ماجد سوس

‎أولاً: رأي البابا أثناسيوس الرسولي
‎في رسائله الفصحية، وكذلك في ردوده العقائدية، يؤكد البابا أثناسيوس أن ما هو طبيعي في الجسد لا يُحسب خطية، بل إن الخطية وحدها هي التي تفصل الإنسان عن الله. ويشير إلى أن المرأة في وقت حيضها لا تُمنع من الصلاة أو الاشتراك في الأسرار، لأن هذه أمور طبيعية لا سلطان للإنسان عليها

📖 المرجع:
* Athanasius, Festal Letters (Letter 2, par. 11).
* ترجمة عربية: رسائل البابا أثناسيوس الفصحية – المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية.

‎النص يقول باختصار:
‎"إن الذين يظنون أن خروج الجسد الطبيعي نجاسة، يجهلون أن الله هو الذي خلق الجسد ووهبه هذه الطبيعة. فالخطية وحدها تنجّس الإنسان."

‎✦ ثانياً: شواهد من الكتاب المقدس
1. متى 15:11 → "ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم".
2. 1 يوحنا 1:7 → "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية".
3. مرقس 5:27-29 → شفاء نازفة الدم عندما لمست المسيح.

‎✦ ثالثاً: آراء الآباء مع المراجع
1. القديس ديديموس الضرير (القرن الرابع):
يؤكد أن الحيض أمر طبيعي خلقه الله، ولا علاقة له بالنجاسة الروحية.�📖 المرجع: Didymus the Blind, De Trinitate III, 41.

2. القديس كيرلس الإسكندري:�يرفض تمامًا اعتبار الحيض نجاسة:�📖 المرجع: Cyril of Alexandria, Glaphyra on Leviticus (PG 69: 564-565).

3. القديس يوحنا ذهبي الفم:�النجاسة الحقيقية هي الخطية، أما ما يختص بالجسد فهو أمر طبيعي لا يمنع من الصلاة أو التناول.�📖 المرجع: John Chrysostom, Homilies on Matthew 49.�أيضًا في Homilies on Romans 13: "ليس الدم ولا الجسد بل الخطية هي التي تفصلنا عن الله."

4. القوانين الرسولية (Apostolic Constitutions):�صريحة جدًا في رفض منع المرأة بسبب الحيض:�"إن كنتِ تظنين أنك بسبب خروج الدم لا يجوز لك الصلاة أو التناول، فأنتِ تضلّين. لأن الصلاة والاستحقاق للروح القدس لا يتوقفان على الجسد بل على النفس."�📖 المرجع: Apostolic Constitutions, Book VI, ch. 27.�

‎✦ رابعاً: الخلاصة
* الكتاب المقدس: النجاسة ليست جسدية بل روحية (الخطية).
* البابا أثناسيوس: الطبيعة الجسدية من الله ولا تُحسب خطية.
* الآباء (ديديموس، كيرلس، ذهبي الفم): يؤكدون أن الحيض لا يمنع من الصلاة أو التناول.
* القوانين الرسولية: ترفض اعتبار المرأة غير مستحقة للأسرار بسبب الحيض.
‎🔹 إذن، يجوز للمرأة التناول أثناء الحيض بحسب الإنجيل وتعليم الآباء والبابا أثناسيوس الرسولي