دكتور بول غبريال - راعي الكنيسة العربية الكتابية - شيكاجو
أحيانًا نظن أنّ كثرة الكلام أو الجدل العقلي هو ما يقنع الناس برسالة المسيح، لكن الكتاب يعلّمنا أنّ الحجة الأقوى ليست في الكلمات، بل في المعجزة الحيّة التي يصنعها المسيح في حياتنا. فالكلام قد يُنسى، والمنطق قد يُعارَض، لكن التغيير الحقيقي لا يستطيع أحد أن يُنكره.
 
ونقراً في سفر الأعمال: 
“وَلَكِنْ إِذْ نَظَرُوا الإِنْسَانَ الَّذِي شُفِيَ وَاقِفًا مَعَهُمَا، لَمْ يَكُنْ لَهُمْ شَيْءٌ يُنَاقِضُونَ بِهِ” (أع 4: 14).
 
حاول الكتبة والكهنة إسكات بطرس ويوحنا، لكن كان أمامهم الأعرج الذي شُفي واقفًا، يمشي ويقفز ويسبّح الله (أع 3: 8). فالمعجزة كانت شهادة أبلغ من أي برهان، حتى قالوا: “لأَنَّهُ ظَاهِرٌ لِجَمِيعِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنَّ آيَةً مَعْلُومَةً قَدْ جَرَتْ، وَلاَ نَقْدِرُ أَنْ نُنْكِرَ” (أع 4: 16).
 
حياتنا هكذا أيضاً، قد لا نعرف الإجابة على كل سؤال، وقد لا نكون دارسين اللاهوت بعمق، لكن أقوى شهادة هي "التغيير الذي أعلنه الروح القدس فينا”. عندما يرى الناس فينا سلامًا وسط الضيق (في 4: 7)، فرحًا رغم التجارب (يع 1: 2)، ومحبة لا تسقط أبدًا (1كو 13: 8)، فهذه شهادة صامتة لكنها أقوى من أي جدال.
 
دعونا نقدم حياتنا كي تكون "البرهان العملي على حضور المسيح فينا"، ولنجعل معجزة الحياة الجديدة هي الصوت الذي لا يُسكت ولا يُنكَر.