محرر الأقباط متحدون
شارك عميد دائرة الكنائس الشرقية في مدينة كلوج في الاحتفال التذكاري بالطوباوي الكاردينال هوسّو، ثم انتقل إلى مدينة بلايش حيث نقل البركة إلى الكاردينال موريشان المريض

"أتيت لأهنّئكم بهذا الرجل، الطوباوي الكاردينال هوسّو، ضحية الاضطهاد الشيوعي، الذي يمثّل الضمير. الضمير هو قيمة ثمينة جدًّا، لا يتمُّ التحدُّث عنها كثيرًا في أيامنا. لا بل يمكن أن يُستأجر أحيانًا أو حتى أن يُباع. أمّا بالنسبة لهؤلاء الرجال فلم يكن الأمر كذلك. وهذا الضمير بالذات هو ما نريد أن نكرّمه" هذا ما قاله الكاردينال كلاوديو غوجيروتي في كلمته للمشاركين في الاحتفال الذي جرى يوم الجمعة ٥ أيلول سبتمبر في مسرح الأوبرا بمدينة كلوج الرومانية تخلّله مقاطع موسيقية ونصوص من كتابات الطوباوي الكاردينال هوسّو، وحضره حشد كبير من الشخصيات الكنسية (من بينهم متروبوليت المدينة الأرثوذكسي أندريه)، والمدنية والأكاديمية، إضافة إلى عدد كبير من المواطنين. إنّ سنوات السجن الطويلة التي أنهكت جسد الأسقف، مع غيره من الأساقفة والكهنة والعلمانيين من الكنيسة الرومانية للروم الكاثوليك– التي كانت حينها محظورة – وإلى جانب معاناة كنائس أخرى في زمن الاضطهاد الإلحادي، قد أظهرت وضوح الرؤية والإيمان والشجاعة لدى الذين عرفوا أن يختاروا الإيمان ولو على حساب حياتهم. وقد عبّرت مشاعر الحاضرين بوضوح عن هذا القرب، في زمن تاريخي يثير في العالم مخاوف جديدة نتيجة ظلم جديد.

بعدها توجّه الكاردينال غوجيروتي إلى بلايش لزيارة الكاردينال لوتشيان موريشان، رئيس أساقفة الكنيسة الرومانية للروم الكاثوليك. ورغم ما سبّبته له الشيخوخة والمرض والإقامة الطويلة في المستشفى من إنهاك شديد، إلا أنَّ هذا الكاردينال يبقى شاهدًا منيرًا للإيمان والارتباط بروما وبالبابا، وهو ارتباط كلّفه اضطهادات قاسية وزعزع حياته لفترة طويلة. صلّى الكاردينال غوجيروتي مع الأسقف المساعد لبلايش، المطران كريستيان كريشان، في الكابلة الخاصة لرئيس الأساقفة، ثم توجّه إلى غرفته ومنحه بركة البابا لاوُن الرابع عشر، وعبّر عن شكره للراهبات اللواتي يخدمنه ليلًا ونهارًا بأمانة ومهنيّة لافتة. وفي اليوم السابق كان قد التقى رأس الكنيسة الرومانية للروم الكاثوليك، المطران جيانبييرو غلودر، السفير البابوي في رومانيا ومولدوفا.

كما التقى عميد دائرة الكنائس الشرقية برئيس وأعضاء مجلس الأساقفة الروماني المنعقد في كلوج في تلك الأيام، وتسلم شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة بابيش-بولياي في كلوج، حيث ألقى محاضرة أكاديمية عن التناقضات الكثيرة التي ميّزت تاريخيًّا العلاقة بين الشرق والغرب، والتي خلقت أحيانًا سوء تفاهم ثقافي غير مبرّر، وهي اليوم بفضل الله آخذة في التلاشي شيئًا فشيئًا.