ديڤيد ويصا
الكلام عن قبول الأشخاص من غير ما نوافق على أفعالهم ..
هتسمعه كتير في وعظات أو كورسات مشورة ..
ورغم انه كلام صح جدًّا وبيعبَّر عن قلب الله فعلًا ..
بس تطبيق الكلام ده في الواقع صعب جدًّا ..
بالذات لو كان الأشخاص دول بيعملوا حاجات ..
بالنسبة للمجتمع تُعتبَر عار، مش بس خطيّة!
عشان كده عاوز اتكلّم عن حاجة ساعدتني في ده ..
وحاجتين وقفوا في طريقي قُصاد اني اقدر احقّق ده!
--
الحاجة اللي ساعدِتني في ده ..
هي السّقطات اللي انا وقِعت فيها ..
واللي كانت من أفضل الفرَص اللي الله ساعدني من خلالها ..
عشان اقدر اقبل أشخاص من غير ما اوافق على أفعالهم ..
وعشان اكون مُحدَّد أكتر ..
اللي ساعدني على ده مش السَّقطات نفسها ..
لكن استرداد الله وإنقاذه ليّ من نفسي ومنها ..
وصدمتي في نفسي ..
لما وقِعت وقعات لا يمكن كنت اتخيّل اني اقع فيها!
الصَّدمة بتخلّيك تتأكّد ان مفيش حد كبير على الوقعة ..
وانبهارك بحب الله وغفرانه لما بيستردّك، بيأكِّدلك ..
إن مفيش وقعة أكبر من رحمة الله ومحبّته وأبوّته!
--
حاجتين تانيين بقى بيقفوا في طريق ده جدًّا ..
أوّلهم التديُّن الشّكلي الشّديد ..
اللي هو بتكون ملتزم بكل الطقوس الدّينيّة حسب طايفتك ..
وبالتالي ضميرك متخدّر تمامًا ومطمّن انك أحسن من غيرك!
وتانيهم الوجود في مجتمع مليان مؤمنين شبَهَك ..
وفي نفس الوقت مفيهوش تحدّيات كبيرة ..
تخلّيك تختبر ادّعاءاتك عن نفسك أو عن أخلاقك وقيَمَك ..
أو بمعنى آخَر "منطقة راحة" دينيّة!
ده بيخلّيك تفترض ان أي حد مختلف عنّك ..
سواء في العقيدة أو الممارسات أو حتى شكل العبادة ..
تايه وغلطان وخاطي وبعيد، أو في أفضل الأحوال مؤمن ضعيف!
--
الحل في وجهة نظري ..
مش بالضرورة السَّقطَات ..
اللي بتخلّيك تختبر ضعفك واسترداد الله ليك ..
واللي متمنّاهاش أبدًا لأي حَدّ!
لكن الحفاظ على نفسك في محضر الله قُدّام كلمته ..
ومن خلال حاجات تانية كتير بتختبر فيها حضور الله ..
محضر الله بيساعدك تشوف كل حاجة بعينين الله ..
تشوف الله، تشوف نفسك، تشوف المجتمع اللي حواليك ..
وعينين الله دايمًا فيها ميزتين ..
أولًا بتخلّيك تشوف الحقيقة (بكل ما فيها من حلو ووحش) ..
ثانيًا بتخلّيك تشوف صَحّ (بدون نضارات دين أو مجتمع)!
--
عاوز تتعلّم تقبل نفسك وترفض الغلط اللي بتعمله؟
عاوز تتعلّم تقبَل غيرك وترفض الغلط اللي بيعمله؟
شوف نفسك وغيرك بعينين الله ..
هتعرف الفرق بين قيمتك وفعلك، وقيمة غيره وفعله ..
وهتفهم ان ناس كتير أفعالها رخيصة ومُنحَطَّة ..
لكن قيمتهم غالية وعالية، وبالتالي محتاجين للقبول والحب ..
مش الحب الأعمى اللي بيتغاضى عن أخطائهم ويشجّعهم عليها ..
لكن الحب الإلهي اللي بيفتح عينيهم على أخطائهم فيتوبوا عنها ..
من غير ما يتنازل عن قيمتهم وغلاوتهم في عينين الله!
ديڤيد ويصا