( 1922 – 2018 )
إعداد/ ماجد كامل
ميلادها ونشأتها :
أسمها بالكامل " ماري باسيلي أسعد " . ولدت في 16 أكتوبرر 1922 بحي الفجالة بالقاهرة ،
وتدرجت في مراحل التعليم المختلفة حتى التحقت بالجامعة الأمريكية وتخصصت في علم الإجتماع والأنثربوبولوجيا . فحصلت على بكالوريوس العلوم الإجتماعية من الجامعة الأمريكية عام 1944 ، وبكالوريوس التربية وعلم النفس في عام 1945 ، ودرجة الماجستير في علم الإجتماع والأنثرويولوجيا عام 1969 . كما نالت منحة دبلوم في أنجلترا في مجال تتظيم الأسرة من منظمة الصحة العالمية ،
مجالات عملها :
1-أنتدبت للعمل كمفوضة في اللجنة الطبية المسيحية بالمجلس العالمي للكنائس .
2- عملت بالتدريس لفترة بكلية البنات الأمريكية .
3- عملت بجمعية الشابات المسيحية حتى عام 1951 .
4-عملت بقسم الشباب بالمقر الرئيسي لجمعية الشابات المسيحيات بالقاهرة خلال الفترة من ( 1953- 1955 ) في جنيف ، ثم في نيويورك .
5-عملت بمركز الأبحاث الإجتماعية بالجامعة الأمريكية خلال الفترة من ( 1969- 1971 ) .
6-أرسلت في بعثة بجامعة اكسترا بانجلترا خلال الفترة من ( 1976- 1977 )
7-عملت نائبة السكرتير العام لمجلس الكنائس العالمي ( قسم التعليم والمرأة والشباب ) ،وذلك خلال الفترة من ( 1980- 1986 ) . وفي خلال عملها بالمجلس أشرفت على بحث عالمي مهم بعنوان :المرأة والدين والجنس :دراسات حول تأثير التعليم الديني على النساء Women & Religion & Sexuality ; studies on the Impact of Religious Teachings in Women .
بداية اهتمامها بمجال صحة المرأة وختان الأناث :
ولقد شغفت ماري أسعد بالعمل في مجال صحة المرأة ومنع ختان الأناث ، وهي تعنبر من أوائل العلماء الذين أهتموا بدراسة هذه الظاهرة ، وساهمت بالعمل بجهودها التطوعية الرائدة داخل أطار المجتمع المصري . وحول أسباب اهتمامها بدراسة هذه الظاهرة تذكر ماري أسعد في أحدى حوراتها أنها كانت المولود الرابع للأسرة ، التي تمنت أن يكون المولود الجديد ذكر بعد أ، أنجبوا ثلاث أناث . كما توفى جدها في نفس التوقيت ، فشعرت الأم انها طفلة شؤم على الأسرة فباتت الطفلة المنبوذة في الأسرة ، وكانت أحدى علامات نبذها أن أمها قررت عدم ختانها أسوة بأخوتها البنات ، فشعرت ماري أنها أقل من أخواتها ، وأنها قد لا تخظى بفرصة الزواج ، وعندما سافرت إلى جنيف عام 1952 للمشاركة في مؤتمر قضايا المرأة كان موضوع المؤتمر هو ختان الإناث ، وأكتشفت ماري عبر المناقشة الدائرة في المؤتمر أنها ممارسة عنيفة ،وانها تؤثر سلبيا على الصحة النفسية والجسدية للمرأة ،فعادت من المؤتمر وهي تشعر بالامتنان لقرار والدتها الذي حماها من هذه العادة القاسية ، فقررت تكريس حياتها من أجل منع هذه العادة الرديئة .
وبدأت ماري أسعد الاهتمام بدراسة ظاهرة ختان المرأة في منتصف الخمسينات في محيط الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، ولقد ركزت أبحاثها على مصر وشمال أفريقيا .ولقد أستطاعت التأثير على سياسات المجتمع وتوجهاته لصالح قضايا المرأة والتنمية والمستضعفين في العالم الثاث .
وتذكر الدكتورة فيفيان فؤاد في مقال لها نشر على موقع ماري أسعد على الفيسبوك marieaassad.com ، انه في بداية عام 2002 أنها عندما ذهبت ماري أسعد يرافقها الدكتور عز الدين عثمان أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة المنصورة والدكتورة فيفيان فؤاد ، لمقابلة السفيرة مشيرة خطاب الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة –آنذاك – ودار الحوار حول كيفية مواجهة هذه العادة الرديئة ، كانت رؤية "ماري" ضرورة توفير الدعم السياسي المناسب لمواجهة هذه القضية ووضعها على أجندة الحكومة والإعلام والمؤسسة التشريعية من أجل تحقيق التغيير الإجتماعي والثقافي المطلوب لمواجهة هذه القضية ، وبدأ الإعداد في صيف عام 2002 لعمل أول برنامج حكومي لمواجهة هذه الظاهرة ، وهو البرنامج الذي أطلق عليه " البرنامج القومي لمناهضة ختان الأناث بالمجلس القومي للطفولة والأمومة " وبالفعل تم عقد اجتماع في منزل ماري ، وضم الاجتماع كل من : ماري أسعد ، د مجدي حلمي مدير برنامج الصحة بجمعية كاريتاس مصر نائب منسق العمل لمناهضة ختان الأناث ، ود مواهب المويلحي الخبيرة في الصحة الإنجابية وعضو فريق قوة العمل لمناهضة ختان الإناث ،ود .دينا النجار خبيرة البرامج التنموية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، والدكتور فيفيان فؤاد . وبالفعل دخل البرنامج حيز التنفيذ في بداية عام 2003 .
ولقد كان الفضل في تراجع نسبة ختان الإناث في مصر - حسب رأي د . فيفيان فؤاد – يرجع إلى حكمة وتواضع د .ماري أسعد لبناء نموذج للتنسيق والتعاون بين الجمعيات الأهلية والمجلس القومي للطفولة والأمومة .وشجاعة السفيرة مشيرة خطاب في التصدي للتحديات السياسية والضغوط الاجتماعية التي واجهت تنفيذ البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث . وتئكر د .فيفيان أيضا فضل ماري أسعد في بناء برامج التنمية في أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية مع المتنيح الأنبا صموئيل ، ثم نيافة الأنبا يؤانس في فترة لاحقة
أهم المساهمات التي قامت بها في مجال المرأة عموما وختان الإناث خصوصا :
1-في عام 979 ، نشرت أبحاثها في مصر عن الآثار السلبية لختان الأناث ، ويعود إليها الفضل في لفت نظر الحكومة المصرية إلى خطورة هذه الظاهرة ، والعمل على تجريمها .
2-أسست العديد من البرامج مع السيدات لإلقاء الضوء على خطورة هذه العادة الضارة للعمل على التوقف عن ممارستها ، وذلك بالمشاركة مع الهيئة المصرية لحماية البيئة . وقد عملت لسنوات عديدة في مساعدة جامعي القمامة الساكنين في منطقة الزبالين في منشية ناصر ، وذلك لتوفير الخدمات الصحية لهم وتعليم أبنائهم .
3-قامت بعمل دعوة شاملة لجميع الجمعيات والمنظمات الأهلية من أجل بحث صحة المرأة وختان الأناث ، فأسسوا لجنة تنمية وصحة لتقديم مساعدات طبية وصحية للسيدات والفتيات في حي المقطم ، والقيام بزيارات من قبل عاملين بالصحة ، حيث قاموا بعمل مبادرة لتشجيع إعادة تأهيل فتيات الحي ، مما أثمر عن تشغيل مائة فتاة ، كما افتتحوا حضانة وناديا للأطفال ومخيما صيفيا يضم تعليم الحرف وقراءة القصص وتعليم الأغاني في الحي ، وعملت على تنظيم كورس لتدريبهم على حفظ أغاني سيد درويش التي تحض على العمل .
4-قامت بافتتاح مدارس صيفية لتعليم القراءة والحرف اليدوية في سنباط بزفتي .
5-عملت كمستشارة غير رسمية للمتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية بالكنيسة القبطية الارثوذكسية ( 1920- 1981 ) .
6- أصدرت العديد من الكتيبات التي تتعلق بختان الأناث ضمن فاعليات أحدى المؤتمرات التي عقدت في الخرطوم ،وكان موضوعه الممارسات الضارة للنساء .
7 - شاركت في تدشين المؤتمر الدولي للسكان والتمية عام 1994 ، بالاشتراك مع كل من ( نهاد طوبية ، عزيزة حسين ، عفاف جاد الله ،داليا الطيب ) وذلك بالتعاون مع مركز لتوثيق الأبحاث والمعلومات الخاصة بالختان .
تأثير تجربتها في العمل بعضوية مجلس الكنائس العالمي :
وعن تأثير تجربتها للعمل في عضوية المجلس العالمي للكنائس ، قالت في حوار لها مع الدكتورة هدى الصدة ، في 3 نوفمبر 2014 ،ونشر على موقع مؤسسة المرأة والذاكرة ، حيث قالت "عندما أفكر فيمن ساعدني أجد أنهم زملائي من الرجال وخاصة الأمين العام المساعد ،لقد كان لدينا حركة نسائية حقيقية ،شاركت النساء فيها بدور فعال ونشط وعقدنا ثلاثة اجتماعات للتجمع النسائي ، كما شاركن أيضا في مجموعات مختلفة وكان دورهن بارز ، وقمن بتعريف أنفسهن بصورة مغايرة وقمن بدورهن القبم عوضا عن التقليد ، ففي كثير من الأحيان كانت النساء داخل الكنيسة تتبع نماذج الرجال ، ولكنهن كن واعيات أن يتصرفون على طبيعتهن وأن ينصت الجميع لهن كنساء . وكانت هذه هي الحركة التي نخلقها سويا " .
تاريخ الوفاة :
توفت ماري أسعد في 30 أغسطس 2018 عن عمر يناهز 96 عاما .
المجلس الأعلى للثقافة ينعي الباحثة ماري أسعد :
قام المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة في ذلك الوقت نبنعي العالمة الجليلة جاء فيه " إن ماري أسعد أفنت حياتها من اجل تعزيز حقوق المرأة المصرية . وهي تعد أول من نبه صناع السياسات في مصر والدول النامية منذ سبعينات القرن الماضي إلى مخاطر الختان وأهمية تمكين المرأة من الحياة الكريمة ومكافحة ثقافة التمييز ضد النساء ، وتعزيز العمل التطوعي وتعليم الحرف وتحسين نوعية الحياة من خلال ورش الغناء والفنون التشكيلية للأطفال الفقراء في المناطق العشوائية " .
نعي المجلس القومي للمرأة :
كما قام المجلس القومي للمرأة برئاسة "مايا مرسي " بنشر نعي على موقعها الرسمي ، حيث أكدت فيه عن حزنها الشديد لفقدان الوطن إحدى أهم الأيقونات المصرية الرائدة في علم الاجتماع والدفاع عن قضايا المرأة المصرية وتقديم العون لها .
نعي مجلس الكنائس العالمي : World Council of Churches
كما نعى مجلس الكنائس العالمي العالمة الجليلة ، حيث صرح الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي الدكتور "أولاف فيكيس تفيت قائلا " ساهمت ماري أسعد على مدى سبعة عقود في تمكين الكنيسة والمجتمع من التعامل مع القضايا الاجتماعية والبيئية المثيرة للجدل بالتزام تام وعزيمة راسخة " . كما قالت أ . د "إيزابيل أباو فيري " نائبة الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي " لقد كانت ماري أسعد مصدر إلهام كبير بالنسبة لي . وحتى في عصر لم تكن فيه المرأة تؤخذ على محمل الجد ، كانت ماري أسعد زعيمة متكاملة وشمولية . وكانت تتناول القضايا التي تشكل أكبر تحد في المجتمع . وكانت ترسخ في روحانية عميقة استنادا إلى ادلة علمية . وبقيت متصلة بالمجتمعات المحلية وكانت تتمتع بالمصداقية التي مكنتها من تحي أصحاب السلطة بثبات ودون تنازلات " .
مراجع مختارة :
1-مينا بديع عبد الملك :قاموس التراجم القبطية ، جمعية مارمينا العجايبي بالإسكندرية ، صفحتي 204 ، 205 .
2-الموقع الرسمي لمؤسسة المراة والذاكرة The Women and Memory Forum .
3-فريق تحرير باب مصر : ستات البلد / ماري أسعد المبتسمة دائما ، موقع باب مصر ، 31 مارس 2019 .
4-موقع جريدة الوطن : الأعلى للثقافة ينعي الباحثة النسوية ماري أسعد ، موقع جريدة الوطن ، الجمعة 31 اغسطس 2018 .
5-هدى رشوان :القومي للمرأة ينعي "ماري أسعد " الرائدة في علم الاجتماع نموقع جريدة الوطن ،الجمعة 31 اغسطس 2018 .
6-أحمد فيصل : ماري أسعد ... أيقونة النضال النسوي ، موقع جريدة البوابة ، الجمعة 31 أغسطس 2018 .
7- فيفيان فؤاد : ماري أسعد التي عرفتها ، موقع marieassad.com .
8-مجلس الكنائس العالمي يشيد بدور "ماري باسيلي أسعد " الموقع الرسمي لمجلس الكنائس العالمي World Council of Churches hhtps://www.oikoumene.org
