د. أمير فهمى زخارى 

١- المنحوس منحوس ولو علقنا على رأسه فانوس.
٢- إحنا دفنينه سوا. 
٣ - دخول الحمام مش زي خروجه.
 ٤ - ابن الوز عوام.
٥- رجع بخفي حنين.
الأمثال الشعبية القديمة أحد أبرز اللمحات التراثية التى ورثناها عن السابقين، ونتداولها الآن كثيرًا فى حياتنا اليومية ودائمًا ما نعلق بها على مواقف بعينها لكن ذلك دون أن نعرف أصل هذا المثل أو لماذا قيل وما الهدف منه، والحقيقة أن القدامى كان لهم كثير من القصص والحكايات الواقعية منها والأسطورية التى جعلوها تربة خصبة ليستخلصون منها العظات والأقوال المأثورة التى نستخدمها الآن فى حديثها، لذلك عليك أن تعرف أولًا حكاية الأمثال الشعبية التى تستخدمها فى حياتك قبل أن تتفوه بها.
 
١ - المنحوس منحوس ولو علقنا على رأسه فانوس:
قصـة المثـل الشعـبي :
يروى في قديم الزمان ، في سالف العصر والأوان ، أنه كان هناك رجل واسع الثراء ، و كان لديه ولدان ، كان أحدهما غني مثله تمـاماً ، أما الآخر كان فقـيراً معدم ، و لا يملك من فتات الحـياة شيئًا .
 
تساؤل و تعجب من الناس :
وعندما كان الناس يسـألون الأب الغني ، عن حال ولده الفقير ، و لماذا لا يساعده على تدبير شؤون حياته ، بإعطائه بعض ما عنده من أمـلاك و أمـوال ، حتى يتحسن حاله مثله و مثل أخيه ، فكان يرد عليهم أن النحس ملازم ، لابنه هذا دائماً .
 
اقتراح الناس :
فقال له بعض المقربين من أصدقائه : جرب أن تعطيه ؟ ..
فقال لهم الأب الغني : سأعطيه بعض المال حيث سأضع في طريقه لصلاته إلى الفجـر ، سرة من النقـود ، فإذا وجدها ستكون من نصيبه .
 
صلاة الفجـر :
و عند صلاة الفجـر وضع الرجل الغني ، سرة من النقـود في الطريق بحيث يعثر عليها ابنه الفقير ، و هو ذاهب لأداء صلاة الفجر ، و لكن عند صلاة الفجر ، طرق ابنه الفقير على جاره الباب ، ليصطحبه معه إلى المسجد ، و مشى الاثنان معاً ، إلى المسجد وفق الطريق المعتاد .

الطريق إلى المسجد :
و في الطريق قال الابن الفقير لصاحبه :
هل تعلم إنى أحفظ طريق المسجد عن ظهر قلب ، حتى إننى أستطيع الوصول إليه و أنا مغمض العينين ؟
فرد عليه صاحبه : لا تستطيع ذلك !!
فقال له الابن الفقير : ليكن ذلك !! ، و مشى إلى المسجد و هو مغمض العينين ، و بجانبه صديقـه .

العثور على سرة النقـود :
و أثنـاء المشي سويًا ، وجد الرجل الآخر المال في الطريق ، فأخذه لنفسه لأنه هو الذي وجده ، و كما يقال : راحت لصاحبنا .
و بعد أن علم الأب الغني بما حدث مع ابنه الفقير قال لأصدقائه جملته الشهيرة :
المنحوس منحوس .. لو حطـوا برأسه فانوس
و التي تناقلـت بين الناس حتى أصبحت مثـلاً شهيرًا يتداول حتى وقـتنا الحاضر .
 
٢- إحنا دفنينه سوا:
ويُشار بهذا المثل إلى السر الواقع بين اثنين ولا يعرفه غيرهم وعند الحديث عنه يقولون هذا المثل، 
وتعود قصة هذا المثل إلى أخوين  فقيرين كانا يمتلكان حمار يساعدهما فى كل شىء العمل ووسيلة للمواصلات ويقضون به كثير من حوائجهم، أحباه كثيرًا واعتبراه فرد من عائلتهما حتى أطلقا عليه اسم "أبو الصبر" وفى أحد الأيام ذهب الأخوان إلى سفر وعندما كانا فى الصحراء وقع الحمار ومات، فحزنا عليه حزنًا شديدًا و قاما بدفنه بشكل لائق وظلا بجوار مدفنه يبكيان حتى أن كل من مر عليهما وسألهما عن سبب الحزن يخبراه بموت "أبو الصبر"، 
 
فتعاطف معهم الناس وظلوا يشاركونهما البكاء ظنًا منهم أن "أبو الصبر" شيخ جليل أو عبد صالح لذلك حزنا عليه كل هذا الحزن، حتى قاما بإنشاء خيمة على مدفنه ويوم تلو الآخر يزيد إقبال الناس عليهما ويتبرعان لهما بالمال، فقاما باستبدال الخيمة بحجرة صغيرة، ومازالت التبرعات تتدفق عليهما، حتى أصبح مدفن أبو الصبر مزار يقصده الناس لفك السحر وتزويج العانس وبات الجميع يتحدث عن كراماته وزادت التبرعات أيضًا حتى كون الأخوان ثروة، وكانا يقسمان النقود بينهما، 
 
وذات مرة تشاجر الأخوان بسبب لنقود فقال أحدهما "سأطلب من الشيخ أبو الصبر أن ينتقم منك" ضحك أخاه وهو يشير بيده إلى المدفن وقال "نسيت الحمار، داحنا دافنينه سوا".
 
٣- دخول الحمام مش زي خروجه:
يرجع أصل هذا المثل لعهد الدولة العثمانية  فى عهد انتشار الحمامات العامة التى لا يزال لها وجود حتى الآن ولكن بعدد قليل .
عندما قرر أحد الرجال العثمانيين افتتاح حماماً تركياً جديداً ،ومن أجل جذب الزبائن بطريقة مبتكرة للحمام قام بتعليق لافته كبيرة كتب عليها "دخول الحمام مجاناً"،ذاع صيت الحمام الجديد فى البلدة بأكملها وتهافت الناس عليه.وبعد دخول الزبائن إلى الحمام كان يحتجز الرجل ملابسهم وبعد أن ينتهى الزبون و يقرر أن يخرج يرفض صاحب الحمام تسليم الملابس له إلا بعد دفع ثمن استخدام الحمام .
 
هنا فوجىء الزبائن بتراجع الرجل عما كتبه على اللافته بان دخول الحمام مجاناُ ،وعندما واجهوه بما كتب  على الباب رد قائلاً "دخول الحمام مش زى خروجه، وأصبح رد صاحب الحمام مثلاً يتداوله الناس عندما يتورط شخص فى مشكلة بالرغم من أن بدايتها لم تكن تنبأ بنهايتها .
 
٤ - ابن الوز عوام:
نستخدم هذا المثل عندما نريد الحديث عن موهبة شخص ما موجودة أيضاً عند والده أو لمديح الابن والأب معًا.
أما قصة المثل فهي عن إوزة وضعت بيضتين وماتت، فأخذ صاحب الأوزة هاتين البيضتين ووضعهما مع بيض دجاجة لكي تفقس معاً، وبعد أن فقس البيض عاشت الأوزتان مع الدجاج . وفي يوم من الأيام اقتربت الدجاجة مع أبنائها من حوض للمياه، فقفزت الأوزتان إلى المياه وأخذتا بالعوم بدون أي تدريب مسبق، فقال  صاحب الدجاجة "ابن الوز عوّام".
 
٥ - رجع بخفي حنين:
المثل يستخدم عند اليأس وخيبة الأمل، القصة هي عن صانع ماهر جدًا للأحذية في مدينة الحيرةـ في أحد الأيام دخل دكانه أعرابي وأراد الشراء وبدأ بالمساومة حول السعر، وبعد أخد ورد وجدال طويل تم الاتفاق على السعر حينها غادر الأعرابي ولم يشتر شيئًا.
 
غضب حنين وأراد الانتقام فسبقه ووضع فردة حذاء على الطريق والثانية على بعد بضعة أمتار، واختبأ يراقب المكان. وعندما وصل الإعرابي وجد الحذاء فقال "ما أشبهه بخفي حنين، لكن هذا حذاء واحد فلو كان الثاني معه لأخذته".
 
تركه وأكمل طريقه ثم عثر على الثاني فأخذه وقرر العودة ليأخذ الأول تاركاً دابته خلفه فقام حنين بسرقتها، وعندما عاد الأعرابي فارغ اليدين من سفره إلى أهله سألوه عما أحضر لهم فأجاب "عدت بخفي حنين".
 
والى اللقاء في أمثال أخرى 
 
ملحوظه : أسماء المراجع كما طلبها بعض الأصدقاء موضوعه مع صور أسفل البوست..تحياتى للجميع.