، الذي حضره أيضا عدد من المصورين الشبان، الأب لوتشو أدريان رويز، أمين سر دائرة التواصل الفاتيكانية، الذي قال إن الفن ليس مجرد زينة، إذ إنه قادر على خلق فسحة داخلية وعلى جعل المشاهد يعيش خبرة من الهدوء والعمق، بشكل يتعارض مع التواصل المتسارع في عالم اليوم، والذي يُشعرنا غالباً بأننا ضعفاء. وأضاف المسؤول الفاتيكاني أن الفن يعيد إلينا الإنسانية والرجاء، وهو ليس التزاماً يقتصر على الشعارات وحسب، لأنه يساعدنا على الإصغاء وعلى استخدام الموارد المتاحة لدينا. واعتبر أنه في هذا الفضاء يتلاقى الصوت النبوي للرسالة العامة "كن مسبحا" مع إبداع العالم المعاصر، وهو حوار ينير فيه الإيمانُ والفن بعضهما البعض.

وتخللت المؤتمر الصحفي مداخلة للكاردينال فابيو بادجو بصفته أمين سر المركز العالي للتنشئة "كن مسبحاً" في كاستيل غندولفو، الذي حاول أن يسلط الضوء على الالتزام المسيحي لصالح البيئة، منتقداً من يريدون من الكنيسة أن تهتم حصراً بشؤون الرعاية الروحية وبخلاص النفوس. وقال المسؤول الفاتيكاني: عندما نتكلم عن الخلاص نتكلم في الواقع عن الخلاص المتكامل، مشيرا إلى أننا مدعوون لمواجهة بعض التحديات. وتوقف نيافته عند الفصلين الأولين من سفر التكوين اللذين نستنتج منهما أن كل ما نتمتع به على هذه الأرض ليس ملكاً لنا وأنه يتعين علينا أن نعتني بالخليقة.