كتب - محرر الاقباط متحدون
تم توزيع في عين التينة في منطقة الحفة بمحافظة اللاذقية، أول دفعةً من المساعدات الغذائية العينية. هذا الإنجاز المهم هو ثمرة تعاونٍ وثيق بين برنامج الأغذية العالمي WFP وبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس - دائرة العلاقات المسكونية والتنمية GOPA-DERD.
هذه الدفعة الأولى من الطرود الغذائية لا تقتصر على توفير طعام للأسر فحسب، بل تهدف أيضاً إلى تخفيف العبء الثقيل الذي تتحمله الأسر التي تكافح يوميًا لتلبية احتياجاتها الأساسية.
بالنسبة للعديد من الناس، تساعد الحصص التي يتلقونها اليوم في تغطية احتياجاتهم الغذائية الأساسية، وفي الوقت نفسه، تخلق هذه المساعدات هامشًا صغيراً من الراحة في ميزانية عائلاتهم، وفرصةً لاستخدام دخلهم المحدود للغاية لأولوياتٍ ملحّة أخرى، سواءً كانت تعليم الأطفال، أو العلاج الطبي، أو الإيجار، أو ببساطة القدرة على إبقاء الأضواء في المنزل.
تحتوي الطرود على مواد أساسية مألوفة وضرورية في كل مطبخٍ سوري : الأرز، والبقوليات، والبرغل، والدقيق، والزيت النباتي. قد تبدو هذه المواد بسيطة، لكنها مجتمعة، تضمن للعائلات إعداد وجباتٍ متوازنة، تساهم في الحفاظ على استقرار حياتهم اليومية.
في المجتمعات التي واجهت سنواتٍ من الظروف القاسية، تتجاوز قيمة هذا الدعم بكثير "الطعام" بحد ذانه. إنه يُعيد الكرامة ويمنح الأمل.
يعمل برنامج الأغذية العالمي ودائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، جنبًا إلى جنب منذ عام ٢٠١٩، في شراكةٍ مبنيّةٍ على الثقة والمسؤولية، والرؤية المشتركة للخدمة الإنسانية.
على مر السنين، تكيّفت مشاريعنا المشتركة مع الاحتياجات المتنامية للبلاد، ففي البداية، قُدِّمت المساعدة كمزيجٍ من الحصص الغذائية العينية والتحويلات النقدية، ليتحوّل التركيز لاحقًا بشكلٍ أكبر إلى المساعدات النقدية، مما يمنح الأسر حرية الاختيار ويدعم الأسواق المحلية.
مع ذلك، وفي ظل نقص التمويل العالمي، عاد برنامج الأغذية العالمي اليوم إلى نهجه المعتاد في توزيع المساعدات الغذائية، باعتبارها الوسيلة الأكثر فعاليةً للوصول إلى أكبر عددٍ ممكنٍ من الناس في ظل الظروف الراهنة.
كلّ صندوقٍ وكل حقيبةٍ يتم توزيعها اليوم تحمل معنىً مزدوجاً: غذاءٌ للحاضر، ومدّخراتٌ صغيرةٌ للغد. بالنسبة للعائلات التي عاشت تحت وطأةِ عدم اليقين لسنوات، يُمكن لهذا الدعم المتواضع أن يُشكّل الفرق بين القلق المستمر، ومساحةٍ صغيرةٍ للتنفس والتخطيط والأمل.
من خلال شراكةٍ كهذه، يواصل برنامج الأغذية العالمي مهمته في حماية الفئات الأكثر ضعفًا، ودعم المجتمعات المحتاجة، والتقدم بخطىً ثابتة نحو تحقيق رؤية عالمٍ خالٍ من الجوع، خطوةً بخطوة، طردًا تلو الآخر، عائلةً تلو الأخرى، نعمل جاهدين لضمان عدم تخلّف أحد عن الركب.