الأب يسطس الأورشليمى
طلب مني أحد الخدام أن أفتقد جدته إذ أصيبت بتصلب شرايين، وفي زيارتي لها حاُول الحفيد أن يُعرفها عليّ، لكنها كانت قد فقدت ذاكرتها تماماً حاُولت أن أتحدث معها عن محبة الله العجيبة، والتصاقنا به والتحدث معه والتمتع والشبع بجسد الرّب ودمه الأقدسين، لكن باءت كُل محاولاتي بالفشل فقد كان حديثها عن ابنها المحبُوب لديها الذي سافر منذ سنُوات طُويلة إلى المانيا، وعن تُوزيع ميراثها بعد وفاتها، وما يخص هذا الابن، وفي نفس الأسبُوع قمت بزيارة جدة خادم آخر وكانت إنسانه تقية تحب المزامير، وقد أصيبت بنفس المرض، أخذت تُرددّ المزامير بغير انقطاع..
هكذا خزنت الأولى في أعماقها همُوماً، وخزنت الأخرى مزاميراً وجاء الُوقت الذي فيه أخرجت كُل منهما مما خزنته عبر السنُوات، هذا ما يحدث معي ومعك أيها الحبيب، فما تخزنه طُوال النهار، تغرف منه في أحلام يقظتك قبيل النُوم، حيثُ يقف رقيبك الداخلي اللاشعُور في ضعف، فتنطلق أحلامك، وما تُخزنه من أفكار يسُود عليك أثناء عبادتك في القُداس الإلهي، وفي صبُوتك وشبابك ينضح عليك في شيخُوختك وأثناء مرضك..الخ..
لأن من فضلة القلب يتكلّم الفم، الإنسان الصالح من الكنز الصّالح في القلب يُخرج الصالحات، والإنسان الشرّير من الكنز الشرّير يُخرج الشرُور، لأنك بكلامك تتبرّر وبكلامك تُدان (مت37:12)..
يسوع المسيح هُو الألف والياء !!
تطلع الابن الصغير إلى مكتبة أبيه، فُوجد المُوسُوعة الأمريكية بمجلداتها الضخمة، فقال لأبيه: من أين جاء كاتبُوا كُل هذه الكتب بحرُوف ليملئُوا عشرات الآلاف من الصفحات بأبحاث، ودراسات، يشتاق الكثيرُون أن يقرُؤها ؟! ابتسم الأب، وقال لابنه: إن كُل هذه المُجلدات لا تحُوي إلا 26 حرفاً إنجليزياً، وبهذه الحرُوف سجل لنا العلماء هذه المُوسُوعة القيمة..
قال الأب لابنه: يسوع المسيح دعا نفسه الألف والياء، فإننا إذ نقرأ سفر الحياة، نجد أسماء المًتمتعين بالميراث الأبدي، هُؤلاء جميعهُم في المسيح يسوع، وليس أحد خارجاً عنه، فهُو الألف والياء الذي به تُسجل أسماؤنا..
هب لي يارّب أن أختفي فيك، فتنقش اسمي على كفك الإلهي، فأنت هُو الألف والياء، وبدُونك لا يُكتب اسمي في السماء، وكما قلت لنا: أنا الكرمة وأنتُم الأغصان، الذي يثبت فيّ وأنا فيه هذا يأتي بثمرٍ كثيرٍ، لأنكم بدُوني لا تقدرُون أن تفعلُوا شيئاً (يو5:15)، هكذا ليس كُل إنسان هُو ابن لله، إنما الذي يحمل حياة الله فيه حتى إن دُعي مسيحياً ويُمارس بعض العبادات..
لا تكن مثل النجارين، والحدادين، والعمال الذين صنعُوا الفُلك في أيام نوح، ودخل هُو مع أولاده الفُلك ومعه الطيُور، والحيُوانات، أما النجارُون والعمال فلم يدخلُوا، صنعُوا الفُلك لمَن يتمتعُوا به، أما هُم فحرمُوا أنفسهُم من الخلاص فإن سيرتنا (جنسياتنا) نحنُ هي في السموات (في20:3)..
(8) اعتراف مُلحد بالسيد المسيح !!
رُوى " ليو والاس" Lew Wallace ، لصديقة القصة التالية عن نفسه
قال: كُنت دائماً أجحد المسيحية، وقد تعينت حاكماً على ولاية " أريزونا" بأمريكا، قال لي أحد أصدقائي: لماذا لا تكتب كتاباً تبرهن فيه على أن تعاليم المسيح زائفة ؟! قلت له: سأحاول أن أجمع مادة الكتاب، وأنشره كقطعة رائعة لكُل حياتي، وكتاج مجد لعملي، ثم ذهبت إلى منزلي وقلت لزوجتي التي كانت عضُو في الكنيسة الرسولية، عن هدفي من الكتاب، وكأمر طبيعي لم تستحسن خطتي، لكنني قررت أن أفعل هذا، وبدأت أجمع المادة من المكتبات هنا وفي العالم القديم، وفي كل مكان..
جمعت أعداد ضخمة من البراهين الممكنة وبدأت الكتابة، وبعد أربعة فصُول تقريباً، تحققت بُوضُوح: أن يسوع المسيح هُو شخصية حقيقية مثل "سقراط"، و" أفلاطون"، و"قيصر" وغيرهُم من القادة، والزعماء القدامى، وصار اقتناعي بهذا الأمر أكيداً وبلا أدنى شك..
عرفت أن يسوع المسيح قد عاش على الأرض، وذلك بسبب الحقائق المرتبطة بالفترة التي عاش فيها، صرت في مُوقف مُحرج، بعد ما أردت أن أبرهن بعدم وجُوده، ها أنا أواجهه وجهاً لُوجه، أنه شخصية تاريخية ليكن مثل " يوليوس قيصر"، أو " مرقس أنطونيوس"، أو" دانتي"...الخ
سألت نفسي: إن كان هُو شخصاً حقيقياً وهذا لا شك فيه، ألم يكن هُو أيضاً ابن الله مُخلّص العالم؟! وبالتدريج نما فيّ الشعُور والإحساس أنه مادام يسوع المسيح شخصاً حقيقياً، فيحتمل أن يكُون هُو الذي أسمع عنه..
صار اقتناعي يقُوى، ويقُوى هكذا، حتى أنه في أحد الليالي نما هذا الاعتقاد وصار يقيناً، فركعت وسجدت على ركبتيّ، لأصلي لأول مرة في حياتي، وسألت الله أن يُعلن لي ذاته ويغفر لي خطاياي، ويسندني فقد صرت من أتباع الناصري، الرّب يسوع المسيح..
قرب الصباح شعرت بنُور يُشرق في نفسي ويُضيء قلبي، فدخلت إلى حجرة نُومي، وأيقظت زوجتي وقلت لها: لقد قبلت، وآمنت بيسوع المسيح كرّب لي ومُخلصي، فقالت: يا " ليو"، إني كُنت أصلي من أجلك منذ أن أخبرتني بأنك تريد أن تكتب هذا الكتاب، لكي تجد وتقابل يسوع..
حقاً كما قال الرّب يسوع لليهُود: فتّشوا الكتب لأنكُم تُظّنُون أن لكُم فيها حياة أبدية، وهي التي تشهد لي، ولا تريدُون أن تأتُوا أليّ (يو29:5)..
يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ! ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء! لأن مَن عرف الرّب، أو مَن صار له مُشيراً؟ أو مَن سبق فأعطاه فيُكافأ؟ لأن منه وبه وله كُل الأشياء (رو33:11-36)..
فإن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة، وأما عندنا نحن المُخلصين فهي قُوة الله، لأنه مكتُوب: سأبيد حكمة الحكماء، وارفض فهم الفهماء، أين الحكيم، أين الكاتب؟ أين مُباحث هذا الدهر؟ ألم يُجهّل الله حكمة هذا العالم؟! أنظر وتأمل في هذه الآيات في الكتاب المُقدس (1كو18:1-20؛ غلا1:3؛ 17:5)..
كُن أميناً إلى المُوت فسأعطيك إكليل الحياة..