جورج أنسى:
شهدت مدينتا القاهرة والأقصر،، فعاليات الحوار الثقافي والسياحي بين مصر و الصين تحت عنوان"نهر اليانجتسى يلتقى بنهر النيل"، والذى انطلقت فعالياته أخيرًا  بمصر وبالتحديد من مقر المتحف القومي للحضارة المصرية بمنطقة الفسطاط التاريخية، واختتمت بمدينة الأقصر التاريخية، وذلك لمناقشة علاقات الصداقة والتعاون المستقبلي بين البلدين الصديقين .

وقد بدأت الاحتفالية بالعرض الأول للانتاج المصري - الصيني المشترك الفيلم الوثائقي"عندما يلتقى النيل بنهر اليانجتسى"، الذى تم انتاجه بالتعاون بين التليفزيون المصري والتلفزيون الصيني بمقاطعة تشونجتشينج، والذى يعرض التشابه والتناغم والتلاقي لاقدم واعرق حضارتين في التاريخ، الحضارة المصرية القديمة بموروثاتها وتقدمها على ضفاف نهر النيل العظيم -اقدم وأطول الانهار فى العالم والحضارة الصينية القديمة على ضفاف نهر اليانجتسى- ثالث اطول أنهار العالم- حيث كان النهرين سببًا في قيام وعظمة هاتين الحضارتين الاقدم والأعرق في التاريخ الانسانى .

وفي اطار الاحتفالية، قامت المذيعة الصينية الشهيرة بالتليفزيون الصيني ايكو تشينج بتصوير عدد من الافلام القصيرة داخل مناطق القاهرة التاريخية وبشكل خاص شارع المعز لدين الله الفاطمى التاريخي بمنطقة الحسين،أحد أكبر وأهم المتاحف الإسلامية المفتوحة بالعالم، والتجول بالاثار الاسلامية العريقة بمنطقة الحسين والازهر، ورصد الزخم السياحي الكبير بالمنطقة خاصة بمنطقة خان الخليلي ومتحف الحضارة بالفسطاط، حيث تم عرض هذه الافلام بالتلفزيون الصيني وأشهر المنصات الاجتماعية والسياحية الشهيرة بالصين .

كاثرين تشينج دون يانج -المنسقة ومسئولة التعاون الدولى بمقاطعة تشونجتشينج الصينية، أكدت أن انطلاق فعاليات الحوار والتعاون الثقافي، يعد حدثا كبيرا وقفزة في علاقات التعاون الثقافي بين البلدين، حيث يظهر قوة العلاقات الاستراتيجية التاريخية والثقافية والسياحية بين مصر والصين، على المستويين الرسمي والشعبي ، مشيرة الى  أن العام المقبل يصادف الاحتفال بالذكرى السبعين التاريخية لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية وجمهورية مصر العربية .

وشدد  تشانج وين -عضو اللجنة الدائمة للحزب الحاكم في الصين ورئيس لجنة الاعلام بمجلس مدينة تشونجتشينج، علي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، مشيرًا الى أن مصر كانت جزءًا من طريق الحرير وأول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، والتي تطرقت لها المحاضرات والفعاليات الثقافية عن دور نهر النيل في ازدهار الحضارة المصرية، والتراث المائي والأنظمة الهيدرولوجية عالميًا، اضافة الى الإرث المائي لنهر اليانجتسي وتأثيره فى النهضة الصينية عبر التاريخ. 

وأشار المسئول الصيني الى المناقشات المصرية الصينية لإدراج مقياس منسوب نهر النيل بالروضة وموقع بايهليانج في الصين على قائمة التراث العالمي بمنظمة التربية والثقافة والعلوم "اليونسكو"، فيما عرضت جلسة حوارية رفيعة المستوى حول دور الأنهار في صياغة الإرث الحضاري، إلى جانب ورش عمل للحرف التقليدية وعروض فنية تراثية من مدينة تشونجتشينج ومدينتي القاهرة والأقصر .

وخلال جلسة التبادل الشبابي بمكتبة الاقصر أكدت تشاو يوفانج -نائبة رئيس جامعة ساوث ويست الصينية - على الدور المحوري للجامعات في بناء جسور الحوار الحضاري، مستشهدةً بتجربة الجامعة في استضافة الطلاب المصريين. وقالت: "الجامعات جسور متينة للحوار الحضاري، ومهدٌّ مهمٌّ لتنمية قدرات الشباب على الانخراط في مثل هذه الحوارات في المستقبل، حيث ستواصل جامعات مدينة تشونجتشينج بالصين ممثلةً بجامعة ساوث ويست، لتعميق التعاون التعليمي مع مصر ودول الحزام وتوسيع نطاق استقطاب الطلاب وإثراء أشكال التعاون لجعل تشونجتشينج وجهةً مفضلةً لشباب العالم الباحثين عن الدراسة والابتكار".

من جانبها استعرضت جيانج روي - مديرة متحف تشونجتشينج بايهليانج، عملية حفظ وإحياء موقع التراث الثقافى الصيني القديم، ونقوش بايهليانج المتواجدة اسفل نهر اليانجتسي ، مشيرة الى أن مسئولى مقياس بايهليانج  بالصين ومقياس النيل في جزيرة الروضة بالقاهرة يبذلان جهودًا كبيرة للتقدم بطلب الانضمام إلى قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، ومن المقرر توقيع مذكرة تفاهم بنهاية العام الجارى بين الجانبين المصري والصيني بهذا الشأن مما يُمثل خطوةً متقدمة للتعاون في مجال حماية التراث الثقافي بين البلدين .

يذكر أن احتفالية الحوار الحضارى المصري الصيني "عندما يلتقى نهر اليانجتسي بنهر النيل" اقيمت بالتعاون بين الجانبين المصرى ممثلا في وزارة الثقافة والمتحف القومي للحضارة المصرية والتلفزيون المصري والهيئة العامة للاستعلامات، والمجلس الاعلى للاعلام، وقسم اللغة الصينية بجامعة الأقصر ومكتبة محافظة الأقصر،  ومن الجانب الصينى منظمة غرب الصين للتعاون الدولى التابعة للحكومة الصينية، وحكومة مدينة تشونجتشينج، ومركز اتصالات غرب أوروبا وأفريقيا التابع لمجموعة التعاون الدولى بالحكومة الصينية .