القمص رويس الجاولى
+++++++++++
... تابع القرن الحادي والعشرين:
+++ أشارت تقارير إخباريّة في عام 2019 إلى تزايد أعداد الأكراد السوريين الذين تحولوا من الإسلام إلى المسيحية في بلدة عين العرب أو كوباني، التي حاصرها تنظيم الدولة الإسلامية لمدة شهور. ويقول هؤلاء أن تجربة الحرب والاجتياح الذي قام به تنظيم الدولة الإسلامية دفعهم لاعتناق المسيحية، وبعد أن تحولت عدة أسر من الإسلام إلى المسيحية، افتتحت أول كنيسة إنجيلية في المدينة الواقعة على الحدود السورية التركية في عام 2018. وأشارت التقارير أنه في المناطق التي تسكنها أغلبية كردية في شمال سوريا، باتت اللادينية أكثر قوة، بينما انتشرت المسيحية في عين العرب أو كوباني. وينظر منتقدون إلى المتحولين الجدد بارتياب ويتهمونهم بأنهم يسعون لتحقيق مكاسب شخصية مثل الحصول على مساعدات مالية من منظمات مسيحية تعمل في المنطقة ووظائف وتحسين فرصهم للهجرة إلى دول أوروبية. بالمقابل ينفي المسيحيين الجدد في كوباني هذه الإدعاءات ويقولون إن تحولهم مسألة إيمانية بحتة.
+++ كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد هدد مرارًا بعمليات عسكرية في شمال شرق سوريا، حيث أنشأ الأكراد خلال الحرب الأهلية السورية مع العرب المحليين وحلفائهم المسيحيين منطقة شبه مستقرة تتمتع بحكم ذاتي من الناحية الفعلية. في أكتوبر من عام 2019 قامت تركيا بعملية نبع السلام، وهي عملية عسكرية وغزو للأراضي السورية قامت بها القوات المسلحة التركية وجماعات المعارضة المسلحة المتحالفة معها ضد المناطق الخاضعة لنفوذ قوات سوريا الديمقراطية. وأعلنت القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية عن نشر قوات مسيحية سريانية آشورية منضوية تحت لوائها في منطقة الخابور الحدودية لصد «الهجمات المستمرة» من الجيش التركي في شمال شرق سوريا. حيث سرت مخاوف في القرى المسيحية من فظائع محتملة من قبل المقاتلين المدعومين من تركيا، والذين من بينهم متشددون سابقون.
+++ وأوضحت سوريا الديمقراطية أنها ستنشر مقاتلي المجلس العسكري السرياني والقوات الأشورية في منطقة نهر خابور. ووفقاً لمجلة «ناشيونال إنترست» انقسم السريان والآشوريين والأرمن في شمال سوريا في مواقفهم تجاه قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على إقليم «روج آفا»، وهي منطقة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، والتي تم الإعلان عنها رسمياً في مارس عام 2016. لكن رغم هذا الانقسام، فقد ظلوا محتفظين بموقف معارض لنشوب الحرب بين تركيا والأكراد، خوفاً من تكرار المجازر التي وقعت لهم في القرن الماضي. وعلى الرغم من أنّ المؤسسات المسيحية الرسمية في تركيا مثل بطريركية القسطنطينية للأرمن الأرثوذكس والكنيسة السريانية الأرثوذكسية أصدرت بياناً تؤيد فيه عملية نبع السلام التركية، الأ أن العديد من المسيحيين الأتراك أعلنوا معارضتهم لعملية نبع السلام.